هبة الله محمد تكتب: أرجوك لا تنصحني أبدا!

هبة الله محمد تكتب: أرجوك لا تنصحني أبدا!

حسنا دعوني اعترف.. أنا أكره النصائح كالجحيم ذاته، تذكرت صديقتي ولاء عندما اتصلت بي في بداية زواجها وهي تكاد تشد شعرها غيظا قائلة:
«تبا، لقد تلقيت كما هائلا من الإرشادات لم أتلقه منذ أن كنت في الحضانة. كل شخص في العالم صار مولعا بصب خالص حكمته في الحياة في أذني، لا بد وأنني تلقيت ألف ألف نصيحة حول طرق الطهي و53 ألفا حول الحياة الزوجية، وأربعمائة ألف حول معاملة الرجال،  وسبعون ألف نصيحة فقط حول تنظيم المنزل حتى كادت رأسي تنفجر، ولو نصحتني أنت الأخرى بشيء حول هذا كله فلا تضمني ما يمكن أن يحدث لكِ».
يومها انفجرت في الضحك قائلة:
«لا تقلقي سأخرس تماما، لكن لا تتحدثي كثيرا في الجوال فقد تكونين حاملا وهذا سيؤثر حتما على الجنين!!!»
-    «ألم أقل أنني سأحطم رأسك؟!!!!»
دعك من كون الالتزام بالنصائح عادة ما يؤدي إلى كارثة، هناك اسكتش ظريف لفؤاد المهندس يجلس فيه مع صديق له خبرة في طبائع النساء، فلقد تزوج بلا فخر 15 مرة!! ويعطيه هذا الصديق خالص خبرته في صورة قاموس لفظي لترجمة مصطلحات الزوجات، هكذا يعود المهندس إلى منزله مشحونا فتقابله زوجته مخبرة إنها ذاهبة إلى الخياطة يبحث في القاموس بجنون فيجد الترجمة الرهيبة، أنها ذاهبة لمقابلة رجل، فيرفض خروجها، تخبره أنها ذاهبة إلى أمها فيعني هذا أن أمها قد وجدت لها عريسا أفضل منه وتنوي تطليقها منه فيعترض بشدة، في النهاية تقول زوجته بسخط:
-«أنا رايحة أقابل واحد صاحبي..».
- «رايحة أقابل واحد صاحبي.. رايحة أقابل واحد صاحبي، مش موجودة دي..روحي بس متتأخريش!».
كانت النصيحة الأولى التي تلقاها أخي في عامه الأول في الجامعة هي أن حضور المحاضرات غير مفيد على الإطلاق؛ فقط الحمقى والمغفلين هم من يفعلون هذا الأمر المخجل!! هناك مذكرة النمر الأسود، إنها ممتازة حقا وهي تجعلك كالوحش في الامتحان!! فكانت النتيجة الرائعة لهذه النصيحة انه قضى عامين في العام الأول هذا طبعا لكي تتخمر المعلومات في ذهنه وليس من قبيل الفشل لا سمح الله!!
أما النصيحة التي تلقيتها أنا في عامي الجامعي الأول فلقد كانت أن أفر بأقصى سرعة لأية كلية أخرى ويبدو أن هذه هي النصيحة الوحيدة التي اتضح للأسف أنها صحيحة!!!
النساء أكثر ميلا للنصح من الرجال ولا أعرف السبب يبدو أنه تأثير بيت الشعر القديم «الأم مدرسة»، وهكذا تجد كل امراة نفسها بلا وعي تقوم بدور طاقم الأساتذة!!
ويبدو أيضا أن هذه الغريزة هي ما تدفعني لأن اهمس في آذانكم بهذه الجملة الخبيثة «لا تسمعوا لأية نصيحة أبدا» ولكن أليست هذه ذاتها نصيحة؟!!

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع.

 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر