ياسمين صبري.. «جبلّة لا تيأس أبدا»!

ياسمين صبري.. «جبلّة لا تيأس أبدا»!

لم تكن الممثلة «ياسمين صبري» في بداية شبابها؛ تعرف ماذا تريد في هذه الحياة، وما هدفها.. كانت فتاة انطوائية، ليس لها أي علاقات في الوسط الفني؛ لكنها تمتلك طموحًا كبيرا جدا، وقررت أن تشق طريقها وحدها.

ففي فترة مراهقتها كانت «ياسمين» بطلة رياضية طموحة، حازت على الميدالية الذهبية على مستوى الجمهورية في السباحة. وعندما كبرت قليلا التحقت بكلية الإعلام.. أرادت أن تحقق نجاحا في مجال ما، لكنها لم تكن تعرف من أين تبدأ؟
بدأت العمل كمراسلة تليفزيونية لقناة الحياة، وحاولت أن تكون مذيعة، ثم دخلت مجال الإعلانات، وأخيرا وجدت نفسها وقد أصبحت ممثلة مشهورة.

تقول عن نفسها: «أؤمن أن كل خطوة بتجيب اللي وراها، حتى لو الناس ممكن تحبطك، ممكن تقولك أنت مش عارف أنت عايز إيه».

كانت تحلم بأن تصل إلى شيء ما، أن تنجح.. تقول: «كنت بجرب حجات كتير ومكنتش بلاقي نفسي فيها، بس كنت متأكدة أني عاوزة أعمل حاجة بجدية، لدرجة أني كنت في إعلان واحد بشتغل 37 ساعة بدون راحة».

بداية ياسمين صبري مع معز مسعود

وفي أحد الأيام، وبينما كانت «ياسمين» منهمكة في عملها بالإعلانات، شاهدتها مساعدة مخرج، أعجبت بأدائها، وعرضت عليها أول دور تمثيلي في حياتها.. ستمثل مع الداعية معز مسعود في برنامج «خطوات الشيطان»!

البرنامج كانت فكرته مختلفة عن البرامج الدينية في ذلك الوقت، فهو يقوم على حوار بين الداعية وأحد الشباب ثم مشهد تمثيلي معبر عن السياق.. ولكن؟

ولكن، لا بد أن تظهر «ياسمين» في هذا البرنامج بالحجاب، من أول حلقة إلى آخرها.

تحكي عن تلك الفترة: «البنات ممكن تخاف تطلع على الشاشة لأول مرة بالحجاب، لكن أنا قولت هاخد الدور».

هكذا بدأت تظهر ملامح الممثلة الطموحة التي تبحث عن فرصة حقيقية وإضافة جادة، دون الاعتماد على جمالها فقط؛ فقد ظهرت في دور فتاة محجبة، لا تضح أي مكياج».

ياسمين صبري ومحمود عبد العزيز

بعد الانتهاء من «خطوات الشيطان» لم تجلس في المنزل «تنتظر الفرج» أو العروض التي ستنهال عليها، لأنها حتى هذه اللحظة، لم تكن وجها معروفا في الوسط الفني.. وهنا بدأت مرحلة السعي على مكاتب «الكاستنج».

وفي مرة؛ سمعت «ياسمين» أن الفنان محمود عبد العزيز يبحث عن وجه جديد يؤدي دور ابنته، في مسلسل «جبل الحلال». ذهبت وأدت مشهدا من «خطوات الشيطان» وطلبت منهم أن يخبرونها بالنتيجة بسرعة، لأنها ستعود إلى الأسكندرية.

يرن جرس الهاتف في الثانية فجرا، وصوت المتصل يقول: «أستاذ محمود عبد العزيز عايز يقعد معاك».

تقول «ياسمين» عن هذه اللحظة.. «كنت مؤمنة أن كل خطوة بتؤدي للتانية، وخبرتي في برنامج خطوات الشيطان، هي اللي ساعدتي أترشح لمسلسل جبل الحلال».

فازت بالدور.. أدت شخصية  ابنة «أبو هيبة» تاجر السلاح الذي تربطه علاقات بالمافيا. وبعد ذلك ترشحت لمسلسل «طريقي» الذي أدت فيه دور صديقة الطفولة لشرين عبد الوهاب؛ بدأت موهبتها في جذب الإعلام والوسط الفني.

  • ممثلة  لا تريد الاعتماد على جمالها فقط

وبدأت «ياسمين» في اختيار أدوارها التالية بمبدأ خاص، فهي لا تريد الاعتماد على جمالها فقط.. لا تريد أن تصبح «عروسة حلاوة» على الشاشة.. تقول:«الشكل ده مجرد قشرة، مش بتيجي بمجهودك. نفسي أتشهر بمجهودي وشغلي مش بشكلي».

ستراها تغامر بدور أكشن في شخصية «دينا باشا» ضابطة القوات الخاصة في فيلم «حجيم في الهند».

ودور ملازم أول وخبيرة كومبيوتر في وزارة الداخلية بمسلسل «شطرنج»

ثم تقرر دخول تجربة الكوميديا في فيلمها الجديد مع محمد إمام، الذي يحمل عنوان مؤقت هو «شمس وقمر».

وإذا قررت أن تلعب دورًا مُكررا، كأن تؤدي شخصية «تامرا» ابنة عائلة ثرية، رفضت الزواج من حبيبها الفقير؛ تعرف كيف تستفيد من المسلسل الذي اختارت أن تؤديه مع محمد رمضان شخصيا، حتى تقترب كممثلة من الطبقات الشعبية.

تقول بلهجتها الأسكندرانية المميزة: «بعد المسلسل بقيت أركب مشروع، سواق المشروع يبقى عارفني»، وذلك في تصريحها ببرنامج «صاحبة السعادة».

ياسمين صبري والعالمية

بعدما تنهي «ياسمين» من قراءة هذه الأعمال الكثيرة التي أصبحت تعرض عليها؛ تقضي وقت فراغها في متابعة أخبار هوليود ومشاريعها المقبلة؛ فهي تحلم بأن تكون أول ممثلة مصرية عالمية.

تركز مع كل فيلم جديد، هل يبحث مخرجه عن وجه جديد؟.. ترسل الإيميلات، العشرات، ربما المئات، بدون يأس.

وذات يوم؛ قرأت خبرًا صغيرا يقول أن شركت «ديزني» قررت تحويل جميع أفلام الكرتون إلى أفلام سينمائية، ويبحثون عن فتاة من الشرق الأوسط، تؤدي شخصية الأميرة «ياسمين» في فيلم «علاء الدين».

وهنا لمعت الفكرة في رأسها..

فقد كان أصدقاءها في الطفولة يلقبونها بـ«جاسمين»، لأنهم يرون أنها تشبه شخصية «الأميرة ياسمين» كثيرا.

حضرت أغراضها؛ الفستان الأزرق السماوي، تسريحة الشعر الطويل المميزة، فوتوسيشن متميز، وأرسلت صورها إلى القائمين على الفيلم.

 

  • متعددة الاهتمامات

وحتى تصل لهذه العالمية، فهي تعمل على تطوير نفسها وفي اهتمامات مختلفة؛ القراءة والرياضة والأزياء.

تقول «ياسمين» عن اهتماماتها: «أذهب كل أسبوع إلى المكتبة القريبة من منزلي وأسأل عن الكتب الجديدة».. و«كتب إحسان عبد القدوس، علمتني إزاي أهتم بالأزياء والموضة». الاهتمام الذي يجعلها تختار إطلالة الشخصية التي تقدمها لتكون أكثر صدقا وتوصل من خلالها رسالة ما.

تقول «ياسمين»: « لما قدمت شخصية طالبة في مسلسل طريقي، قررت أني محطش كحل مثلا عشان الشخصية تكون صادقة وطبيعية زي الواقع».

ماذا حدث مع هوليوود؟

«بتعرفي تغني»؟.. هكذا رد عليها مدير «كاستينج» فيلم «علاء الدين» عبر الإيميل، لترد عليه بتسجيل بصوتها لأغنية من كرتون «علاء الدين».

ولأنها لم تتدرب على الأغنية باحترافية، لم تُقبل في الفيلم.

«أنا جبلة ومش بيأس أبدا»..

هكذا تقول «ياسمين» عن نفسها. فالحلم لم ينتهِ بل يكاد يبدأ.. تضيف: «بعتبر نفسي نجحت بنسبة 50% رغم أني متقبلتش؛ لأنك لما تكوني في بلد بعيدة زي مصر، وتقدري تتواصل مع هوليود توريهم نفسك، ويبقى فيه أخذ ورد بينكم؛ يبقى أنت كدا قطعت نصف الطريق».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال