خسائر مصر من الوصول لكأس العالم
المكاسب التي ستجنيها الكرة المصرية في حال وصول المنتخب الوطني إلى كأس العالم في روسيا 2018 كثيرة، ولكن هناك أيضا جملة من الخسائر التي تنتظر الشارع الرياضي المصري يستعرضها لكم «شبابيك» في هذه السطور.
إلغاء الدوري
«لا صوت يعلو فوق صوت كأس العالم».. سيرفع اتحاد الكرة هذا الشعار وسيكون مضطراَ لتنفيذ كل مطالب هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب والتي ستكون بمثابة «أوامر».
قد يطالب المدير الفني الأرجنتيني بالغاء بطولة الدورى العام هذا الموسم مثلما فعل المدير الفني الراحل محمود الجوهري عندما صعد إلى نهائيات كأس العالم في عام 1990 بإيطاليا.
استند الجوهري في مطلبه وقتئذ إلى ضرورة تركيز لاعبي المنتخب بعيداً عن أي مؤثرات أخرى قد تستنفذ تفكيرهم ومجهودهم وتفكيرهم ما قد يؤثر على أدائهم في المونديال، كما خشى من تعرض لاعبيه للإصابات وهو أمر قد يفقده لاعب أو اثنين من قوام الفريق.
وقتها استجاب مسئولو اتحاد الكرة ونظموا مسابقة بين الأندية دون اللاعبين الدوليين لا تحمل أي ملامح تعويضاً عن مسابقة الدوري.
والملاحظ أن الجوهري اعتمد في مطلبه على أن قوام المنتخب المصري من اللاعبين المحليين وبالتالي كان يريد صهرهم في بوتقة واحدة قبل البطولة وهو أمر لا يتوافر في هذه المرحلة باعتبار أن القوام الرئيسي للمنتخب من المحترفين.
وكان عامر حسين رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة قد أكد في تصريحات إن فكرة تأجيل أو إلغاء مسابقة الدوري حال تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم صعبة لسببين مهمين، الأول هو أن «قوام المنتخب من اللاعبين المحترفين والذين بلغ عددهم 14 لاعبا، وبالتالي إيقاف الدوري لن يؤثر على المنتخب أو يسبب له أي فائدة».
السبب الثاني يتمثل في أن «الدوري الآن يقام بشركات راعية وأموال كثيرة تدفع في الإعلانات والرعاية عكس الماضي، كانت بطولة الدوري مجانية وبلا راعي وبالتالي من الصعب تأجيل أو إيقاف المسابقة».
وأضاف «هيكتور كوبر مدرب المنتخب محترف ويعلم تماما صعوبة مثل هذه الطلبات، وسيكون أمامه بعض الوقت لتجهيز المنتخب قبل المونديال حال التأهل له».
«سلق» الدوري
في حال استبعاد فكرة إلغاء الدوري فإن «السلق» يبقى خياراً لا بديل له. فالاتحاد الدولي لكرة القدم يلزم كل الدول المشاركة في المونديال بإنهاء بطولاتها المحلية في شهر مايو، أي قبل انطلاق البطولة العالمية، ومن ثم سيكون مسئولي الجبلاية مجبرين على إنهاء البطولة في هذا الموعد وهذا صعب.
مكمن الصعوبة يتمثل في وجود ارتباطات قارية لأربع أندية مصرية في بطولة أبطال الدوري وكأس الكونفدرالية وبالطبع فهذه المشاركات سيترتب عليها تأجيل أسابيع عديدة من الدوري خاصة إذا تأهلت هذه الأندية إلى المراحل النهائية للبطولات الإفريقية.
إضافة إلى ذلك هناك التوقفات الطويلة بسبب المعسكرات والمباريات الودية التي سيخوضها المنتخب في إطار الاستعداد للمونديال، أو من أجل مباريات التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية في 2019.
هناك سبب آخر يقف وراء صعوبة إنهاء الدوري في الموعد المحدد من الفيفا يتمثل في أن البطولة محدد لها سلفاً الانتهاء في شهر يوليو المقبل، وإذا أراد مسئولو الجبلاية إنهائها في مايو المقبل فإنهم سيضطرون إلى ضغط مباريات البطولة بحيث يقام كل يومين أو ثلاثة أيام مباريات وهذا أمر مرهق، وسيؤدي في النهاية إلى «سلق البطولة»، ويعرض اللاعبين للإجهاد البدني والإصابات.
خسارة ألقاب قارية مهمة
بعد شهرين تقريباً من صعوده إلى كأس العالم عام 1990 كان من المفترض أن يشارك المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الإفريقية والتي أقيمت وقتها في الجزائر وكانت مصر مرشحة بقوة لحصد هذا اللقب القاري.
لكن الجوهري خشى على لاعبيه من تعرضهم لأذى في الجزائر بعد أن صعد على حسابها إلى المونديال عقب الفوز عليها في القاهرة بهدف دون رد، فطلب من اتحاد الكرة عدم المشاركة في البطولة والتركيز في المونديال.
استجابت الجبلاية لمطلب المدير الفني الراحل وشاركت مصر بمنتخب ثان بدون الدوليين، وكانت النتيجة الطبيعية خروجه من الدور الأول بخفي حنين.
قد يكرر التاريخ نفسه، فالمنتخب مقبل على مباريات مهمة وفاصلة في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية المقرر إقامتها بالكاميرون في عام 2019، وقد يطلب كوبر المشاركة بفريق آخر في هذه التصفيات خشية تعرض لاعبيه للإصابات، وهو ما قد يؤثر على فرص تأهل الفريق إلى نهائيات البطولة.
استنزاف مالي
الاستعداد لكأس العالم يتطلب تنظيم معسكرات خارجية طويلة الأجل من أجل زيادة تركيز اللاعبين وتحقيق اندماجهم، إضافة إلى خوض مباريات مع منتخبات قوية، وهذا يعني توجيه جزء كبير من موازنة الدولة أو ميزانية وزارة الشباب والرياضة لصالح هذا الأمر في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الاقتصاد المصري.
اشتعال بورصة اللاعبين
في حال تألق اللاعبين المصريين في المونديال العالمي ستشتعل بورصة اللاعبين داخل مصر بشكل يفوق قدرات عدد كبير من الأندية لاسيما الشعبية والفقيرة والتي ستجد نفسها فقيرة وغير قادرة على ضم لاعبين أكفاء بأثمان عالية مقارنة بالأندية الأخرى.
وفي نفس الوقت سيتم تفريغ أندية كثيرة من لاعبيها المميزين لعدم قدرتها على تحقيق مطالبهم المالية بعد أن تنهال العروض المادية عليهم من أندية أخرى.