دنيا أبوشامة تكتب: النوستالجيا لا تزال فى جيبي

دنيا أبوشامة تكتب: النوستالجيا لا تزال فى جيبي

يا حلو صبح يا حلو طل يا صبح نهارنا فل
 فانتستيكا فن فن فانتستيكا برنامج قناة على الفبريكااا
هنا القاهرة «يا ولاد يا ولاد تعالوا معانا علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكلنا حكاية جميلة»
ومن قلبة وروحه مصرى والنيل جواه بيسرى بكااار
انا انا ابريق الشاى ايدى كدا بوزى كدا اصب الشاى وارجع كدا
لا الكلفته يا فتى فتاكه ؛ ولا الفتاكه فيتاكه ؛ زاكى إن تزاكى أفتكى؛ صح صح صباح لك صوت مسموووع...
ذلك الدفء الذى يتخلل داخلك عند قرأتك تلك السطور
القشعريرة التى تداعب الطفل بداخلك وكأنها تستجدى بقائه رغم الظروف والمسئوليات والايام!!!
مرت الأيام وكبر الطفل..كبر الطفل وبقيت الذكرى ..بقيت الذكرى وأهلا بالنوستالجيا

ماهى النوستالجيا؟

​​​​​​​يرجع اصل الكلمة إلى اللغة اليونانية ومعناها الحنين للماضى وتم وصفها على إانها نوع من انواع الاكتئاب لما تسببه من الشعور بالألم.
والحزن لاسترجاع ذكريات من المستحيل عودتها أو العيش بها.
ولكن فى بداية الحقبة الثانية تحول المرض إلى حالة من الرومانسية !!.
كان أول من استخدم مصطلح النوستالجيا هو الباحث يوهانز هوفر السويسرى فى رسالته عام 1688، حيث لاحظ أن الجنود السويسريين الذين يحاربون فى فرنسا وإيطاليا يعانون من الحنين إلى الوطن.

وعليه، فقد ركب الكلمة معتمدا على المقطعين الأصليين فى أصل الكلمة اليونانى: نوستوس وتعنى العودة إلى الوطن  وألجوس وتعنى الألم. وظل مصطلح النوستالجيا حتى عام  1850 دالا على مرض، حتى إن الأطباء كانوا يبحثون عن موضع النوستالجيا فى الجسد.

ومع بداية العصر الحديث اكتسب مصطلح النوستالجيا دلالات نفسية مرتبطة بالحنين إلى الموطن الأصلى، ثم انسحب الأمر بعد ذلك على الشعور بالفقد، والحنين إلى ماض ذهب ولم يعد، والحنين إلى زمن الطفولة،
الحنين لحلوى بطعم الماضى والحنين إلى شخص غيَّبه الموت أو الفراق، والحنين إلى وطن سلبه الاحتلال أو الدمار، الحنين إلى كل ما كانت الذات تألفه وتشعر فيه بالأمان.

النوستالجيا أصبحت كالكنز الثمين مدفون فى أعماق روحنا نلجأ لها كلما ضاقت بنا الحياة.
ربما نبحث عن أوقات كانت فيها الحياة أجمل وأبسط.
نفتح تجارب الماضى لتنير درب الحاضر فقد أظهرت الدراسةالتى أجرتها جامعة «ساري» بمدينة «غلوفورد».
أن الحنين للماضى يعطى شحنة إيجابية لدماغ الانسان وبالتالى يحرك عواطفهم بالاتجاه الصحيح.

لاشك ان النوستالجيا تخلق حالة من الابتهاج وتفصلنا عن مشاكلنا ولكن من الممكن ان تتحول النوستالجا إلى سجن !!, يحبس أحلامنا ..شبابنا..ومستقبلنا!.
وتصبح وسيلة للهروب من الواقع وليس فقط من مشاكله ,فى هذه الحالة لا اعتبر النوستالجيا حالة نعيشها ولكنها كالمخدر يشعرنا بالسعادة، يفصلنا عن واقعنا ولو للحظات ,أمتناعه يسبب التعاسة وكثرته تسبب الموت.

الواقع بالرغم من صعوباته وأحزانه احيانا ,إلا إنه يمثل الماضى لمستقبلنا ويحمل الذكرى لأيام كثيرة قادمة وسيأتى الوقت الذى نتمنى رجوع تلك الايام ولو لثانية واحدة ولكن لن نستطيع.
لا تجعل الماضى يسجن حاضرك وواقعك ويطمث أحلامك.
انت من تصطنع الذكرى وليس الوقت ولا الزمان ..انت من تستطيع تكوين ذكريات جميلة وليس العكس.
أنت صاحب القرار فى أن تعيش حياتك وتصنع ذكرياتك وترسم لمستقبلك وتجعل للنوستالجيا ساعة ..ساعة لقلبك!!
«ساعة لقلبك ساعة لقلبك اضحك فيها خلى الدنيا كمان تضحكلك اوعى تكشر ابدا فيها مين تضحكله ويكشرلك»

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر