محرر شبابيك مع رئيس جامعة دمنهور
رئيس جامعة دمنهور: بعض الكليات مهددة بالغلق ونمتلك «قمح» من أيام سيدنا موسى (حوار)
حوار- حسين السنوسي، تصوير- عبدالله الشافعي:
تعاني جامعة دمنهور من قلة الإمكانيات المخصصة للمحاضرات ومعامل تدريب الطلاب، الأمر الذي يهدد بعض الكليات بالغلق. ومع ذلك يتحدث رئيس الجامعة في مقابلة أجراها مع موقع شبابيك عن إنجازات حققها في ظل ظروف صعبة.
نص الحوار:
هل ميزانية جامعة دمنهور كافية؟
يوجد عجز كبير في الميزانية، لدينا الاستثماري حوالي 100 مليون جنيه، ونعمل على إعادة بناء كلية طب الأسنان، ونريد تأسيس مبنى إنشائي لكلية رياض الأطفال وكلية الهندسة.
موارد الميزانية تذهب جميعها في الخطة السنوية المعدة مسبقا ولا يتبقى أي فائض مادي لأي بند آخر.
هل توجد معامل ومدرجات كافية للطلاب؟
الجامعة في أزمة بسبب قلة المعامل والمدرجات، ولو لم تُحل هذه المشكلة فسنضطر لغلق عدد من الكليات، لذلك أناشد رئيس مجلس الوزارء بإيجاد حل سريع لتخصيص «استاد دمنهور» لبناء معامل ومدرجات تستوعب الطلاب.
لماذا لا تقبل الجامعة الطلاب الجدد حسب الأماكن المتوفرة؟
كل عام نطلب من التنسيق أعدادا على حسب إمكانياتنا من المنشآت، لكن على سبيل المثال لو طلبنا 50 طالبا، التنسيق يرسل 500 طالب، ونكون مضطرين لقبولهم جميعا.
وكيف تتغلب على هذه المشكلة؟
عملنا تجربة جديدة لأول مرة في مصر، بسبب قلة المدرجات، قسمنا الطلاب في الكليات العملية بداية من الفرقة الأولى ووزعناهم على التدريب العملي، في كلية الصيدلة مثلا يتم توزيعهم على شركات الأدوية والصيدليات، وكلية الطب البيطري يتم توزيعهم على المزارع والوحدات البيطرية وغيرها.
كيف ترى الأنشطة الطلابية ودورها في الجامعات؟
الأنشطة الطلابية من أهم محاور العمل داخل الجامعة كما أنها تبني العقول ويجب أن يمارس الطالب كل مجالات الأنشطة.
وفي جامعة دمنهور ننظم معسكرات طلابية باستمرار، وأشارك بشكل شخصي الطلاب في هذه المعسكرات وفي أنشطتهم.
ومؤخرا في أسبوع شباب الجامعات في المنوفية طلاب جامعة دمنهور حققوا المراكز الأولى في كل أنشطة الجوالة، وحصلنا على الذهبية في المصارعة رغم أنه لا يوجد لدينا كلية تربية رياضية، والمركز الأول في الكورال والثاني في الغناء الفردي، رغم عدم وجود كليات متخصصة في المجالات الفنية.
ما أهمية وجود اتحاد الطلاب برأيك؟
اتحاد الطلاب ضروري في الجامعات، لكن يجب أن يكون في إطاره القانوني ويقوم بدوره المنصوص عليه وهو خدمة الطلاب.
في المجلس الأعلى للجامعات اتفقنا على صياغة لائحة جديدة وصحيحة حتى يحقق اتحاد الطلاب أهدافه ويقوم بدوره المنوط به.
هل الأسر الطلابية تغني عن وجود الاتحاد؟
كل كيان له الأهداف الخاصة به، ولا يمكن الاستغناء عن اتحاد الطلاب.
حتى لو افترضنا عدم وجود اتحاد طلاب، فإن الأنشطة الطلابية مستمرة وقائمة من خلال مكاتب رعاية الشباب أو الأسر الطلابية.
هل العمل السياسي محظور في جامعة دمنهور؟
في الجامعة ما يسمى بالحرم الجامعي، له قدسيته، الطالب في الجامعة جاء ليحصل على العلم والثقافة وتنمية ماراته وممارسة الأنشطة، لكن في حال رغبته بالعمل في مجال السياسة عليه التوجه إلى الأحزاب، أو العمل في الدين فعليه التوجه للمساجد والكنائس.
حملة علشان تبنيها داخل الجامعة عمل سياسي أم لا؟
الطالب في أي حال من الأحوال هو مواطن، ولو أراد التوقيع على استمارة الحملة سيوقع عليها في أي مكان، لكن لا يتزعم حزب أويردد شعارات، يقول رأيه فقط.
إذا هل تسمح بطرف منافس ينشر حملته في الجامعة؟
لو طالب عاوز يدي صوته لحد هيديله سواء جوة الجامعة أو برة الجامعة، ولو مش عاوز مش هيديله، لكن الجامعات لها قدسيتها بعيدا عن السياسة والدين.
حدثنا عن ملف البحث العلمي بجامعة دمنهور؟
نحن متفوقون جدا في البحث العلمي، ولدينا خبراء من أعضاء هيئة التدريس، فمنذ توليت المنصب أخذنا قرارا بأن تكون كل الأبحاث تطبيقية، وأن يكون النشر دولي، وكان لهذا الأمر تأثير كبير.
وعلى سبيل المثال يوجد بجامعة دمنهور 3 آلاف نوع قمح منها صنفا منذ عهد «النبي موسى» و750 نوع شعير كما استطعنا إنتاج 2 كيلو قمح مقاوم للملوحة، زرعنا منها كيلو ونصف واحتفظنا بنصف كيلو للحفاظ على «السلالة».
كما يوجد في كلية الطب البيطري معمل سلامة الغذاء والتغذية تم اعتماده دوليا في 2012، ويعد المعمل الوحيد المعتمد في الشرق الأوسط في هذا المجال.
وحصدنا المركز الأول على مستوى الجامعات في النشر في أعلى 10 مجلات في العالم، وفق ما قالته دار نشر «السفير» الأجنبية، وحصلنا أيضا على المركز الأول في التعاون الدولي ومعامل التأثير.
كما أن دار «السفير» صنفت الأبحاث في جامعة دمنهور ضمن الأبحاث التي يتم الاستشهاد بها في جامعات عالمية.
ماذا عن ترتيب دمنهور بين الجامعات عالميا؟
بالنسبة لموقع الجامعة كان ترتيبنا 9851 حين توليت منصب رئيس الجامعة، وفي أول سنة قفزنا ألف مركز، وفي 2017 قفزنا 5 آلاف مركز ووصلنا للمركز 3851 وخلال الفترة المقبلة سنكون ضمن مراكز الألف الأولى.
لماذا لا تستقل الجامعات ماديا وتقيم مشاريع خاصة بها؟
أنا دائما أنادي باستقلال الجامعات ماديا وأن تمتلك المصانع الخاصة بها، أتمنى أن تكون هناك قاونين تسمح بذلك حتى تتحول الجامعات إلى مؤسسات منتجة وبدلا من أخذ أموال من الدولة ستكون مصدر لاقتصاد الدولة.
يجب استغلال الخبرات الموجودة في الجامعات وإنشاء مصانع في مختلف المجالات ليكون عائد هذه المشاريع لتطوير التعليم وجزء منه لاقتصاد الدولة.
ما الذي يمنع اتخاذ هذه الخطوة؟
أعتقد لا يوجد تشريعات تسمح بذلك، لكن ينبغي العمل عليها للسماح بإقامة المشاريع.
هل تدعم الجامعة طلابها في المشاريع الخاصة؟
بالفعل نقوم بذلك، كما أننا أطلقنا مبادرة «الطالب الموظف» بأن يقيم الطالب مشروعه الخاص وتقوم الجامعة بمساعدته، حتى لا ينتظر التخرج للبدء في مشاريعه الخاصة.
في كلية الزراعة مثلا أقام الطلاب مشاريع «عش الغراب»، وهذه المشاريع تحتاج إلى شقة صغيرة الحجم ويتم التوسع فيها بشكل رأسي واستغلال قش الأرز حتى لا يتم حرقه، وذلك بإشراف الأساتذة من أعضاء هيئة التدريس.
ولم يقتصر النشاط عند هذا الحد، بل شارك الطلاب في حملة بالقرى والنجوع لتعليم الجمهور بكيفية زارعة «عش الغراب» واستخراج التقاوي منه، لسد فجوة نقص البروتين، لأن عيش الغراب بروتين نباتي.
وفي كلية التجارة، يتم تدريب الطلاب من خلال البنك المركزي والبورصة، وبعد التدريب ينطلق الطلاب لإقامة مشروعاتهم الخاصة.
هل يمكن إقامة مشاريع طلابية داخل حرم الجامعة؟
لو عندي مساحة داخل الحرك سأسمح بذلك لكن لا توجد المساحة الكافية.
ماذا عن قطاع الطلاب الوافدين؟
تسلمت الجامعة ولم يكن بها أي طالب وافد، وخصصت مركزا لإدارة الوافدين وأصبح لدينا ما يقرب من 100 طالب وافد في مرحلة الدراسات العليا، و55 في مرحلة البكالوريوس والليسانس، وخلال عام سيصل العدد إلى 400 أو 500 طالب.
اتهامات طالت عضو هيئة تدريس باستغلال الانترنت في أعمال منافية.. ماذا حدث؟
نسير بمبدأ أنه من يخطئ في الجامعات يتم معاقبته، ونتخذ منهج محاربة الفساد، وتوجد إدارة قانونية تقوم بالتحقيق في أي وقائع.
بالنسبة لعضو هيئة الترديس في كلية الآداب ما زلت أؤكد أنها واقعة مفبركة، والمذكرة المرفوعة من الوكيل والعميد هي التحقيق في وقائع تشويه صورة مدرس بالكلية والإساءة إليه والتشهير به.
حوّلت الواقعة للتحقيق ويحقق فيها أساتذة من كليات الحقوق.