مروة نبيل تكتب: خسارة الأهلي مكسب
«رُب ضارة نافعة» هذه هي المقولة الأقرب لحال النادي الأهلي بعد خسارته للقب بطولة دوري أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربي، ففي حالة الفوز ينسى الجميع الأخطاء وتعم الاحتفالات الشوارع والميادين، أما في حالة الخسارة فيجب الوقوف أمام أنفسنا ومحاسبتها بقوة وحزم لإعادتها إلى الطريق الصحيح وسكة الانتصارات.
نعم النادي الأهلي نجح في الإطاحة بأصعب فريقين بالبطولة وهما الترجي والنجم الساحلي، ولكن المباراتين ليستا مقياسًا لمستوى المارد الأحمر الحقيقي، فالفريق لم يقدم المستوى المنتظر سواء في دوري أبطال أفريقيا أو الدوري، الفريق يعاني بسبب تذبذب أداء بعض اللاعبين وسوء مستوى البعض ورحيل البعض الآخر.
يجب أن يكون هناك تقييمًا شاملًا وعادلًا للجميع في النادي الأهلي، بداية من مجلس الإدارة والمدير الفني واللاعبين مرورًا بالمساعدين ومدرب حراس المرمى وصولًا إلى الجهاز الطبي الذي توجد عليه العديد من التساؤلات.
شريف إكرامي
حارس المرمى نصف قوة أي فريق ومصدر أمان للاعبين داخل المستطيل الأخضر، إلا أن إكرامي بات عبئًا على الفريق خلال الفترة الأخيرة، حيث أنه كان سببًا مباشرًا في العديد من الأهداف «الساذجة» التي سكنت مرمى النادي الأهلي، أبرزها هدف الترجي التونسي الثاني في مباراة الذهاب.
معظم الكرات العرضية أصبحت وكأنها ركلات جزاء على النادي الأهلي، حيث أنها بنسبة تفوق الـ90% تسكن الشباك، وهذا خطأ مشترك بين إكرامي والمدافعين، ولكنها لعبة مكررة لم يستطع الحارس التعامل معها جيدًا، وتكرر الأمر في مباراتي النجم الساحلي التونسي والوداد المغربي.
الطفرة الشديدة التي حدثت لمستوى إكرامي الموسم الماضي الذي شهد تألقه، كانت بفضل المدير الفني السابق للأهلي، الهولندي مارتن يول، الذي خرج وانتقد اللاعب في وسائل الإعلام بعد تسببه في توديع الفريق لبطولة دوري أبطال أفريقيا، لاهتزاز شباكه بأهداف «غريبة»، وتحديدًا مباراة آسيك.
يول طالب إدارة النادي الأهلي بالتعاقد مع حارس مرمى مميز يستطيع اللعب للنادي الأهلي، وبالفعل انضم محمد الشناوي، من فريق بتروجيت، مع وعود بمشاركته أساسيًا، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث رحل المدرب الهولندي عن المارد الأحمر وجاء حسام البدري، وظل إكرامي الحارس الأساسي.
تصريحات المدرب الهولندي استفزت اللاعب بشكل إيجابي، ولكن خط الدفاع الذي يصعب اختراقه كان أحد أبرز أسباب ظهور إكرامي بمستوى متميز، ومع اهتزاز مستوى سعد سمير، ورحيل المدافع الأساسي للمنتخب المصري، أحمد حجازي، ظهرت أخطاء الحارس مجددًا.
ويحتاج النادي الأهلي للتعاقد مع حارس مرمى صغير في السن ومميز، ليكون حارس المستقبل للفريق، خاصة أن تكرار أخطاء إكرامي في سنه الحالي – 34 عامًا – يُصعب من إمكانية تعلمه وتصليح الأخطاء.
سعد سمير
جاء سعد سمير من بعيد ليصبح المدافع الأساسي للنادي الأهلي الموسم الماضي، في ظل إصابة رامي ربيعة، ونجح في استغلال الفرصة وأثبت وجوده بقوة؛ بعدما شكل ثنائي ناجح مع أحمد حجازي، وكلل مجهوده بالحصول على لقب أفضل مدافع في الدوري المصري، والانضمام لصفوف المنتخب.
ولكنها آفة اللاعب المصري، تراجع مستوى مدافع الأهلي بشكل كبير للغاية الموسم الجاري، حتى أن حسام البدري صرح في أحد البرامج التلفزيونية، وقال «زعلان من سعد لأنه موصلش لمستوى الموسم الماضي»، وبدلًا من أن تساهم هذه الجملة في تحفيزه، استمر تراجعه ليكلف الفريق أهداف كربونية في المباريات الأفريقية.
وضع سمير لن يكون أفضل حالًا من إكرامي، فاللاعب يبلغ 28 عامًا، ويصعب تعلمه واكتسابه مهارات وتدريبه عليها، ويحتاج النادي الأهلي للتعاقد مع مدافع قوي لتعويض رحيل حجازي، أو قد يجد الفريق ضالته في المدافع الجديد، السوري عبد الله الشامي، الذي تم التعاقد معه مؤخرًا ولم يشارك في أي مباراة.
وليد آزارو وعماد متعب
تعاقد الأهلي مع المغربي وليد آزارو، لحل الأزمة التهديفية بعد إصابة مروان محسن بقطع في الرباط الصليبي، وهروب سليماني كوليبالي، إلا أن اللاعب ينقصه الكثير حتى يصبح المهاجم الأساسي للفريق، فاللمسة الأخيرة لديه غير جيدة ويهدر الفرص السهلة، ولعل أبرزها فرصة مباراة الوداد التي كانت كفيلة بقتل المباراة.
البدري يصر على اللعب بالمهاجم المغربي أساسيًا وعدم منح الفرصة الكافية لنجم الفريق عماد متعب، الذي ترى جماهير النادي الأهلي بأنه الأحق باللعب ويمتلك خبرة كبيرة ويستطيع التسجيل من أنصاف الفرص، إذا ما أتيحت له نفس الفرص التي حصل عليها آزارو، لذلك دائمًا ما تسانده بقوة في المباريات.
ويحتاج الأهلي إلى التعاقد مع مهاجم متميز، وقد تحدث انفراجة في هذا المركز مع عودة مروان محسن أو إعطاء فرصة للواعد أحمد ياسر ريان.
عبد الله السعيد
أفضل لاعب في مصر ولا يستطيع النادي الأهلي أو المنتخب الاستغناء عنه حتى وهو في أسوأ حالاته، قد تكون هذه الكلمات هي السبب في ما وصل إليه عبد الله السعيد الآن، فهو يلعب في جميع الأحوال، ولا يشعر بوجود منافس قوي له، لذلك يحتاج إلى فترة راحة أو الجلوس على مقاعد البدلاء لفترة لاستعادة مستواه.
صالح جمعة
اللاعب الذي أحبته الجماهير وساندته كثيرًا، إلا أنه خذلهم، خاصة أن الجهاز الفني كان يريد أن يشركه في المباراة النهائية حتى ولو لوقت قليل، ولكنه لم يلتزم بالبرنامج العلاجي الخاص به وتغيب يومين، ما تسبب في غيابه عن السفر إلى المغرب.
حسام عاشور
لا أحد يشعر بوجوده في الملعب ولكن حين يغيب تظهر المشاكل في وسط ودفاع الأهلي، حسام عاشور من أهم اللاعبين في القلعة الحمراء آخر 12 سنة تقريبًا، استطاع أن يفرض نفسه على جميع المدربين المحليين والأجانب، رغم عدم انضمامه للمنتخب المصري.
البدري حاول حل مشكلة غياب عاشور، وقام بتجربة ربيعة وفتحي وهشام محمد، ولكن لم يستطع أحد أن يلعب دوره بنفس الاتقان، ويحتاج الأهلي إلى لاعب وسط مدافع قوي، لتعويض غياب حسام سواء للإصابة أو للإيقاف، وقد يكون الحل في إعطاء الفرصة للشاب أكرم توفيق.
حسام غالي
بالرغم من كبر سنه، إلا أنه كان متألقًا في المباريات التي شارك فيها مع النادي الأهلي قبل الرحيل لنادي النصر السعودي، وبخلاف دوره في الملعب، فهو كان يلعب دورًا مؤثرًا سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، ولم يستطع أحد أن يكون قائدًا مثله خاصة أن صاحب شخصية قوية، وهو ما افتقده الأهلي.
مجلس الإدارة والجهاز الفني
أخطأ الجهاز الفني للأهلي، عندما رضخ لمطالب مجلس إدارة النادي واللاعبين بالموافقة على رحيل أحمد حجازي، عمرو جمال، وحسام غالي هذا الموسم، خاصة المدافع الدولي الذي رأت الإدارة أنه سيتم إعارته بمبلغ كبير.
ومن قبلهم فرطت الإدارة في الموهبتين الشابتين رمضان صبحي ومحمود حسن تريزيجيه، بالإضافة إلى ماليك إيفونا، لبيعهم بسعر مرتفع واتباع سياسة الاستثمار في نادي ينافس على بطولات قارية!.
طارق سليمان
عندما يتألق إكرامي يشيد الجميع بدور مدرب حراس المرمى، ولكن عندما يهتز مستواه لا أحد يتحدث عنه، فـ«طارق سليمان» السبب الرئيسي في تذبذب مستوى إكرامي وجميع حراس مرمى النادي الأهلي، ولم يطور من أدائهم أو العمل على تصليح أخطائهم.
محمد الشناوي جاء من بتروجيت في قمة مستواه، ولكن عندما لعب مع الأهلي وضح تراجع مستواه، نفس الوضع بالنسبة لإكرامي وأحمد عادل عبد المنعم ومسعد عوض قبل ذلك وغيرهم، قبل أن يفكر الأهلي في تجهيز حراس أو التعاقد مع لاعب جديد، يجب تغيير مدرب حراس مرمى آخر بفكر جديد.
الجهاز الطبي
الجهاز الطبي بالنادي الأهلي يحتاج إلى تغيير، فاللاعب الذي يتعرض لإصابة حتى وإن كانت بسيطة يغيب لفترة طويلة أو يتم تشخيص الإصابة المبدئية بشكل غير صحيح مثل عبد الله السعيد وصالح جمعة.