رئيس جامعة بنها: نعلم الطلاب السباكة والنجارة وندعم الرئيس «علشان يبنيها» (حوار)
حوار- حسين السنوسي، تصوير- عبدالله الشافعي:
يُشكل العائد المادي من قطاع الوافدين في جامعة بنها موردا ماليا هاما يبلغ سنويا نصف مليار جنيه مصري، وتضم الجامعة عشرات آلاف الطلاب المصريين ويدعم رئيسها كما يقول في حوار لـ«شبابيك» الأسر النشطة بين طلاب الجامعة ومن بينها مجموعتي «من أجل مصر» و«علشان تبنيها».
ولا يرى رئيس الجامعة الدكتور السيد القاضي، غضاضة في توقيعه وأعضاء بهيئة التدريس على استمارة دعم رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، إذ يعتقدها عملا شعبيا بامتياز، بينما في المقابل تصفها قيادات جامعية بالعمل السياسي مما يحظر على الجامعات الخوض فيه حفاظا على استقلاليتها.
نص الحوار
كيف يرى رئيس جامعة بنها النشاط الطلابي وما هي آليات دعمه؟
أنا مؤمن أن الطالب يأتي للجامعة من أجل الدراسة والبحث والتفاعل مع المجتمع وممارسة الأنشطة، ولذلك فإن الأنشطة هي التي تنمي مهارات الطالب، وليس دوره حضور المحاضرة فقط والعودة للمنزل.
نجعل الطالب يشارك في الأنشطة من خلال تنظيم القوافل الطبية، والندوات التي يشارك الطلاب في تنظيمها، ونشارك الطلاب في الاجتماعات لأخذ القرارات التي تخص الطلاب، في مجالس الأقسام والكليات ومجلس الجامعة.
كما أن طلاب جامعة بنها يشاركون في مسابقات محلية وإقليمية ودولية ويحصلون على مراكز متقدمة.
كيف ترى الدور الذي تقوم به الاتحادات الطلابية؟
الاتحادات الطلابية مهمة جدا لأنها قنوات الاتصال بين الطلاب والإدارات، لأن الجامعة لا يمكنها الوصل لـ100% من الطلاب، لكن يمكن ذلك من خلال الاتحادات والمبادرات.
من بين المهام التي يقوم بها الاتحادات إعطاء إدارات الجامعات مردود الطلاب حول الخدمات التي تقدمها الجامعة وما هي مقترحاتهم وآليات حل المشاكل، وكذلك مساعدة الجامعة في الحفاظ على ممتلكاتها من خلال تزيين الكليات والمشاركة في الإصلاحات بالتنسيق والتعاون مع الأسر.
ونحن قمنا بتفعيل مبادرات لإشراك الطلاب في تزيين وتنظيف الكلية لأن العمالة غير كافية، وحين يشارك الطلاب في هذه المبادرات يشعرون بقيمة المكان ويحافظون عليه.
ماذا عن مبادرة تشغيل طلاب جامعة بنها؟
أطلقنا مبادرة تشغيل الطلاب لصيانة المدن الجامعية بمقابل مادي، ونظمنا ورش تدريبية للطلاب لتأهيلهم تحت إشراف المهندسين والفنيين في الجامعة، وتعلم الطلاب والطالبات حرف ومهن مختلفة مثل أعمال الكهرباء والسباكة والنجارة وغيرها.
هل تدعم جامعة بنها مشاريع خاصة للطلاب داخل الجامعة؟
نحن لا نمانع هذا الأمر بل ندعمه، وندرب الطلاب على ريادة الأعمال، وهذ الأمر يعد من الأوجه الخدمية للطلاب مثل «مبادرة التشغيل» وفكرنا في إنشاء مكتبات داخل الكليات كمشروع للطلاب، كما أن الطلاب يقومون بعمل بيزنيس مع الكليات مثل طلاب كلية الهندسة الذين يشاركون في مكاتب الاستشارات الهندسية.
هل يوجد بجامعة بنها أسر مركزية؟ وما هو دورها؟
نحن نهتم بالمبادرات والأسر وفتح المجالات للطلاب، ووضعنا خطة أنشطة عامة للجامعة والكليات، ويوجد لدينا أسرة «من أجل مصر» وأسرة «علشان تبنيها» هدفهم تفعيل الخدمة العامة داخل الجامعة وخارجها، وليس لهم أي توجهات.
هذه الأسر تشارك باقي الأسر والاتحادات في العمل الطلابي، وهناك أعمل نسندها لطلابنا مثل القوافل الطبية والرحلات والمؤتمرات والندوات وتزيين وتلوين مستشفيات.
وأحب التأكيد أن الجامعة تدعم كل الأسر، لكن الأسرة التي يكون لها نشاط كبير يكون لها دعم مالي أكبر حتى ينمو جو التنافس بين كل الطلاب.
أين تقع جامعة بنها في التصنيفات الدولية؟
جامعة بنها تحل في المركز الخامس على مستوى الجامعات الحكومية والسادس على مستوى الجامعات المصرية في تصنيف ويبمتريكس، وفي المركز 11 أفريقيا.
وبالنسبة لتصنيف البحوث العلمية، نحن في المركز 600 في النشر العلمي وفق تصنيف سكوبص، وننتظر الحصول على 3 stars في تصنيف كيو إس.
كيف تدعم الجامعة البحث العلمي؟
وضعنا خطة أن تكون البحوث العلمية بحوث تطبيقية تخدم البحوث المجتمع والمشروعات القومية، فدعمنا البحوث بالطريقة التالية:
دعم 20 مشروع بحثي قيمة كل مشروع 200 ألف جنيه، وهي مشروعات تطبيقة تصب في خدمة المجتمع، وأرسلنا 5 بحوث للمشروعات القوميمة العملاقة قيمة كل مشروع 300 ألف جنيه.
لم نكتفِ بذلك، ودعمنا مشاريع الطلاب بقيمة مليون جنيه، بواقع 25 ألف جنيه لكل مشروع لـ40 مشروع على مستوى الجامعة.
وعندنا جائزة لأفضل نشر لها معامل تأثير عالية تصل إلى 50 ألف جنيه، وجوائز لأفضل موقع عضو هيئة تدريس، وجوائز لنسبة الاقتباس الأقل في البحوث، والاستشهاد بالبحوث في جامعات أخرى محلية وعالمية.
وعملت جامعة بنها على التشجيع لحضور المؤتمرات العلمية، ووضعنا جوائز لأفضل بحث علمي وأفضل رسالة ماجيستير وأفضل رسالة دكتوراه.
عندنا مشروع هام من المشاريع التطبيقية لصالح هيئة السكة الحديد، صنعنا فلنكات بديلة للفلنكات الخشبية اللي تتواجد تحت القضبان، صنعناها من خبث الحديد، وبالتالي تخلصنا من مخلفات بيئية.
عندنا شغل تاني في إنتاج سلالات الدواجن والمواشي والأرانب تخص جامعة بنها، وكل هذه الأشياء نطرحها للمجتمع المدني لكي يستفيد.
البعض يرى أن مستوى التعليم متدني في مصر؟ كيف تفسر؟
ليس هناك مبررات لمهاجمة التعليم المصري، ومن يهاجم نظام التعليم يعمد على هز ثقة الطلاب في أنفسهم وفي مؤسسات الدولة التعليمية، ومصر بها خريجين يجتازون مراحل علمية متقدمة في الخارج بدرجات متقدمة.
هل معنى ذلك عدم وجود سلبيات في التعليم؟
هناك سلبيات ناتجة عن زيادة أعداد الطلاب، وعدم تكافؤ أعضاء هيئة التدريس مع الطلاب، وكذلك نقص الإمكانيات بسبب عدم التنسيق ما بين الجامعات.
فمثلا، جامعة بنها لا تشتري جميع الأجهزة في جميع التخصصات، بل تقوم كل جامعة بشراء أجهزة مختلفة عن الأجهزة الموجودة في الجامعات الأخرى، بحيث لو وضعنا الجامعات كلها في صورة واحدة نجد بها كل الأجهزة والمعامل المطلوبة.
المشكلة الموجودة حتى على مستوى الكليات، نجد كلية العلوم بها أجهزة موجودة في كلية الهندسة أو التربية، فلماذا لا يحدث تكامل بين الكليات وبين الجامعات.
هل توقيع استمارة حملة علشان تبنيها داخل الجامعات من العمل السياسي؟ وهل السياسة ممنوعة أم لا؟
هناك فرق بين العمل السياسي والتوعية السياسية، ومصر تعيش فترة خطيرة جدا تستلزم التوضيح للطلاب حول مشاكل البلد ومشروعاتها وطرق المحافظة عليها، وهو دور هام جدا لابد أن تقوم به الجامعات.
أما عن توقيع استمارة حملة علشان تبنيها فهو عمل شعبي ودافع نفسي وشيئ داخل إيماني كمواطن مصري، وهو ليس عمل سياسي لأنه لا يوجد مرشحين نساعدهم في الدعاية، الحملة مجرد طلب من الرئيس السيسي للترشح مرة أخرى لاستكمال سلسلة المشاريع.
توقيع رئيس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس على الحملة ليس عملا سياسيا وإنما عملا شعبيا، وإلى الآن لا يوجد مرشحين حتى يكون التوقيع عمل سيسي لانتخاب شخص دون آخر.
كم عدد الطلاب الوافدين في جامعة بنها وما العائد على الجامعة من ذلك؟
نولي ملف الوافدين اهتماما كبيرا ونقدم تسهيلات لوجيستية للطلاب، ووصل عدد الوافدين أكثر من 6 آلاف طالب من جنسيات مختلفة أشهرهم «الكويت وسوريا واليمن والعراق وماليزيا والإمارات ومن أغلب الدول الأفريقية».
كل طالب مصروفاته حوالي 5 آلاف دولار، بالإضافة لما يدفعونه مقابل إقامته في مصر وما ينفقونه في الأكل والشرب وغيرها، وهذا يعتبر دخل كبير للدولة.
من التسهيلات التي تقدمها الجامعة تخصيص يومي الجمعة والسبت للوافدين في الدراسات العليا، بحيث يتمكن من المجيء لمصر في أيام أجازته ويعود إلى بلده إذا كان مرتبط بعمل هناك أو يعود لأسرته، ونعوض أعضاء هيئة التدريس عن هذا.
كذلك خصصنا إدارة لشئون الوافدين، وهناك محاضرات تعويضية للطلاب الذين فاتهم أي جزء من المحاضرات، ونتواصل مع هؤلاء الطلاب بشكل مباشر ومن خلال شبكات الإنترنت.
هناك مشاكل حول اللائحة المالية لأعضاء هيئة التدريس في قطاع الوافدين؟ إلى أين وصلت؟
احنا بنصرف من خلال لائحة مالية جمعناها من جامعات كتيرة، لكن بعض الزملاء قالوا أن هناك ازدواجية في الصرف، فرأينا التوقف لحين وضع شكل أمثل لهذا الأمر.
تفاجأنا في المجلس الأعلى للجامعات بوجود لائحة معتمدة من وزارة المالية في جامعة الزقازيق، وأخذنا قرار بالموافقة على هذه اللائحة وتطبيقها في باقي الجامعات، وشكلنا لجنة من رؤساء جامعات المنوفية والزقازيق وبنها للتعديل عليها وتقديمها للمجلس لأخذ الموافقة النهائية.
نوجه رسالة طمأنة لأعضاء هيئة التدرس والعاملين في الجامعات لأنهم يعملون في أيام الأجازات وقانون العمل ينص على أن العمل في أيام الأجازات يكون مضاعف.
لماذا تتباطأ جامعة بنها في محاسبة المخطئين؟
سأضرب أمثلة بشكل مباشر، في سبتمبر 2016 تم عزل عميد كلية لعدة أسباب من أهمها مخالفة معايير ثابتة في توزيع الطلاب على الأقسام العلمية ما أدى لغضب الطلاب بسبب الواسطة والمحسوبية.
كما تم عزل قيادة جامعية إدارية، وعدد 2 أساتذة تم فصلهم نهائيا بسبب مخالفات مالية، وسجن 2 من أعضاء هيئة التدريس وقيادة إدارية وعضو هيئة معاونة بسبب مخالفة إدارية أيضا.
ونحّت الجامعة ما لا يقل عن 5 من رؤساء الأقسام عن مناصبهم نتيجحة للاستخدام الجائر للسلطة والإضرار بأعضاء هيئة التدريس، وأحالت الجامعة مدير عام للنيابة وآخر للتحقيق وإيقافهم عن العمل، ووقف 3 من أعضاء هيئة التدريس عن العمل للتحقيق معهم.
الخلاصة أن من يخطئ يتحمل نتيجة خطأه لأن البلد لن تتحمل أخطاء أحد.