محمود وإسراء.. الحب عمل «كليوباترا» وشركة ألعاب الموبايل
عندما التقى محمود كيلاني بخطيبته «إسراء» لم يكن يريد أن يصبحا مجرد نموذج عادي لشاب وفتاة مخطوبين. فعلى خلاف الشائع من أن الارتباط أو الزواج يدمر الطموح والمستقبل، قرر «محمود» أن تكون «إسراء» هي شريكته في الحياة وشريكته في العمل والطموح والأحلام.
فبعد الخِطبة والاتفاق على تفاصيل الزواج، اتفق الاثنان على إنشاء مشروع مشترك؛ بدأ بتصميم لعبة «كليوباترا» وهي لعبة موبايل تكون البداية لشركة عالمية في مجال ألعاب الموبايل باللغة العربية وذات الطابع الفرعوني.
«ارتباطنا ساعدنا نفهم نفسنا ونكتشف مهاراتنا وطموحنا أكتر، وكل واحد يشجع التاني على تحقيق أهدافه»، هذا ما تقوله «إسراء» في حديثها لـ«شبابيك».
البداية بفشل ذريع
درس «محمود» هندسة الكومبيوتر بجامعة القاهرة، وكان طموحه وأحلامه هو تأسيس شركة عربية رائدة في التكنولوجيا.
وبالفعل أسس شركته الأولى قبل سنوات في مجال البرمجيات الـ«Software»، وانتهى الأمر إلى الفشل الذريع بسبب نقص التمويل. يقول: «صرفت أنا وشركائي فلوس كتيرة جدا على تأسيس الشركة، لدرجة أننا ملقناش فلوس ندفع رواتب الموظفين».
«محمود» تعلّم الدرس، وبدأ في الاهتمام بمجال ريادة الأعمال ودراسة كيفية إنشاء شركة ناشئة، ثم ذهب إلى الولايات المتحدة ليدرس كورس «ريادة الأعمال» بجامعة «إنديانا».
عاد «محمود» من أمريكا ليصرف النظر عن الهندسة ويعمل مدير ريادة الأعمال في مؤسسة «أوتاد» الخاصة بدعم المشروعات الصغيرة. لكن خطته تغيرت تماما عندما قابل «إسراء» التي كانت وقتها طالبة في كلية الآداب قسم علم النفس.
الارتباط وتحقيق الحلم
كانت «إسراء» سببًا في أن يعود «محمود» لحلمه القديم بإنشاء الشركة. وكان هو سببًا في أن تكتشف مواهب كثيرة مدفونة بداخلها، لم تنتبه إليها وهي تدرس في الجامعة مجالًا لا تحبه. تقول «إسراء»: «كنت ناوية أتخرج وأشتغل أي حاجة، لأني محبتش دراستي لعلم النفس».
كان الشابان يبحثان عن أي مشروع وحلم يجمعهما معًا، وبعد دراسة السوق، وجد «محمود» أن تصميم ألعاب الموبايل سيكون هو المجال الرائد في الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة. وهنا قرر أن يصمم لعبة «كليوباترا» ذات الطابع الفرعوني، ومحتوى باللغة العربية، وقرر أيضا أن تشاركه خطيبته «إسراء» هذا الحلم.
تقول «إسراء» لـ«شبابيك»: «محمود كان سببا أني أكتشف مهارتي في الكتابة وتنسيق الألوان، فكان دوري هو كتابة محتوى اللعبة باللغة العربية من أول شرح اللعبة وكيفية استخدامها وأي إرشادات بداخلها. بالإضافة لاختيار ألوان اللعبة بسبب دراستي لعلم النفس وفهم تأثير الألوان النفسي».
شركة ألعاب الموبايل
عندما تفتح لعبة «كليوباترا» ستشعر كأنك عدت بالزمن إلى العصر الفرعوني، فتصميم اللعبة بالكامل يعتمد على تجميع الكروت المتشابهة والتي تحمل نفس الرمز الفرعوني، لكن عليك أولا أن تختار البوابة التي ستدخل منها إلى اللعبة، فهل ستختار بوابة «الفرعون الصغير» أم «عرش كليوباترا» أم «حورس»؟
ولن تجد أيضا أي كتابة باللغة الإنجليزية في اللعبة، فهي تعتمد على محتوى كامل باللغة العربية، وهو حلم يسعى وراءه «محمود» و«إسراء» بإنشاء شركة ألعاب عالمية بالمحتوى العربي والتصميم الفرعوني.
فالآن تعلم «محمود» من الدرس القديم، ولم ينفق جميع أمواله في شركة كبرى، ففريق العمل يعتمد عليه وعلى خطيبته فقط. يتولى «محمود» البرمجة وتصميم الجرافيك، وتتولى «إسراء» كتابة المحتوى واختيار الألوان. وبهذه الطريقة نجح الشابان في الاستمرار في طريقهما، وبدءا تصميم لعبتهما الثانية ثم إجراءات إنشاء شركة لألعاب الموبايل.
هل يجدا الدعم الكافي؟
«محمود» يؤمن أن هذا المشروع سينجح أكثر من شركته السابقة، فكل الظروف تساعده الآن، ومجال ريادة الأعمال يدعم الشباب بدرجة كبيرة مقارنة بالخمس سنوات الماضية، سواء بالدعم العلمي أو المادي. وكل ما عليك كصاحب مشروع صغير هو أن تدرس فكرتك جيدا ثم تطرحها بالتدريج في السوق.
«المؤسسات الحكومية التي تدعم المشروعات الصغيرة والشركات الناشئة أصبحت كثيرة ومتوفرة سواء تدعمها بالفكرة أو بالتمويل، منها مؤسسة «فكرتك شركتك» التي تطوف المحافظات لتشجيع الشباب لبدء مشروعاتهم الصغيرة»، هذا ما يوضحه «محمود» لـ«شبابيك».
نصيحة تقدمها إسراء للفتيات
أما «إسراء» فتقدم نصيحة للفتيات المقبلات على الزواج فتقول إن أهم شيء هو أن تختار الشاب الذي يؤمن بها ويساعدها في اكتشاف نفسها. «أنا ومحمود اكتشفنا حلمنا سوا. مش كل واحد فينا كان بيكبت التاني أو بيمنعه من طموحه أو حلمه»، هذا ما تؤكد عليه في حديثها لـ«شبابيك».
للدخول للعبة كليوباترا من «هنا».