هل فعلا توجد «بلهارسيا» في نهر النيل؟

هل فعلا توجد «بلهارسيا» في نهر النيل؟

أثار تصريح الفنانة شيرين عبد الوهاب، حول مياه النيل والإصابة بـ«البلهارسيا»، جدلًا واسعًا عن إمكانية الإصابة بالمرض من خلال المياه.

«شبابيك» يستعرض في هذا التقرير بعض المعلومات حول البلهارسيا وطرق العلاج والوقاية منها بالاستعانة برأي الدكتور عبده الشافعي، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة الأزهر.

البلهارسيا

البلهارسيا بحسب منظمة الصحة العالمية، هي مرض طفيلي يؤدي إلى العديد من الأضرار الصحية، والمصابون بهذا المرض يطردون البيض الطفيلي عن طريق البول أو البراز، وفي الأماكن التي لا يوجد بها مراحيض أو صرف صحي جيد، تتلوث موارد المياه العذبة نتيجة البول أو البراز الذي يحتوي على هذا البيض.

وعند اتصال البيض بالمياه يزداد وتخرج منه يرقات يطلق عليها طفيلات، وإذا وجدت نوع مناسب من القواقع، تستخدمه في التكاثر لعدة دورات، ما يساهم في إنتاج آلاف الطفيليات الجديدة، وتسمى السركاريا، وتخرج فيما بعد من القواقع إلى المياه المحيطة، وعندما يلمس الإنسان تلك المياه، تخترق الجلد وتصيبه بـ«البلهارسيا».

أنواع البلهارسيا

البهارسيا نوعين؛ المعوية والتناسلية، وتعتمد على مكان الدودة المثقوبة البالغة، وفي البلهارسيا المعوية تحتل الديدان البالغة أوردة المساريق، وينتقل بيضها لتجويف الأمعاء قبل أن يصل إلى البراز.

البلهارسيا البولية التناسلية، تقيم الديدان البالغة في الأوردة التي تسحب الدم من السبيل البولي، ويمر بيضها لخارج جسم الإنسان من خلال البول.

طرق انتقال البلهارسيا

الدكتور عبده الشافعي، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة الأزهر، يؤكد أن الإصابة بـ«البلهارسيا»، تتم عن طريق المياه الزراعية الملوثة بالطفيليات، ولذلك يظهر هذا المرض في الأرياف بكثرة، بسبب المياه الزراعية، لأن نهر النيل آمن تمامًا من الطفيل.

وعن احتمالية إصابة البعض بـ«البلهارسيا» بسبب مياه الشرب، نفى أستاذ الكبد بطب الأزهر هذا الأمر، وأكد لـ«شبابيك» أن هذا المرض ينتقل عن طريق الجلد فقط؛ ولا يمكن انتقاله من خلال مياه الشرب أو نقل الدم أو أي من الأمور الأخرى التي يُرددها البعض.

أعراض المرض

في البداية تحدث حساسية شديدة ويظهر طفح جلدي، وثم تبدأ آلام الرأس والبطن وراتفاع درجات الحرارة وتستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح من أسبوع لأسبوعين، وفي المرحلة التالية التي تظهر بعد شهر أو أكثر من الإصابة بـ«البلهارسيا»، تستمر الحرارة في الارتفاع لفترة طويلة مع رعشة في الجسم، مع معاناة من حكة وألم في البطن وإسهال، تورم الغدد الليمفاوية وتورم الطحال.

علاج البلهارسيا

ويشير «الشافعي» إلى أن علاج البلهارسيا في الوقت الحالي، أصبح أسهل كثيرًا عن الماضي، حيث يتناول المريض 4 أقراص مرة واحدة من دواء برازيكوانتيل الاسم التجاري «بيلترسيد» أو «الدستوسيد»، ومن أبرز أعراضه الجانبية القىء، الدوخة والمغص.

ويجب إجراء فحص دوري كل 6 أشهر، للتأكد من عدم عودة المرض مرة أخرى، لتجنب التعرض لأي مخاطر.

مخاطر الإصابة بـ«البلهارسيا»

هناك العديد من المخاطر التي تحدث للإنسان نتيجة الإصابة بـ«البلهارسيا»، ومنها تضخم الطحال، دوالي المريء، التهاب كلوي بشكل متكرر، وتكسير خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى تليف وفشل الكبد في حالة الوصول إلى مرحلة متأخرة من الإصابة، وذلك حسبما صرح أستاذ الكبد بطب الأزهر «شبابيك».

الوقاية من المرض

شدد «الشافعي» على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في حالة النزول إلى المياه التي تحتوي على الطفيل سواء في الترع أو المصارف، عن طريق ارتداء أشياء بلاستيكية هذا من جانب المواطنين، أما من جانب الدولة؛ فهناك وقاية للمياه عن طريق وزارة الصحة، حيث يتم رش المياه بمبيدات معينة.

القرى المصرية خالية من البلهارسيا

ومن جانبها، أصدرت الإدارة المركزية للأمراض المتوطنة في وزارة الصحة تقريرًا، تؤكد فيه القضاء على انتقال البلهارسيا، وبات هذا المرض لا يمثل أي مشكلة صحية بالقرى المصرية، وأنها نجحت في انخفاض الطفيليات المعوية لأدنى معدل لها.

وأشارت إلى أن معدل انتشار البلهارسيا انخفض بشكل تدريجي حتى وصل إلى نسبة صفر تقريبًا في غالبية القرى، وخلو المجاري المائية سواء الترع أو الصرف الصحي من القواقع المصابة بالطور الذي يسبب البلهارسيا.

ونجحت الوزارة في توفير مبيد النيكلوزاميد، الذي يعمل على مكافحة القواقع الناقلة لمرضي البلهارسيا والفاشيولا، خاصة أن أعمال الفحص والعلاج للمجاري المائية، يكون من خلال إدارات مكافحة القواقع على المستوى المركزي والمديريات.

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية