راتكو ملاديتش القائد السابق بجيش صرب البوسنة
سفاح البوسنة في السجن مدى الحياة بعد 22 عاما من قتل آلاف المسلمين
أدانت محكمة لجرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة راتكو ملاديتش القائد السابق بجيش صرب البوسنة يوم الأربعاء وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في المذابح وعمليات التطهير العرقي التي ارتُكبت خلال حرب البوسنة.
وقال رئيس المحكمة ألفونس أوري خلال النطق بالحكم: «الجرائم المرتبكة تصنف ضمن أبشع الجرائم التي عرفها الجنس البشري وتضمنت الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة في حق الإنسانية».
وواجه ملاديتش 11 تهمة، من بينها ارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، في المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وأدين ملاديتش بارتكاب مجزرة قتل خلالها أكثر من سبعة آلاف من مسلمي البوسنة في سربرنيتسا عام 1995، وحصار سراييفو الذي أى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص.
كانت المحكمة قد طردت ملاديتش من جلسة محاكمته بعدما صرخ في وجه القضاة أثناء إصدار حكمهم في الجرائم المتهم بها.
وجاء طرده بعدما رفض القاضي طلبا تقدم به محاميه لتأجيل الجسلة لأسباب صحية.
سفاح البوسنة
ويلقب ملاديتش بسفاح البوسنة بسبب الفظائع وجرائم الحرب التي اقترفتها القوات التي كان يقودها ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها مجزرة سربرينتسا خلال الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
بعد توقف حرب البوسنة عام 1995 عاش ملاديتش حياته بشكل اعتيادي رغم أنه كان مطلوبا للمحكمة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وبعد 16 عاما من الملاحقة تم إلقاء القبض عليه في مايو 2011 شمالي العاصمة الصربية بلجراد بينما كان يستعد لممارسة رياضة المشي في الحديقة.
وشغل الجنرال ملاديتش منصب رئيس أركان جيش صرب البوسنة إبان الحرب، واعتبر إلى جانب الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش، ألقي القبض عليه عام 2008، من رموز حملة التطهير العرقي ضد الكروات والمسلمين إبان الحرب.
وبدأ مساعدو ملاديتش في تسليم أنفسهم للمحكمة بدءً من عام 2004 بعد تزايد الضغوط الدولية على جمهورية صربيا. وكان راديفوي ميليتيتش وميلان جفيرو من أبرز القادة الذين قدموا للمحاكمة بتهم التورط في ارتكاب عمليات تطهير عرقي.
ولد ملاديتش في عام 1942 في قرية كالينوفيك في البوسنة وأصبح ضابطا في صفوف الجيش اليوغوسلافي إبان حكم الزعيم اليوغوسلافي الراحل جوزيف تيتو.
ومع حلول عام 1991 وبدء تفكك يوغوسلافيا، تولي ملاديتش قيادة الفيلق التاسع في الجيش لمواجهة القوات الكرواتية في كنين. ثم تولي قيادة الجيش الثاني اليوغوسلافي ومقره سراييفو.
وفي عام 1992 صوتت جمعية صرب البوسنة لتكوين جيش "صرب البوسنة" وتم تعيين ملاديتش قائدا له.
ويعتبر ملاديتش من أوائل المحرضين على حصار سراييفو وقاد هجمات الصرب في عام 1995 على سربرنيتسا التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة وارتكب واحدة من أسوأ الفضائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقامت القوات الصربية آنذاك بقصف سربرنيتسا بالمدفعية والصواريخ على مدار خمسة أيام قبل أن يدخلها ملاديتش وبصحبته طاقم تصوير.
وفي اليوم السادس وصلت حافلات ونقلت النساء والأطفال إلى منطقة أخرى وقام الجيش الصربي بتجميع الرجال والصبيان البالغين من العمر ما بين 12 عاما و77 عاما؛ للتحقيق معهم في جرائم حرب.
وبعد خمسة أيام من اجتياح القوات الصربية للمدينة تم قتل حوالي 8 آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة.
وعاد ملاديتش بعد انتهاء الحرب إلى بلجراد ليعيش تحت حماية الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش الذي تم اعتقاله حكمت عليه المحكمة لاحقا بتهم ارتكاب جرائم حرب أيضا.