مصدر الصورة: الإنترنت

مصدر الصورة: الإنترنت


شادية والشعراوي.. حين تركت «معبودة الجماهير» كل شيء وذهبت للشيخ

منذ عام 1947وعلى مدار أربعين عاماً تالية حلت الفنانة الراحلة شادية ضيفة خفيفة على عيون وآذان المشاهدين والمستمعين بموهبتها التمثيلية والغنائية، حتى استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً في قلوب المصريين.

وفي عام 1986 كان قرارها باعتزال الفن، وهو القرار الذي أحدث وقتها جدلاً شديداً في الأوساط الفنية والعامة.. ما هي قصة هذا القرار.. وكيف اتخذته.. وما علاقة الشيخ محمد متولى الشعرواى به؟.

لقاء في مكة

القصة كاملة رواها الدكتور محمود جامع في كتابه «وعرفت الشعرواي» الذي ذكر أن شادية تعرضت لأزمة صحية سافرت على إثرها إلى أمريكا للعلاج، وبعد عودتها سافرت إلى مكة لأداء العمرة.

هناك لعبت الصدفة دوراً في اللقاء الأول بين شادية والشعراوي عندما خرجت من المصعد ودخله هو ولم يكن يعرفها، فبادرت بتحيته قائلة: «عمى الشيخ الشعراوي، أنا شادية» فرحب بها، ثم قالت: «ربنا يغفر لنا»، فرد عليها: «إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».

رجعت شادية إلى القاهرة وفجأة وبدون أي مقدمات قرَّرت الاعتزال، بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على العمل بعد زيارتها إلى مكة المكرمة، فذهبت إلى الشيخ الشعراوي، واشتكت له عدم قدرتها على حفظ كلمات أغانٍ جديدة بعد أغنية «خد بإيدي»، رغم أنها قررت أن تنتج أعمالاً دينية مثلها، فقال لها الشعراوي إن في الأمر إشارة إلهية بوجوب الاعتزال.

 

تزامن ذلك مع قرار مهرجان القاهرة السينمائي بتكريمها وانتظار الجمهور لرؤيتها، فاتصلت بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضور حفل تكريمها. قال لها «لا تعكري اللبن الصافي»، فرفضت الحضور.

وبحسب الدكتور جامع، تزامنت تلك الظروف مع وفاة أخيها كمال شاكر، وقد أوجعتها وفاته، وكذلك عمرها الذي كان قد بدأ يتقدم بها، وفي نفس الوقت كانت تريد الحفاظ على صورتها في نظر جمهورها، فكان قرار الاعتزال عام 1986.

ارتدت شادية الحجاب والتزمت منزلها، وصارت ترفض المشاركة في أي مناسبة عامة، رغم العروض التي انهالت عليها.

مع مرور الوقت بدت شادية أكثر تصميماً على موقفها خاصة أن الشعراوي كان قد أخبرها أنها ستجد كثيرين ممن سيحاولون إثنائها عن التوبة وأنها ستلاقي الكثير من الشائعات والكلام غير الطيب في حقها إلا أن أكثر من يحبها سيفرح لتوبتها وابتعادها عن عالم الفن وهو الأمر الذي وجدته.

وروى جامع أن شادية «طهّرت أموالها» وباعت ما هو حلال منه لتكوين جمعية خيرية وتسخيره لأعمال خدمة الإسلام ما بين مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومسجد ومستوصف ومجمع خيري، وكانت قليلة الخروج من بيتها إلا للتوجه للقاء الشيخ الشعراوي أو للقاء الدكتور مصطفي محمود.

وكان الشعراوي يتصل بشادية باستمرار ويوجه لها كل فنانة تزوره راغبة في التوبة.

ثلاث زيجات

قبل الاعتزال مرت حياة شادية بمنعطفات كثيرة منها زواجها ثلاث مرات انتهت كلها بالطلاق.. وبحسب ما ذكره سامي كمال الدين في كتابه «سيرة شادية معبودة الجماهير» كان الزواج الأول من الفنان عماد حمدي عام 1953، وانفصلت عنه بعد 3 أعوام، بعد صفعة على وجهها خلال حفل أمام أصدقائها، إضافة إلى وجود خلاف مستمر حول رغبة شادية في الإنجاب ورفض عماد حمدي.

شادية وعماد حمدي

الثاني كان عام 1957 من المهندس بالإذاعة المصرية، فتحي عزيز، والذي كان قريباً من عدد من الفنانين. حملت منه شادية وأجهضت في شهرها الثاني، ثم انفصلا لأكثر من سبب، منها رغبة شادية في تمثيل فيلم أمام طليقها عماد حمدي، وهو ما رفضه زوجها، وتم الطلاق عام 1959.

أما الزواج الثالث، فكان من الفنان صلاح ذو الفقار الذي كوّن معها ثنائياً فنياً في السينما أيضًا، فتزوجا عام 1964، واستمر زواجهما 7 سنوات، تخلله انفصال ثم صلح، وحملت شادية خلال هذا الزواج مرتين، إلا أن الإجهاض كان سيد الموقف دائماً.

الفنانة شادية مع صلاح ذو الفقار

وبعد أكثر من إجهاض وزيجة فاشلة، قررت شادية ألا تتزوج مجدداً، وأن تكرس جهدها لأولاد إخوتها، خاصة بعد اعتزالها الفن. حسبما روى كمال الدين.

قصص حب فاشلة

خاضت شادية أيضاً أكثر من قصة حب فاشلة، أشهرها كانت مع الفنان فريد الأطرش، الذي ارتبطت به بعد انفصالها عن عماد حمدي، وقبل الارتباط بفتحي عزيز.

فاتفقا على الزواج بالفعل، ولكن يبدو أن فريد كان لا يحب قيود الزواج، ويهوى انطلاقه وسهراته التي كانت بلا قيد، فانتهت العلاقة العاطفية بينهما.

شادية مع فريد الأطرش

القصة الأخرى الشهيرة لشادية كانت قبل الشهرة، وأثناء مراهقتها، مع ضابط بالجيش المصري كان يسكن بجوار منزلها، لكنه استشهد في حرب فلسطين عام 1948، وترك الأمر أثراً كبيراً في نفسها.

وربما كانت هذه القصص والزيجات الفاشلة عاملاً ضمن عوامل كثيرة دفعت «دلوعة الشاشة» إلى اتخاذ قرار الاعتزال والتفرغ للعبادة وعمل الخير.

المصدر

  • *كتاب «وعرفت الشعراوي». محمود جامع.   *كتاب «سيرة شادية معبودة الجماهير». سامي كمال الدين.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية