تعرّف على شعوب روسيا واليابان والجزائر وانجلترا من هذه الروايات

تعرّف على شعوب روسيا واليابان والجزائر وانجلترا من هذه الروايات

«الفن مرآة الشعوب»، هذه المقولة المأثورة صادقة في الأغلب على كل المستويات، فيمكننا أن نعرف ثقافة كل شعب عبر فنونه، هل هي راقية وثرية إنسانيًا؟ هل تحمل من العمق ما يرفع من شأن هذا الشعب أمام العالم؟

في ترتيب الفنون المعروف، يأتي الأدب والشعر في المرتبة السادسة، ولعل الرواية هي أهم فروع الأدب في وقتنا الحالي، حتى أن بعض المثقفين يعتبر أن هذا هو «زمن الرواية»، لما تلقاه من اهتمام كبير، ونجاح جماهيري، ونقدي.

في هذا التقرير من «شبابيك» قائمة لأهم الروايات العالمية من دول مختلفة، وهي مدخل للتعرف على شعوب العالم وأدبها.

كافكا على الشاطئ

من أشهر الروايات اليابانية حاليًا إن لم تكن الأشهر، فالياباني هاروكي موراكامي معروف بشدة خارج بلاده ويضمن ترشيحًا دائمًا في جائزة نوبل كل مرة، ويكتب في الأدب السريالي حيث تختلط الأحلام والخيالات بالواقع بشكل جذاب يرمي إلى أبعاد فلسفية وإنسانية مشوقة.

وفي روايته الضخمة «كافكا على الشاطئ»، حكاية عن شاب قرر هجر بيته وأباه وتغيير اسمه إلى «كافكا» ليهرب بعيدًا من قدره، فيفاجأ بأن مصيره لا يتركه فيقع في المشاكل، ويقابل من يساعده ويرشده، إضافة إلى عجوز لطيف يكلم القطط تتداخل قصته مع «كافكا» بشكل مفاجئ، والرواية بمثابة حلم عجيب مليء بالتشويق بلا ملل.

الخيميائي

عرف العالم العربي اسم باولو كويلو عبر هذه الرواية بالذات، ربما لذكر الشرق بها متمثلاً في مصر والأهرامات، غير أن الرواية ذائعة الصيت في العالم كله، وقد نالت رقمًا قياسيًا كأكثر كتاب تمت ترجمته لكاتب لا زال على قيد الحياة.

الرواية تحكي عن الهدف والغاية الذي يطارد الجميع، فهل يتركون لأجله الحياة النمطية الآمنة ويهرعون نحو المغامرة والترحال؟!، هذا ما فعله البطل سعيًا وراء حلم قديم هناك في مصر، يقابل خلاله الصديق والحكمة والأمل، هي فعلاً رواية جاءت لتبقى.

ولحسن الحظ، أن الرواية لها أكثر من ترجمة بالعربية تحت مسمى «الخيميائي»، إلا أن الأديب بهاء طاهر قام بترجمتها، فجمع فيها بين الحس الأدبي والترجمة بعنوان «السيميائي: ساحر الصحراء» والمسميان واحدان، خيمياء وسيمياء هو ذلك الفن القديم الذي يخلط الكيمياء بالسحر والخرافة.

قواعد العشق الأربعون

الصوفية في أجمل أثوابها، لقد صنعت هذه الرواية حالة من السمو الروحي لكل من قرأها، وصار الجميع بسببها يعرف جلال الدين الرومي الصوفي الأشهر وسيرته، وهي أكثر الروايات مبيعًا في بلدها، وانتشارها العالمي جعل مصطلح «القواعد الأربعون» يصل لكل شيء تقريبًا.

الرواية تدور في زمنين مختلفين، أحدهما زمننا الحالي مع حياة ناقدة أدبية مهتمة بالصوفية، والزمن الآخر غابر يحكي عن لقاء الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي بأستاذه شمس التبريزي، وكيف تم اللقاء؟ وما هي قواعد الحب الصوفي الأربعون؟

 الدكتور جيفاجو

هذه الرواية الكلاسيكية تنضم لعيون الأدب الروسي بجدارة، ويعرفها عشاق السينما جيدًا عبر الفيلم الذي قام عمر الشريف ببطولته ونال عنه جائزة الـ«جولدن جلوب» عن استحقاق، غير أن المؤلف بوريس باسترناك، رفض جائزة نوبل عن روايته لنصها الشائك المعادي لثورة بلاده.

تحكي الرواية عن الفترة الحرجة في تاريخ روسيا قبل وبعد الثورة البلشفية، والدكتور جيفاجو الشاعر يسرد الأحداث من وجهة نظره المثقفة الرفيعة، بينما تتحير مشاعره في قصة حب صعبة بين امرأتين، ومع الوصف البديع لطبيعة موسكو الساحرة، والتشبيهات العجيبة التي ابتكرها المؤلف لأول مرة، يبقى النص مرشحًا للقراءة حتى اليوم.

العجوز والبحر

القصة الأخيرة لمؤلف أمريكا القدير قبل انتحاره، نال عنها الكثير من الجوائز منها جائزتي نوبل، وبوليتزر، ويقال أنها أعظم ما تم كتابته في أدب البحر. لقد غاص المؤلف في نفوس أبطاله الأعمق من كل البحار، وأجاد الوصف والترميز حتى صار كتابه القصير ملحمة كل إنسان.

 

الرجل العجوز «سانتياجو» لم يفز بسمكة منذ ثمانين يومًا، وتركه الصبي الذي يساعده خوفًا من نحسه، فقرر مواجهة البحر وحده، وهنا تبدأ رحلة فلسفية أخاذة حول القدر والعمر والقوة والضعف، والبساطة التي تأسرك حتى يفوز العجوز بسمكته لتبدأ المأساة.

قصة مدينتين

يعرف كل دارسي الإنجليزية اسم الأديب تشارلز ديكنز جيدًا، هو بمثابة نجيب محفوظ بلاده، إذ جمع ببراعة بين التأريخ والإمتاع، وكتبه وجبة من الرصد المجتمعي والتشويق الأدبي، وقد اهتم كثيرًا بالفقراء وأحوالهم.

في «قصة مدينتين» يحكي «ديكنز» عن لندن وباريس أثناء الثورة الفرنسية، والفقر في كل مكان، والنبلاء يجرون للمقصلة، والسجناء في سجن الباستيل الفرنسي الذي تم حصاره من الشعب، أحداث تاريخية بقلم رشيق مميز.

ثلاثية القاهرة

لا يغفل الأدب العالمي عن صاحب نوبل نجيب محفوظ. والواقع أن أدباء عالميين أعترفوا بفضل الرجل منهم «كويلو» نفسه صاحب «السيميائي»، هذا المصري ابن الجمالية دارس الفلسفة قد نقل الرواية لأبعاد أخرى، ولا ريب في ترجمة أهم أعماله، الثلاثية، إلى أكثر من لغة في إشارة صريحة للعالمية، إلى جانب اعتبارها أهم عمل أدبي على الإطلاق من اتحاد الأدباء العرب.

الروايات الثلاثة بأسماء شوارع قاهرية عتيقة، بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية، ويعرفها الجميع من خلال الأفلام الشهيرة عنها، لكن السينما قدمت قمة الجبل الجليدي وحسب، لتبقى الروعة كلها في العمق.

عن أحمد عبد الجواد أو «سي السيد»، تسرد الروايات الثلاث حياة ابنه الأصغر «كمال» في مراحل عمره المختلفة، خلال ثورة 1919 ووفاة سعد زغلول ثم تلقبات الأحوال بمصر، نعيش الواقعية بنفوس أبطال العمل، الأب المتظاهر بالورع، والابن الشهواني، والآخر المضحي بحياته، في نسيج أدبي محكم.

ذاكرة الجسد

تشكل روايات أحلام مستغانمي حالة دائمة من الجدل، تتناول فيها القضايا الشائكة من جهة وتلقى إعجاب الجميع من جهة أخرى، وصف بعض النقاد روايتها الأهم «ذاكرة الجسد» بأهم عمل أدبي خلال العقد الأخير، وتعددت عنها الدراسات الأدبية وبالطبع، نالت الترجمات للغات أخرى.

في بلد المليون شهيد، نجد «خالد» الرسام الثوري الذي يضطر لحمل السلاح بدلاً من ريشته، ويفقد ذراعه في ثورة الجزائر، التي لم تعجبه بعد إستقالالها فيفر إلى فرنسا، ليجد محبوبته الأصغر منه بعشرين سنة ونيف، تعاني من فقدان أبيها الذي استشهد في الحرب كذلك، يسترجع «خالد» ذكرى جسده المبتور وكأنه جسد الوطن كله.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة