عصبية الأم على الأطفال غلط.. بالطرق دي هتسيطري على نفسك

عصبية الأم على الأطفال غلط.. بالطرق دي هتسيطري على نفسك

لا تستطيع «نجلاء» السيطرة على مشاعر الغضب في كل مرة يُخطئ فيها طفلها أو لا ينصاع لأوامرها، ما يدفعها إلى الصراخ في وجهه وضربه ضربا مبرحا.

إذا كنتِ تعانين من نفس المشكلة وترغبين في التحكم في عصبيتك حتى لا تتوتر علاقتك بأطفالك، عليكِ اتباع النصائح التي يقدمها لكِ «شبابيك» في التقرير التالي.

مشاكل نفسية

تقول «نجلاء» إنها تعاني من العصبية لدرجة تدفعها إلى التعامل مع أطفالها بشكل عنيف حال قيامهم بأي تصرف لا يروق لها: «عندي 3 أطفال بس مش بعرف أتحكم في أعصابي لما حد منهم يعمل موقف يضايقني، وبضطر أزعقله جامد وممكن اشتمه وبضربه جامد، وبضايق لما اضربهم جامد بس مش بقدر أسيطر على نفسي».

أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتورة هبة الشهاوي، تؤكد أن عصبية الأم أو الأب المفرطة على الطفل، تنعكس عليه بشكل سلبي وتؤدي إلى زيادة معدلات القلق والتوتر لديه، الأمر الذي ربما يؤدي إلى إصابته ببعض اللازمات العصبية كمص الأصابع، وقضم الأظافر.

استشاري العلاقات الأسرية وخبير التنمية البشرية، الدكتورة شيماء إسماعيل، تتفق مع «الشهاوي»، وتضيف أن العصبية التي تتضمن إيذاء لفظيا أو جسديا للطفل تؤدي إلى توتر علاقته مع الأم، لأنه يترجم هذه العصبية على أنها كراهية وانعدام للحب، فضلا عن أنها تحول علاقته مع أمه إلى علاقة عدائية ومن ثم يزداد عناده، ويميل إلى الانطوائية والانعزال عن الآخرين، وتقل ثقته بنفسه ويمكن أن يصبح عدوانيا.

هكذا تسيطري على عصبيتك

حتى لا تتوتر علاقتك مع طفلك أو تتسبب له عصبيتك في مشاكل نفسية عديدة، عليكِ محاولة السيطرة عليها، وتوصي الدكتورة هبة الشهاوي بضرورة الفصل بين الضغوط النفسية التي تمارس عليكِ وبين طريقة تعاملك مع طفلك، فربما لا يرتكب طفلك خطأً كبيرا ولكن الضغط النفسي الذي تشعرين به يجعلكِ تبالغين في رد فعلك، وتطالبين طفلك بعدم التحدث أو اللعب، لكن من الطبيعي ألا ينصاع لكِ في هذه الحالة، لذلك عليكِ أنتِ إعطائه مزيدا من الحرية وتعديل طريقة تعاملك.

من جانبها، تقدم الدكتورة شيماء إسماعيل عددا من النصائح حول كيفية التعامل مع طفلك والسيطرة على عصبيتك، وهي:

  • لا تنتظري الطاعة العمياء

 من الطبيعي ألا ينصاع طفلك لأوامرك في كل الأحيان، بل يعتبر ذلك أمرا إيجابيا لأنه إذا كان معتادا دائما على قول «حاضر» فقط دون إبداء أي اعتراض فهذا يقلل من ثقته في نفسه ويجعله غير قادر على المناقشة والاستقلالية مستقبلا. لذلك لا داعي للعصبية في حالة رفضه تلبية طلب ما، بل تناقشي معه أفضل.

  • التدرج في العقاب

لا تعبري عن رفضك لتصرف أو سلوك ما قام به طفلك بالصراخ أو الضرب، بل اعتمدي على إنذاره ولفت انتباهه أولا إلى أن هذا الأمر يُزعجك، وإذا لم يستجب كرري الإنذار مرة ثانية، وإذا لم يستجب انذريه بطريقة عملية، أي بحرمانه من شئ ما يحبه، لعبة مثلا أو غيره، لكن بهدوء أيضا.

  • حددي أوقات الضيق

حاولي أن توضحي لطفلك الأمور التي تُزعجك أو الأوقات التي تشعرين فيها بالضيق أو العصبية، واطلبي منه ألا يتحدث معكِ فيها. فمثلا إذا كنتِ غالبا ما تشعرين بالضيق بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد العودة من العمل، فاخبري طفلك بذلك بطريقة يتمكن من استيعابها.

  • لا تُكرري هذه الجملة

«أنا عصبية».. حاولي قدر الإمكان ألا تُكرري هذه الجملة كثيرا، لأن تكرار أي جمل أو صفات عشرات المرات يؤدي بالفعل إلى ترسيخها في طباعك، لذلك يجب أن تتوقفي عن تكرار مثل هذه الجمل السلبية.

  • اشغلي وقتك

ابحثي عن مهمة أو نشاط يشغل وقتك، كأن تمارسي هوايتك المفضلة أو ممارسة تمارين رياضية، حتى تمنحي أطفالك مزيدا من الحرية، وتفرغي طاقتك في مثل هذه الأنشطة.

  • مارسي تمارين الاسترخاء

لممارستها عليكِ الوقوف بشكل مستقيم وأخذ نفس مع العد لـ4، وحبسه في المعدة مع العد لـ2 وشد البطن، ثم اخرجيه بشكل تدريجي مع العد لـ6. تساعد هذه التمارين على تهدئة الأعصاب والتقليل من الضغط النفسي، لكن عليكِ تعلمها بشكل صحيح والمداومة على ممارستها.

  • افرغي طاقتك في هذه الأعمال

بمجرد شعورك بالعصبية والغضب حاولي تغيير المكان الذين تجلسين فيه، ومن الأفضل أن تقومي ببعض الأعمال المنزلية، خاصة التي تساعد على تفريغ الطاقة السلبية، مثل «غسيل المواعين»، وبمجرد تفريغ هذه الطاقة ستشعرين بالهدوء ولن يكون لديك عنف تجاه أطفالك.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب