أسرار 21 ليلة في عمق الصحراء.. 4 مصريات برفقة أضخم ديناصورات العالم (حوار)
حكى أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنصورة هشام سلام، لـ«شبابيك» كواليس مغامرته برفقة 4 باحثات في عمق الصحراء الغربية لاكتشاف أضخم ديناصور ينتمي للعصر الطباشيري قبل 80 مليون سنة.
وتحدث سلام عن فجوة زمنية تقدر بـ20 مليون سنة، «لا نعرف منها أي معلومات عن حياة الديانصورات» وذلك قبل اكتشافه الأخير.
والديناصور المكتشف هو من نوع جديد لم يُكتشف شبيهه على مستوى العالم من قبل.
الصدفة البحتة طريق الاستكشاف
الصدفة البحتة قادت الدكتور هشام وفريقه الذي يضم أربع طالبات، إلى الاكتشاف الذي تحدثت عنه أكبر الوكالات العالمية خلال الساعات الماضية.
كان أستاذ جامعة المنصورة في محاضرة بجامعة جنوب الوادي في شهر ديسمبر 2013 برفقة فريقه البحثي، وبعد الانتهاء قرروا جميعا البدء في رحلة اكتشاف سريعة لمدة نصف ساعة قبل العودة لمدينة المنصورة.
وفي أثناء سيرهم في عمق الصحراء الغربية، وبالصدفة عثرت الباحثة سارة صابر، على حفريات بين الصخور.. بعدها يرن هاتف الدكتور هشام.. لتناديه سارة بلهفة: «تعالى بسرعة يادكتور المنطقة هنا فيها حفريات كتير».
يعلم الدكتور هشام وتلاميذه من المراجع الأكاديمية والكتب القديمة والخرائط الجيولوجية، أن المنطقة التي يتواجدون فيها موطن للديناصورات، ويحلم منذ زمن في اكتشاف أي حفريات تثبت ذلك.
تحمست الباحثات للبدء في استخراج الاكتشاف الجديد، إلا أنه ومع قلة الموارد المالية وعدم الجهازية اضطروا جميعا للعودة، مع وعد بالرجوع مرة أخرى.
4 فتيات في عمق الصحراء 21 يوما
في مارس 2014 انطلق الدكتور هشام برفقة صديق له وأربع باحثات في اتجاه الاستكشاف الجديد، حيث نقطة بعمق الصحراء الغربية تبعد عن أقرب منطقة عمران وبالتحديد الواحات الداخلة قرابة 3 ساعات بالسيارة، وفق تقدير أستاذ الجيولوجيا.
كانت موافقة أسر الفتايات الأربع والعادات والتقاليد المرتبطة بالسفر بعيدا عن الأهل والمكوث في الصحراء 21 يوما عائقا أمام فريق البحث، إلا أنهم تجاوزا كل ذلك في سبيل الوصول لهدفهم.
يقطع الفريق الأيام في عمل دؤوب، يصفه هشام سلام «بالمتواصل ليل نهار لإنجاز المهمة في أسرع وقت من فتيات لا زلن في مقتبل العمر».
نفقات خاصة تخطت ربع مليون
جامعة المنصورة ساهمت بـ20 ألف جنيه في عملية الاستكشاف، التي كلفت الفريق أكثر من ربع مليون جنيه، من أموالهم الخاصة.
التكلفة المالية التي تجوزت عشرات الآلاف، ضمت عمليات الحفر والتنقلات والمعيشة، ونقل الهيكل إلى جامعة المنصورة بمسافة مئات الكيلو مترات.
كان اعتماد الاكتشاف عالميا هو التحدي الأكبر للدكتور هشام سلام، يقول لشبابيك: «أجرينا أشعة مقطعية لبقايا هيكل الديناصور وقدمناها إلى أكبر علماء الحفريات والجيولوجيا في العالم، من أجل اعتماد الاكتشاف في مجلة –نيتشر- وهي المجلة العلمية الأكبر عالميا».
ظلت مرحلة تأكيد الاستكشاف الجديد عاما كاملا بالفحص والتدقيق من المجلة البريطانية الشهيرة حتى اعتمدته رسميا وسمحت بنشره الاثنين 29 يناير 2018.
تجاهل من المؤسسات الحكومية
ورغم الحفاوة العالمية من الاعلام الأجنبي بالاستكشاف الجديد، إلى أن الحكومة المصرية وهيئات البحث العلمي الرسمية لم تهنئ الدكتور هشام سلام ولا فريقه البحثي حتى الساعة السادسة من مساء الثلاثاء 30 يناير2018.
يتمنى أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنصورة، أن تتبنى الدولة رسميا استكشافه الجديد بما يليق بالحدث وأن ترعاه بتدشين الحدث في مؤتمر صحفي عالمي.
ينفي قائد الفريق البحثي أي تواصل معه من وزارة التعليم العالي أو أكاديمية البحث العلمي، أو أي جهة أخرى مسؤولة عن البحث العلمي في مصر.
يستمر هشام سلام في تخريج أجيال جديدة وتعميقهم في علم الجيولوجيا، ويقول لـ«شبابيك» إنه يرعى فريقا بحثيا الآن من جامعات أزهر أسيوط والإسكندرية والقاهرة.
شاهد الفيديو: