هكذا دعت السينما الأجنبية للتسامح الديني.. لا تفوّت هذه الأفلام

هكذا دعت السينما الأجنبية للتسامح الديني.. لا تفوّت هذه الأفلام

قدمت السينما الأجنبية أعمالاً تدعو لتسامح الأديان، ومحاربة الإرهاب وسفك الدماء، يؤكد صُناعها أن الفن رسالته السلام وسعادة الإنسان في كل مكان وزمان.

ولم تعتمد السينما على القضية المهمة وحدها، بل حاولت طرحها في شكل فني حقق النجاح، فحصدت الجوائز في المهرجانات العالمية، وحققت الإيرادات العالية في شباك التذاكر. «شبابيك» يستعرض في هذا التقرير عددًا من أهم هذه الأفلام من الهند شرقًا، وحتى فرنسا وأمريكا غربًا.

PK

القصة عن كائن فضائي يهبط على كوكب الأرض، لكنه ليس أخضر اللون مرعب الشكل، فهو إنسان طبيعي مثل البشر لكنه يجهل تمامًا كيفية الحياة على كوكبنا، وبمجرد وصوله للأرض يسرقه أحد الناس، وحين يحاول البحث عن السارق ينصحه الجميع بأن يدعو الله، ويقولون له «ربك قادر على مساعدتك».

يكتشف الكائن أن الأديان كثيرة حوله، فكل جماعة من الناس لهم رب مختلف يعبدونه، وهنا تبدأ رحلته مع البشر المختلفين في كل شيء، ويعطيهم درسًا في التسامح الديني بعدما شاهد فظائع الإرهاب والدماء بعينه. الفيلم من بطولة النجم الهندي عامر خان، وحقق أعلى إيرادات في تاريخ بلده وقت عرضه.

وتشتهر الهند بأنها من أكثر الدول من حيث التعدد الديني، وفيها من المسلمين، والمسيحيين، والبوذيين، وغيرها من الديانات وحتى الملحدين، لذا قدمت سينما بوليوود أكثر من عمل مهم حول التسامح الديني ونشر السلام بين كل هذه الطوائف.

Bajrangi Bhaijaan

يحكي الفيلم عن طفلة صغيرة تضيع من أمها بالخطأ في مكان بعيد عن بيتها، والمشكلة الأسوأ أن الطفلة بكماء ولا تنطق بكلمة، والأسوأ من هذا كله أنها تاهت في دولة أخرى هي الهند بينما دولتها الأصلية هي باكستان، والدولتين في حالة عداء قديم بسبب الديانة منذ استقلت باكستان المسلمة عن الهند.

كيف ستعود الطفلة لأمها من دولة لأخرى؟ وتتخطى عقبات الديانة والحدود والسياسة؟ وكيف تنجو من ظلم الإنسان الذي قد يستغلها في أغراض دنيئة لأنها طفلة باهرة الجمال؟ هنا يأتي دور بطل الفيلم، الذي قام به سلمان خان لينال إعجاب الجمهور بتحقيقه ثاني أعلى إيرادات هندية وقت عرضه.

Life of Pi

هذه المرة مع فيلم أمريكي يحكي عن وحدة الأديان، وأن الرب واحد في النهاية لكل البشر، من خلال قصة تمتليء بمشاهد الإثارة ومحاولة البقاء على قيد الحياة، الفيلم نال 52 جائزة منها 4 جوائز أوسكار، وحقق 600 مليون دولار حول العالم، كما أن مخرجه راعى المؤثرات البصرية جدًا حين استخدم ممثلين غير مشهورين لتقليل النفقات.

بطل القصة يسافر من الهند إلى كندا برفقة حيوانات عديدة منها المفترس والأليف، وتغرق السفينة، وينجو البطل في قارب واحد في عرض البحر مع الحيوانات، ومنها النمر الجائع الذي لن يتردد في أكل الجميع، وتصل القصة لمعانيها الروحية حين يدرك البطل أن الله وحده قادر على إنقاذه في هذا الموقف.

مسيو إبراهيم وزهور القرآن

المتابع لسيرة الممثل الراحل عمر الشريف سيجد أنه من المنادين دومًا بالتسامح الديني، منذ تحول إلى الدين الإسلامي وغير اسمه من ميشيل شلهوب إلى اسمه المعروف، وحتى اشترك في أكثر من عمل يدعو للسلام والتآلف مثل «حسن ومرقص» المصري، غير فيلمه الفرنسي الأهم «مسيو إبراهيم وزهور القرآن» عام 2003 والذي نال عنه جائزة سيزار التي تعادل الأوسكار في فرنسا.

وتحكي القصة عن علاقة صداقة إنسانية بين شيخ مسلم تجاوز السبعين من عمره، وشاب يهودي اعتاد سرقة الطعام من متجره. ويناقش الفيلم نقطة العنصرية والاختلاف، فالشاب لم يسرق الشيخ سوى لأنه مسلم ينبغي أذيته، لكن هل يستطيع الشيخ بشكل ما أن يغير نظرة الشاب إليه؟

Mooz-lum

قضية المسلمين في أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، هذه الفكرة تشرح الكثير حول التسامح الديني، وعدم اتهام أحد بذنب غيره، كما في هذا الفيلم الامريكي الذي يحكي عن معاملة المختلف في الديانة بين الكره والتسامح، بل يعرض وجهات نظر المسلمين أنفسهم بين الاعتدال والتطرف.

بطل الفيلم «طارق» يعاني من اضطهاد الجميع له بسبب إسلامه، فيقرر التخلي عن هويته الإسلامية شيئًا فشيئًا، لكنه يقابل من يعيده إلى صوابه ويجعله أكثر فهمًا لدينه وطبيعة التعامل العنصري بين كل البشر.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة