«وقفة حال أحمد مكي».. النحس ينتظر «الكبير» على كل ناصية

16 مليون مشاهدة، حققتها أغنية «وقفة ناصية زمان» للممثل ومطرب الراب «أحمد مكي»، على موقع Youtube في فترة قياسية، ليعود بها للنجاح كمطرب ومؤلف كلمات.

إلا أن موقع يوتيوب حذف الأغنية بسبب شبهة السرقة من أغنية أخرى، ويشعر المراقب لأحوال «مكي» أن لعنة نحس عجيبة تلاحقه منذ بدأ مشواره الفني.

عقبات وعثرات «مكي» يستعرضها «شبابيك» في السطور القادمة.

الحاسة السابعة.. فشل مبدأي

جزائري الأب مصري الأم، وُلد «مكي» في الجزائر وتنقل بين دول عديدة حتى استقر بمصر في حي الطالبية بالجيزة، درس الإخراج في المعهد العالي للسينما، وتأثر بالخيال والأفكار الفانتازية في سينما الغرب، حتى أن أول أفلامه في الجامعة كان بعنوان «إزززز»  والبطلة فيه ذبابة.

بعد التخرج، جاءته الفرصة الأولى مع فيلم «الحاسة السابعة» الذي أخرجه واشترك في كتابته، عائدات الفيلم جاءت قليلة حتى وصفته بعض الصحف بالفاشل، ويعزو «مكي» سبب هذا الفشل لنمط الفانتازيا الجديد على المشاهد المصري، إلا أن إشاعة الزواج العرفي لبطل الفيلم «أحمد الفيشاوي» وقتها ساهمت في  هذا الفشل.

كانت الصدمة الأولى في مشوار «مكي» كمخرج، حتى أنه كتب بعدها أغنية راب بنفس اسم الفيلم، يحكي فيها قائلاً «نزل فيلمي فشل محدش شافه».

  سيما علي بابا.. سقوط آخر

اتجه «مكي» للتمثيل بعد الحاسة السابعة، وحقق نجاحًا لافتًا من خلال شخصية «هيثم دبور» التي قدمها في مسلسل تامر وشوقية، وكانت الشخصية طريقه إلى النجاح في السينما بفيلم خاص بها، ثم اتبعه بأفلام ناجحة أخرى مثل «طير أنت» و«لا تراجع ولا استسلام».

عاد «مكي» للفانتازيا مجددًا بفيلم «سيما علي بابا» الذي يدور الجزء الأول منه في عالم الفضاء كمحاكاة ساخرة لفيم «Star Wars»، والجزء الثاني في عالم الحيوانات، يقول «مكي» أن نفس ردود الفعل على فيلم الحاسة السابعة عادت مع سيما علي بابا، لنفس السبب وهو غرابة الفكرة، رغم الشعبية.

اشترك «مكي» في فيلمه التالي «سمير أبو النيل» مع المنتج محمد السبكي، رغم أنه أنتج لنفسه الفيلمين السابقين، ولكن عائدات الفيلم عادت ضعيفة، ووصفه الناقد السينمائي «محمود عبد الشكور» بالفيلم الرديء للقنوات الردئية.

مرض مفاجئ

رغم تعثر «مكي» في السينما، ظل حاضرًا في الدراما التلفزيونية بمسلسل «الكبير» وأصدر ألبومه الأول «أصله عربي» في فن الراب، لكن السقوط أصابه هذه المرة في الجسد وليس في الفن، فيروس مميت يصيبه في سن 35 عام.

يحكي «مكي» عن فترة الإصابة، أنه كان قويًا، يملك بنية جسدية مميزة، رياضي يمارس الملاكمة، ولديه المال، لكن فيروس حمى الغدد EBV ينتقل إليه من شرب المياة أثناء التدريب، وتأتيه الإصابة في الكبد والطحال والرئة.

خسر «مكي» بنيته الجسدية بعد أن فقد 30 كيلوجرامًا من وزنه، يقول أنه كان يعجز عن شرب المياة، وينام 18 ساعة في اليوم، وتغذيته كلها كانت من خلال الوريد بسبب صعوبة البلع، كما عانى من مشاكل في التحدث، لذا توقف عن العمل الفني لمدة عام بعد مسلسل الكبير الجزء الخامس.

وقفة مكي

تعافى مكي على مدار فترة العلاج، واستعاد تناسقه الجسدي، قدم مسلسل «خلصانة بشياكة» في رمضان 2017 ،وذكر أنه يجهز لألبوم جديد يضم خبراته في مرحلة المرض، يحتوي أفكاره عن نعمة الصحة والصديق وقت الشدة.

كانت بداية العودة للغناء من خلال أغنية «وقفة ناصية زمان» من تأليفه وإخراجه، والتي استوحاها حسب قوله من الأجواء الشعبية التي عاشها في حي الطالبية، وذكر فيها الأخلاق النبيلة للشباب المصري التي اختفت هذه الأيام.

 حققت الأغنية 15 مليون مشاهدة بعد شهر واحد من طرحها، وأعرب مكي عن سعادته بهذا النجاح الذي يرى مظاهره في الشارع العادي، لكن الأزمة الجديدة كانت في الطريق إليه.

وقف Youtube للأغنية

حذف موقع Youtube الأغنية بعد شهرين من طرحها، لأن شركة Audiam الخاصة بحفظ حقوق الملكية الفكرية لصناع الأغاني، تبين لها أن «مكي» اقتبس اللحن من أغنية تعود لسنة 1999 بعنوان The Truth للمطربة الأيرلندية Róisín Murphy.

وفي وقت سابق، ذكر «مكي» في مداخلة هاتفية في برنامج مساء DMC، أنه استعان في الأغنية بألحان قديمة من الستينات، فيما يعرف في الموسيقى بالـ Sampling، لكنه لم يتحدث عن الأغنية المتهم بالاقتباس منها.

وذكر موقع «الفن» أن مكي ينفي أي سرقة من الأغنية، فالإيقاع الموسيقي في أغنيته شائع ومستخدم في أغنيات كثيرة، وأعلن عن استعداده للسفر من أجل إثبات حقه وبراءته من تهمة السرقة، بمقابلة مندوبي الشركة وتوضيح الحقيقة كي تعود الأغنية مجددًا.