قصة أصحاب الكهف.. حكاية طائفة نامت أكثر من 300 عام
قصة أصحاب الكهف من القصص التي جاءت في صفحات القرآن الكريم ضمن الكثير من قصص الأنبياء، التي سجلها الله عز وجل لتكون مصدر للعبرة والموعظة.
وقد سمى الله سبحانه وتعالى سورة كاملة باسم سورة الكهف، جاء فيها قصة هذه المجموعة من البشر.
بدأت قصتهم في عهد حاكم من الروم يُدعى «دقيانوس»، والذي كان كبقية قومه من عبدة الأصنام، إلا أنه كان هناك عدد من الفتية كانوا قد كفروا بهذه الأصنام وأنار الله قلوبهم بالإيمان، والذين وصفهم القرآن بأنهم «فتية آمنوا بربهم» في قوله تعالى «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى»، ولذلك لم يكن أمامهم حل سوى الهروب من هذه المدينة خوفًا من بطشه، بعد أن دعو الله آملين في أن ينجيهم منه ومن شره، حيث قالوا كما جاء في قوله تعالى «رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا».
شعر المتنبي.. قصائد خالدة في الحب والنصح
فلجأ هؤلاء الفتية إلى كهف يختبئون فيه، واختلف الكثيرين في تحديد عددهم، قالوا ثلاثة ومعهم كلبهم أو خمسة وسادسهم كلبهم أو سبعة وثامنهم كلبهم، ومكثوا في ذلك الكهف الذي لا تدخله الشمس في طلوعها أو غروبها لمدة 309 أعوام، وخلال هذه الأعوام لم يستطع أحد الاقتراب من ذلك الكهف فقد أحاطهم الله بعنايته وأوقع الرعب في قلب كل من اقترب منهم، كما حفظ أجسادهم من التحلل أو التقرح من النوم، حيث كان يقلبهم على جنوبهم خلال النوم.
واستيقظ هؤلاء الفتية بعد كل هذه السنوات متسائلين عن المدة التي ناموها، فظنوا أنهم ناموا عدة أيام فقط، وقرروا أن يذهب أحدهم إلى المدينة متخفيًا ليحضر لهم طعامًا يأكلوه ويستطلع الأمور في المدينة، وعندما ذهب إلى سوق المدينة وأقبل على الباعة ليشتري مايحتاجونه، كانوا الباعة يستغربون من العملة الغريبة التي يستعملها لأنها كانت منذ زمن بعيد، وعندما وصل ذلك الخبر إلى ملك المدينة، أمر الملك بإحضارة فأخبره بقصة الكهف.
فقرر الملك بعد ذلك أن يتبعه إلى الكهف ليرى هؤلاء الفتية المبعوثين من نوم طويل، لكن قبل أن يدخل الملك إلى الكهف سبقهم فى الدخول ذلك الشخص الذي كان قد أرُسل ليشتري الطعام من المدينة، وأخبر من بالكهف عن ماحدث له في المدينة، وبعد ذلك أمر الله بموتهم، فدخل الملك الكهف ووجدهم على حالهم فأمر أن يبنى فوقهم مسجدًا كما جاء قي قوله تعالى: «قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا».