في حب أحمد خالد توفيق.. مقال لأحمد صبري غباشي

في حب أحمد خالد توفيق.. مقال لأحمد صبري غباشي

يُحب اللهُ الطيبين، ويتجلى رضاه عنهم في حُب الناس، ووضْع القبول لهم في الأرض.. وكلنا يشعرُ في قرارة نفسه أن الله رضي عن أحمد خالد توفيق، ورزقَه من حب الناس أعلى منازل.

Image may contain: 2 people, including Ahmad Sabry Ghobashy, people smiling, indoor

أحمد خالد توفيق.. الذي تعهد جلينا كله - وأجيال سبقتنا وأخرى تبعتنا - بالرعاية، وأحاطنا بالحب والدعم كأبٍ حقيقي.. الذي كنا نمشي بجواره مبهورين.. وأثناء سيره في مشواره الطويل، كنا نتقافز من حوله بفرحٍ طفولي لأننا في صحبته، وتحت ظلال حكاياته.. فأخذ بأيادينا وحملنا على كتفيه كي يرينا العوالم الجديدة التي اكتشفناها من خلاله لأول مرة.. كي يطلعنا على عالمنا الخاص، ويداعبنا بالحقائق، ويُضحكنا على أنفسنا وعلى العالم.

Image may contain: 2 people, including Ahmad Sabry Ghobashy, people smiling, people standing

مات أحمد خالد توفيق .. لتجول بأذهاننا كل الأفكار، والأقوال عن الموت والحياة والكون والإنسان.. لنكتشف أنه هو قائلها.. إنه يحاصرنا بكلماته وسرده الذي هو حاضر في كل تفاصيل حياتنا، طيلة الوقت، ورغم كل ما يحيط بنا من أحداث وكوارث.. كنا نشعر بالأمان لأننا نعرف أن أحمد خالد توفيق هنا سيقول شيئًا ما نضحك عليه، ونرتاح له.. ينتزع الكلام من داخلنا لنقول ما كنا نود قوله.

حين اتصلت برقمه يملؤني الأمل في سماع صوته المداعب يقول لي «يا حمودة» كعادته، فتتبدد صحة الشعور الأليم.. لكنه لم يرد.. لكنه أبدًا لن يرد.. مات جسده.. لكنه حيٌ فينا، وفي علاقات الحب، وعلاقات العمل، وعلاقات الصداقة التي نشأت من خلاله.. وفي المجتمعات الشبابية الصغيرة التي تشكّلت واجتمعت على عباراته. رحلَ المطأطئُ رأسهِ تواضعًا وخجلاً.. المبتسم بركن فمه سخريةً.. رحلَ القابض على جمر مبادئه.. الرجلُ الثابت في سنين التحول المرعب وفتنة السقوط.

المقالات المنشوة في قسم شباك تعبر عن رأي كاتبها وليس لشبابيك علاقة بمضمونها

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة