قصة آية.. واجبنا تجاه الأسماء الحسنى
أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز أن ندعوه بأسمائه الحسنى، فقال سبحانه: «وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ». [الأعراف: 180]
الحسنى: مؤنث كلمة الأحسن، والأحسن اسم تفضيل.
والمعنى كما يقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار: ولله دون غيره جميع الأسماء الدالة على أحسن المعاني وأكمل الصفات، فادعوه أي: سموه واذكروه ونادوه بها لمجرد الثناء، وعند السؤال وطلب الحاجات.
فينبغي علينا أيها القراء أن نكثر من دعاء الله بأسمائه الحسنى، فإذا أردت أن تسأل الله الرزق، فقل: يا رزاق، ثم ادع بما شئت، وإذا أردت العفو والمغفرة، فقل: يا غفور، ثم ادع بما شئت، وهكذا، وستجد حلاوة الإيمان عندما تفعل ذلك، ستشعر بلذة لم تشعر بها من قبل.
روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- أنه قال: «ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدل مكانه فرحًا»، فقيل: يا رسول اللّه أفلا نتعلمها؟ فقال: «بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها».
وروى الإمام النسائي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة -رضي الله عنها: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» قال المناوي في فيض القدير: «لا تكلني»: أي لا تصرف أمري.
«إلى نفسي»: أي لا تسلمني إليها وتتركني هملا.
«طرفة عين» أي تحريك جفن، وهو مبالغة في القلة.
وروى الشيخان عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة» وليس معنى هذا أنها تسعة وتسعين فقط، بل نقل النووي اتفاق على العلماء على أنها ليست محصورة في هذا العدد، والمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء.
فلنحرص أيها القراء على دعاء الله بأسمائه الحسنى، ولنحرص على تدبرها وفهمها.
بقلم: إبراهيم الديساوي