تاريخ «تميمة» المنتخبات.. كيف بدأت حكاية الرمز الجالب للحظ؟
لم يستدل على التوقيت الحقيقي لبدء استخدام الفرق والمنتخبات الرياضية للتمائم، ولكن يرجح البعض أن تكون البدايات الأولى في أمريكا 1883 في إحدى مباريات البيسبول التي استخدم فيها الجمهور أحد الرموز في المدرجات وحالف الحظ فريقه الذي حقق فوزا ساحقا.
«التميمة» أو «mascot»، هي رمز يستخدم لجلب الحظ، وأصبح لكل منتخب في كرة القدم رمزا خاصا به يحاكي حضارة بلاده وتاريخها.
بعد مباراة البيسبول، بدأت الفرق في استخدام بعض الرسوم التي تعبر عنهم والتي كانت في أغلب الأحيان صورا لرموز أو لحيوانات تحمل نفس صفات الفريق أو البيئة أو من حضارة البلد نفسها وأرضها، فخطت تلك الرسوم بشكل كارتوني ساخر تضفي المرح وتجلب الحظ، وتستخدم للترويج عن الأندية والبطولات.
قصة أول تميمة رسمية
«ويلي» كان اسم أول تميمة تستخدم في كأس العالم، أسد يرتدي قميصًا يحمل علم المملكة المتحدة مكتوب عليه إنجلترا 1966، اختيار الأسد جاء معبرًا عن المملكة المتحدة منتخب الأسود، والذي جاء حاملًا رمز القوة متأهبًا لخوض الصراع الكروي، لاقت تلك الدمية إعجاب الكثير واتخذوا منها شعار لذلك المونديال ومن وقتها بدأت المنتخبات والأندية في اختيار تميمة حظ تعبر عن فريقهم الذي يطمح بالفوز تيمنًا بتلك الدمية الكارتونية، وكأحد الأساليب الترويجية والدعائية للفريق.
«خوانيتو».. النسخة التالية
بعد الرواج الذي حققه الأسد «ويلي» ترسخ في الأذهان اتخاذ تميمة رسمية لكل فريق، فجاء «خوانتيتو» نسخة ملونة من ولد صغير يرتدي قبعة مكسيكية وقميص أخضر، صورة تحاكي الزي المكسيكي آن ذالك، واستخدم كعامل دعائي لكأس العالم الذي أقيم في المكسيك 1970.
مفهوم جديد للتميمة
بطولتان متتاليتان لم يختلفا عن السابق وجاءت التمائم الترويجية مشابهه دون تجديد، كتكرار لتلك العادة التي يعتقد البعض أنها تجلب الحظ، ففي ألمانيا الغربية 1974 لم تحقق تميمة «تيب وتاب» الرواج مثلما فعل الأسد «ويلي» فكانت رمزا لصبيين يرتديين قميص المنتخب الوطني كتب على قميصهم كأس العالم، فيما كانت الدمية «جاوتشيو» الأرجنتينية بنفس الفكرة دون تجديد وكانت المرة الثالثة على التوالي التي تكون فيها التميمة عبارة عن صبي يافع يرتدي زي منتخب بلاده وقبعة نقش عليها الأرجنتين 78 وحول عنقه منديل أصفر اللون وفي يده اليمنى سوطًا في إشارة إلى رعاة الغنم حيث كانت الأرجنتين آن ذاك.
وبدأ التجديد يدخل عالم التمائم في مونديال أسبانيا 1982 عندما بدأ المصممون في إضفاء روح المرح والفكاهة على روح التميمة وتجسيدها بشكل كاريكاتيري، فكانت عبارة عن برتقالة ترتدي ألوان المنتخب الزاهية والتي تعبر عن روح أسبانيا الدولة المستضيفة لكأس العالم.
المكسيك مرة أخرى
استكمالًا لحس الفكاهة جاءت تميمة المكسيك 1986 والتي أطلق عليها «بيكي» على هيئة ثمرة فلفل حار يرتدي القبعة المكسيكية الشهيرة ، ولقت تلك التميمة رواجا كبيرا وقتها، حيث ميزها شارب وضع على تلك الثمرة الملتهبة .
تشاو 1990
تجديد آخر في عالم التمائم في مونديال إيطاليا بإطلاق «تشاو» التميمة الرسمية وتعني التحية الشهيرة بين الناس باللغة الإيطالية، وكان تصميمها مغايرا لما سبقها حيث كانت عبارة عن لاعب كره ليست على شكل إنسان ولكن مجموعة من العصى تحمل ألوان العالم الإيطالي ووضع بدلًا من رأس ذلك المجسم كرة قدم، وتعتبر تلك التميمة أكثرهم اختلاف لأنها لم تكن على شكل إنسان أو حيوان أو حتى ثمرة فاكهة أو خضروات.
الجمهور يختار التميمة
للمرة الأولي يتم اختيار تميمة المونديال عن طريق تصويت الجمهور، وكان ذلك من أجل شد الانتباه والترويج للبطولة بشكل أكثر احترافي وخاصة أن لعبة كرة القدم لم تكن هي اللعبة الأولي في أمريكا، اختار الجمهور «استرايكر» تميمة لبطولة كأس العالم وهو عبارة عن كلب ضخم يرتدي زي المنتخب الأمريكي.
تكرر الأمر في كأس العالم 2002 بكوريا واليابان في تعاون مشترك حيث أتيح اختيار التميمة عبر فروع «ماكدونالز» في الدول المضيفة، وتم الاستقرار على «أوتو» و«كاز» و«نيك» على هيئة مدرب واثنين من اللعيبة لكن لم تحقق تلك التميمة النجاح المطلوب بالرغم من العرض الترويجي والتسويقي التي دشنت من خلاله.
الأسد يعود من جديد
عادت ألمانيا من جديد تستخدم الأسد تيمنًا بالنجاح الباهر الذي حققه «ويلي» ولكن في تلك المرة جاء التصميم أكثر انسيابية وتعبيرًا حيث رافق الأسد كرة قدم ناطقة أي تمتلك القدرة على الحديث، فكان «جوليو وبيليه» من أجمل التمائم وفقًا لتفاعل الجمهور معها .
«زابيفاكا» روسا 2018
«زابافيكا» هي تميمة الحظ لروسيا 2018 التي قامت بتصميمة طالبة بقسم التصميم تدعى «يكاترينا»، وقام بالاستفتاء علية أكثر من مليون مواطن روسي، والتي تعني الشخص الذي يسجل، وظهر تصميمها على هيئة ذئب يحمل السحر والمرح والمهارة في آن واحد، ليصبح ذلك الذئب أحد أبرز الشخصيات على الساحة والذي ينتظر 32 منتخبا وطنيا، ذلك الذئب المرح الذي سيجلب لهم الحظ ويجعلهم يتربعون على عرش العالم في أقوى المسابقات.