رئيس التحرير أحمد متولي
 من الجوهري إلى كوبر.. اختر معنا المدرسة الأنسب لمنتخب مصر

من الجوهري إلى كوبر.. اختر معنا المدرسة الأنسب لمنتخب مصر

بعد غياب دام 28 عاما، عاد المنتخب المصري للمشاركة في بطولة كأس العالم المقامة حاليا في روسيا، لكنها لم تكن عودة حميدة على الإطلاق بعد أن ودعنا المسابقة مبكرا بهزيمتين أمام أوروجواي وروسيا، اتفق الأغلبية على أن الأرجنتيني هيكتور كوبر هو المسؤول عنهما.

4 أهداف سكنت مرمى المنتخب، بينما نجح نجمنا الدولي محمد صلاح في فك عقدة مجدي عبدالغني وأحرز هدفا وحيدا من علامة الجزاء في مباراتين كشفتا الكثير من عيوب الكرة المصرية، فتح معهما النقاش حول مصير كوبر، ومراجعة اختيار المدرسة الفنية الأنسب لمصر.

«كوبر صنع إنجازا رائعا لكنه لا يناسبنا، هو لا يناسب ما تربينا عليه» يتحدث محمد أبوتريكة الذي لعب قرابة الـ6 سنوات تحت قيادة المعلم حسن شحاتة في فترة الجيل الذهبي للفراعنة، وهو ما يقصده أبوتريكة بما تربينا عليه. لذا علينا نعود للوراء قليلا للبحث عن المدرسة الأنسب لنا.

الجوهري.. والله زمان يا سلاحي

يعتبر محمود الجوهري رائد مدرسة «والله زمان يا سلاحي» التي تعتمد على التكتل الدفاعي وترك الاستحواذ للخصوم وقتل أي ملامح للتنظيم الهجومي، قادنا بها إلى كأس العالم للمرة الثانية في تاريخنا عام 1990.

لسنا بحاجة إلى تذكيركم بطريقة الجوهري، فإعلان نجوم 90 الأخير بمناسبة كأس العالم كشف كيف كان يفكر المدرب الراحل، من خلال نصائح قتل وقت المباراة بإدعاء الإصابة والتمرير السلبي إلى الدفاع وحارس المرمى والتطفيش بعيدا عن مرمى أحمد شوبير، حارس الفراعنة في مونديال 90، ولم يتضمن الإعلان أي نصيحة هجومية لشباب 2018، ما يعكس غياب الفكر الهجومي عن هذه المجموعة.

نتيجة بحث الصور عن محمود الجوهري

 

الجوهري لم يضع خطة للنصر، فتعادل مع هولندا إيجابيا بهدف مجدي عبدالغني الشهير من علامة الجزاء، وتعادل سلبيا مع إيرلندا، فيما خسر بهدف نظيف أمام إنجلترا.

استمرت مصر مع متلازمة أكثر من عقد، فكان هو المنقذ والخيار الأول للاتحاد الكرة في أي تعثر، فبعد استقالته عام 1993 لفشله في التأهل بالمنتخب لمونديال 1994، عاد مرة أخرى ليقود الفريق في تصفيات 98 ثم حقق إنجازه التاريخي بالفوز بكأس الأمم الإفريقية 1998.

يمكن القول إن الجوهري غير من فلسفته الدفاعية كثيرا في بطولة 98 التي شهدت تألق خط الهجوم وإحراز حسام حسن 7 أهداف من أصل 10، وهو ما يعتقده حازم إمام، أحد أساطير جيله. «الجوهري كان دفاعيا في مونديال 90 لكن أظهرنا شراسة هجومية في بطولة 98 بخطط وأسلوب ممتع».

 

ولم تتوقف العلاقة عند هذه المرحلة فعاد للتدريب مرة أخرى وأخيرة مع بداية عام 2000 ليقود المنتخب في كأس الأمم ويخسر التصفيات المؤهلة لكأس العالم لحساب السنغال.

محسن صالح.. مصري باهت

فتح الجوهري الباب أمام المدربين المحليين لتدريب منتخبهم القومي بعد فترة من سيطرة الخواجات، لكن محسن صالح لم يجن ثمرة واحدة من هذا النجاح، ولم يستغل صيت وشعبية ورصيد الجوهري في دعم ابن البلد. قدم صالح، الذي فاز بالدوري العام مع الإسماعيلي عام 2001/2002، ظهورا باهتا في كأس الأمم الإفريقية 2004 بتونس. فاز في مباراة وخسر في واحدة وتعادل الأخيرة، ليسجل خروجه من الباب الضيق.

نتيجة بحث الصور عن محسن صالح

لم يترك صالح بصمة واضحة على مستوى طريقة اللعب، فلم يقدمه فريقه لعبا أو نتائج نذكرهم بالخير، رغم أن قائمته كانت تعج بالنجوم أمثال محمد بركات وأحمد حسام ميدو وأحمد بلال وحسام غالي ونادر السيد.

صالح كغيره من المحليين الذين ذهبوا مع أدراج الرياح، فطه إسماعيل وفاروق جعفر وأنور سلامة نالوا نصيبهم من تدريب الفراعنة على فترات متفاوتة في زمن محمود الجوهري لكن فشلوا في ترك أي بصمة فنية نستدعيها مع أسمائهم.

تارديلي.. إيطالي في نزهة

العودة للخواجة بعد فترة الشهامة مع ولاد البلد لم تكن موفقة، فسقط الفرعون المصري الجريح كفأر تجارب في قبضة الإيطالي تارديلي. المهمة كانت واضحة هو العودة لكأس العالم في مجموعة تضم الكاميرون وكوت فوار وليبيا والسودان وبنين.

نتيجة بحث الصور عن تارديلي

قضى برادلي شهور معدودة، وحقق نتائج سلبية في تصفيات كأس العالم 2006 وساهم في خروج مصر خالية الوفاض في المركز الثالث بعد كوت فوار والكاميرون.

تارديلي قضى أغلب وقته في إيطاليا وترك عمله لمساعده إسماعيل يوسف وقام بتوظيف اللاعبين في غير مراكزهم، وخسرنا التصفيات مبكرا كالعادة.   

حسن شحاتة.. المعلم ابن المعلم

العودة للمحلي كانت صائبة هذه المرة، بعدما وقع الاختيار على المعلم حسن شحاتة لإنجاح ما أفسده تارديلي. أعاد شحاتة الروح والشخصية للفريق القومي ليحقق معه 3 بطولات كأس أمم متتالية «2006-2008-2010».

لم تكن البدايات ممتعة تحت قيادة المدرب القادم من المقاولون العرب لكنها كانت مهمة في إعادة تأسيس البيت، ففي بطولة 2006 التي لعبناها أمام 120 ألف متفرج بإستاد القاهرة، لم نشعر أن هذا الفريق قادر على الوصول بعيدا لكنه فعلها بفعل الدعاء والحماس.

نتيجة بحث الصور عن حسن شحاتة

تحمل المدرب ذو الشارب الأبيض النقد حتى انفجر فنيا في بطولة 2008، لنقدم تابلوه رائع بعنوان «السهل الممتنع»، هناك في أرض النجوم السوداء «غانا» قدم أبوتريكة ورفاقه نموذجا للتنظيم الدفاعي والإبداع الهجومي. فهزمنها الكاميرون وكوت فوار بالأربعة وتوجنا باللقب. لم يكتف المعلم بهزيمة الأسود والأفيال فلعب أمام أبناء السامبا والطاليان في كأس العالم للقارات بمبدأ «إلعب لعبك».. هكذا حرر شحاتة الوحش.

 

لم ينقص شحاتة وأبوتريكة والحضري إلا الصعود لكأس العالم، وهو الحلم الذي تحطم على صخرة الجزائر في لقاء أم درمان الشهير. لم ييأس شحاتة وفاز بكأس الأمم الأخيرة له وللمنتخب في أنجولا 2010 بفضل البديل جدو.

أنت الحكم، عليك الاختيار بين حسن شحاتة ومحمود الجوهري كأفضل مدرب وطني؟.

بوب برادلي.. أمريكي منحوس​​​​​​​

جميعنا نتذكره بسداسية غانا في كوماسي، لكن هذا المدرب عانده الحظ كما عاند غيره معنا.

صورة ذات صلة

خاض الأمركي مباريات كبرى في مشوار التأهل لكأس العالم معتمدا على خبرة أبوتريكة وتوهج محمد صلاح، لنقدم معه مستويات هجومية غير معهودة وهو ما دفعنا ثمنه في اللقاء المصيري مع غانا في كوماسي حين اهتزت شباكنا بنصف دستة أهداف. خرج برادلي من الباب الضيق بعد أن داعب حلم تأجل كثيرا.

شوقي غريب.. المربع صفر

ظن الجميع أن غريب بإمكانه أن يكمل مشوار شحاتة، كونه أحد أعضاء جهازه الذي قاد الجيل الذهبي لمصر، لكنه خسر جميع الرهانات بعد إصراره الاعتماد على اللاعبين الكبار أمثال عماد متعب ووليد سليمان وآخرين لم يثبتوا جدارتهم كخالد قمر وعلي غزال.

شوقي فشل في التأهل لكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، ليكتب مع فشل جديد للمصريين، أو لتلك النوعية من المدربين المحليين.

كوبر.. دفاعي حرمنا من المحترفين

يمكننا الآن الحكم على تجربة هيكتور كوبر، بعد أن تأهل بنا لكأس العالم لأول مرة منذ 28 عاما وصعد لنهائي كأس أمم إفريقيا بعد غياب 8 سنوات كاملة. لكن النهاية كانت في روسيا، حيث الحلم الذي انتظره المصريون طويلا، إلا أنهم لم يجدوا إلا أحجار دفاعية يحركها مدرب عجوز من خارج الخطوط.

نتيجة بحث الصور عن كوبر

«نحن شعب ذواق ونحب الطعام الجيد وليس المعلبات، ما يفرق كوبر عن المدربين الآخرين هو أنه يلعب على إخفاء نقاط ضعفه بينما الآخرين يلعبون على نقاط قوتهم»، هكذا لخص أبوتريكة أزمة المدرب الأرجنتيني، فهو لم يستغل امتلاكه 17 محترفا بينهم الأفضل في إنجلترا وتركيا واليونان.

الآن أنت الحكم أيضا في اختيار المدرسة التي تناسب منتخب مصر، هجومي يؤمن دفاعاته ويحرر طاقات لاعبيه كحسن شحاتة وبرادلي، أم دفاعي حريص على عدم اهتزاز شباكه ولا يمتلك خطط هجومية كافية لإحراز الانتصارات.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة