أحداث 30 يونيو أشعلت الجامعات وأمّمتها.. هكذا بدا المشهد
عادت الدراسة في الجامعات المصرية في سبتمبر 2013 بغير الوجه الذي انتهت به في العام الدراسي السابق عليه. احتجاجات طلابية كبيرة، ومطاردات أمنية، وفصل طلاب، وحبسهم، كانت هذه المشاهد هي الأبرز في العام الدراسي الجديد تأثرا بأحداث 30 يونيو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
قاد الطلاب المؤيدون للرئيس الأسبق محمد مرسي مظاهرات في كثير من الجامعات، ووقعت أحداث عنف كبيرة بين الطلاب والأمن في جامعات مثل الأزهر والقاهرة، ولقي البعض مصرعهم وأصيب العشرات. وتسببت هذه المظاهرات في إحراق عدد من المباني مثل مبنى كلية التجارة في جامعة الأزهر.
«مع/ضد» حددت المصير المهني لهؤلاء بعد 30 يونيو
المشهد مشتعل إذن..
استعانت الجامعات بقوات الأمن لفرض سيطرتها على المظاهرات الطلابية، وسمحت لهم بالدخول إلى الحرم الجامعي لفض تجمهر المتظاهرين، الأمر الذي زاد من سخونة الأحداث بسبب التدخلات الأمنية.
بين 30 يونيو 2013 وحتى 14 أكتوبر 2014، وقعت أحداث كثيرة أسفرت عن قتلى ومصابون، وكان أبرزها:
- أحداث جامعة الأزهر والمدينة الجامعية في الفترة بين 26 ديسمبر حتى 29 ديسمبر 2013.
- أحداث جامعة القاهرة يوم 16 يناير 2014.
- أحداث المدينة الجامعية للأزهر يوم 30 مارس 2014.
- أحداث جامعة القاهرة يوم 26 مارس 2014.
إجراءات صارمة
شعلة الاحتجاجات استمرت عامين دراسيين، وخلال هذه المدة حاولت الجامعات بالتنسيق مع قوات الأمن تشديد قبضتها على الطلاب منعا لتنظيم المظاهرات.
في تقرير نشره مركز عدالة للحقوق والحريات، جاء فيه أن العام الدراسي 2014-2015 شهد 24 حالة اقتحام لقوات الشرطة للحرم الجامعي والمدن الجامعية، و45 حالة فصل بقرارات مجلس التأديب، و16 حالة منع من أداء الامتحانات.
حالات إلقاء القبض في هذا العام –وفق تقرير مركز عدالة- كان بينها 78 حالة من داخل الجامعات.
الفصل والمطاردات وتطويق الأمن للجامعات ووضع قوانين وإصدار قرارات رادعة، ساعدت في تحجيم المظاهرات الطلابية في العام الدراسي الثالث عقب أحداث 30 يونيو 2013.
بداية تأميم الحراك الطلابي
خلال هذه الفترة توقفت الأنشطة الطلابية وعطلت الاتحادات والأسر، واستعدت الجامعات وقوات الأمن جيدا للعام الدراسي 2015/2016.
كان المشهد في هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، فقد هدأت الأوضاع في الحرم الجامعي وظهرت كيانات طلابية اتهمها البعض بتبعيتها لوزارة التعليم العالي، وقررت وزارة التعليم العالي إجراء انتخابات الاتحاد.
فاز بمعظم المقاعد في اتحادات الكليات والجامعات طلاب مستقلون، وفي انتخابات اتحاد طلاب مصر فاز مستقلون أيضا لكن الوزارة رفضت إعلان النتيجة لافتة إلى وجود خطأ إجرائي في بعض الجامعات أبطل انتخابات اتحاد طلاب مصر.
شهد هذا العام إقامة عدد من الأنشطة نظمها الاتحاد، وإدارات رعاية الشباب، وكذلك اتهامات متبادلة بين الطلاب المستقلون والوزارة لمماطلتها في إعلان نتيجة اتحاد طلاب مصر.
في هذا العام ظهر كيان صوت طلاب مصر، وكيان طلاب تحيا مصر، لكنهم اختفوا سريعا من ساحة الجامعات.
تيران وصنافير.. محاولة العودة
عقب أزمة جزيرتي تيران وصنافير وإسناد ملكيتهما للملكة العربية السعودية، قاد الطلاب في عدد من الجامعات الحراك لرفض هذه الاتفاقية وإقرار مصرية الجزيرتين.
احتجاج الطلاب قوبل بفض التظاهرات، وإحالات لمجالس التأديب والفصل، والقبض على بعض الطلاب من منازلهم والشوارع.
رد الجامعات وقوات الأمن على رد فعل الطلاب كان أقوى، وعاد الحراك الطلابي لهدوءه المستمر.
ضعف الحركة الطلابية وظهور «تحيا مصر»
في العام الدراسي 2017/2018 أقرت وزارة التعليم العالي لائحة طلابية جديدة رفضتها عدد من الحركات الطلابية، وظهر كيان طلاب «تحيا مصر» الذي انطلق من جامعة القاهرة في أكتوبر 2017، وشارك بقوة في الانتخابات الطلابية.
شهدت الانتخابات عزوفا كبيرا عن المشاركة من المرشحين والناخبين، واستولى الطلاب المنضمون لكيان «تحيا مصر» على معظم المقاعد، وأصبحت الجامعات خالية من أي حراك سوى الأنشطة التي تنظمها رعاية الشباب والأسر والاتحادات.
دور الوزارة
ساهمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في انتعاش الأنشطة المركزية في الجامعات، ووضعت خطة للتفاعل مع المناسبات الرسمية في الدولة مثل حرب أكتوبر وغيرها، وطورت معهد إعداد القادة وأقامات برامج تدريب وتأهيل للطلاب والأساتذة والموظفين.
تعاونت الوزارة مع أكاديمية ناصر العسكرية لعقد محاضرات للطلاب عن الوطنية، وكان لها دور بارز في دعوة الطلاب للانتخابات الرئاسية وسخرت الجامعات وسائل مواصلات للطلاب للذهاب إلى مقار الانتخابات.
الهدوء يسيطر على الجامعات المصرية بشكل كبير، وتفككت عدة حركات طلابية، وأصبحت المنافذ الرسمية مثل الاتحادات والأسر هي الظاهرة داخل الحرم الجامعي.