اتهامات لـ«أمن جامعة القاهرة» بخلق الأزمات.. مواقف توضح لك
تعرضت طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة للاعتداء عليها من قبل أفراد الأمن الإداري مطلع يوليو 2018، بسبب تصويرها لوقفة احتجاجية لزملائها أمام الكلية اعتراضا على نتائج الامتحانات ورسوب معظم الدفعات.
إدارة الأمن في جامعة القاهرة يتهمها عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بخلق الأزمات، ما بين اعتداء وتضييق في الدخول والخروج من الجامعة بحسب ما يحكي الطلاب أنفسهم، وإصدار قرارات بمنع تواصل عمداء وأساتذة الجامعة مع وسائل الإعلام إلا بعد الرجوع إليه.
نتناول في هذا التقرير محطات من مواقف الأمن مع الطلاب والأساتذة.
حظر حديث الأساتذة لوسائل الإعلام
لم يكن في حسبان إدارة الأمن أن يصل للإعلام خبر كتابة مذكرة من إدارة الأمن بجامعة القاهرة وإرسالها لعمداء الكليات، توجههم بمنع تواصل الأساتذة مع وسائل الإعلام الإ بعد الحصول على تصريح خاص بذلك الأمر.
الأمر جعل إدارة الجامعة في حرج منه، ودفعت رئيس الجامعة للخرج ونفي ما تردد حول منع الأساتذة من التحدث لوسائل الإعلام داخل الحرم إلا بإذن.
المركز الإعلامي ينفي
الجامعة نفت في بيان رسمي، صحة المعلومات المنشورة عن منع أعضاء هيئة التدريس من التواصل مع وسائل الإعلام، واعتبرت ما نشر لا يمت بالحقيقة والواقع بصلة.
وقال المستشار الإعلامي لجامعة القاهرة، فتحي عباس إن الجامعة لا تمنع الصحفيين أو قنوات التليفزيون مطلقاً من الدخول للجامعة وإجراء الحوارات أو الأحاديث الصحفية مع أي جهة أو أساتذة في الجامعة.
وأكد أن الجامعة لديها مكتب إعلامي يوفر كافة آليات التواصل بين الجامعة ووسائل الإعلام المختلفة بحرية تامة، ويقوم بتسهيل مهام كافة مندوبي الصحف والقنوات التليفزيونية في أداء عملهم داخل الجامعة على الوجه الأكمل.
الأمن يمنع الطلاب من الاحتجاج
في 6 ديسمبر 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، فخرج معظم الطلاب في العديد من الجامعات في مظاهرات لرفض القرار والاحتجاج عليه، إلا جامعة القاهرة التي تأخر القائمون عليها في التنديد ورفض القرار، ما دفع الطلاب للدعوة لتنظيم وقفة احتجاجية بحرم الجامعة.
حينها تدخل الأمن ليمنع الطلاب من تنظيم وقفة احتجاجية دعوا لتنظيمها السبت 9 ديسمبر 2017، وبمجرد توافد الطلاب على الأماكن المحددة مسبقا للتجمع وهي أمام المكتبة المركزية و«مبنى القبة» لاحظوا تواجد أكثر من المعتاد لأفراد الأمن الإداري بمحيطها.
وفور سماع عناصر الأمن حديث العدد القليل الذي يتراوح بين 10 و12 من كليتي الحقوق والآداب عن الوقفة، ورؤيتهم للبعض يرتدون «شال فلسطين» استوقفوهم وطلبوا بطاقات الهوية الخاصة بطلاب الجامعة وطالبوهم بعد الاحتجاج والتظاهر.
ليست المرة الأولى
ليست هذه المرة الأولى التي يمنع الأمن التفاعل مع الأحداث العامة، فقبل ذلك منع أفراد الأمن الطلاب من التفاعل مع حملة «الطلاب مش هتبيع» الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير في أبريل 2016، والتي تفاعل معها عدد كبير من الطلاب.
سيطرة الأمن والبحث العلمي
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، يستنكر تدخل الأمن في عملية البحث العلمي، وعقد بروتكولات التعاون بين الكليات والمؤسسات الخارجية، مبررا ذلك بأنه يعيق تقدم البحث العلمي وتصنيف الجامعات المصرية دوليا.
وانتقد عضو هيئة تدريس جامعة القاهرة، عددا من الأمور التي يتدخل فيها الأمن بشكل مباشر في المجتمع الجامعي وهي تعيين القيادات الجامعية، وعدم إمكانية التقاء أعضاء هيئة التدريس بشخصيات أجنبية سواء من أساتذة الجامعات أو الصحفيين قبل الحصول على موافقة الأجهزة الأمنية.
وأضاف أنه عند سعي أحد الكليات أو الجامعات لعقد اتفاقيات التعاون العلمي، مع جهات أجنبية أيا كانت هذه الجهات، أيضا مطلوب الحصول على موافقة أجهزة الأمن، كما أن طلب السفر لأساتذة الجامعة يجب عليه ملء استمارة أمن من خمس نسخ مصحوبة بخمس صور شخصية، وعليه أن ينتظر الموافقة الأمنية على سفره.