رئيس التحرير أحمد متولي
 المطربة داليدا

المطربة داليدا


داليدا.. معشوقة انتحر من أجلها الرجال وقتلها الاكتئاب

ربما لم يخطر ببال «داليدا» وهي تلهو في شوارع شبرا أثناء طفولتها أنها ستصبح حديث العالم كله بعد أن تصبح نجمة من نجوم الغناء، وبعد أن يتهافت على عرش قلبها العاشقون الذين لم يحتملوا عذابات حبها ففضلوا الانتحار.

اسمها الحقيقي هو يولاند جنجليوني. ولدت في 17 يناير 1933 بشارع خماراوية بشبرا، وفي عام 1950 تغير اسمها إلى «دليلة»، ثم إلى «داليدا» عام 1954عندما فازت بلقب ملكة جمال مصر.

والداها إيطاليان هاجرا في الثلاثينيات من القرن الماضي واستقرا في مصر. الوالد كان عازفاً للكمان في فرقة الأبرا المصرية وشيقها الأكبر «أورلاندو» يعزف على التشيللو، أما الأصغر «بيرنو» فكان يغني في المناسبات ويلحن أيضاً، وهو أيضاً أول من قدم الأغنية الـ«فرانكو آراب» مع الموسيقار محمد فوزي واشتهرت جداً أغنيته «يا مصطفى يا مصطفى».

وعندما كانت في الـ21 من عمرها قررت «داليدا» أن تسافر إلى باريس لتبدأ رحلتها مع النجومية وكذلك مع الحب والعذاب، والتي انتهت أيضا بانتحارها.

ثلاثة عُشاق

ثلاثة أحبوها وانتحروا فلحقت بهم. كان الحبيب الأول في حياة «داليدا» عام 1961 هو لوسيان موريس مدير إذاعة أوروبا الذي فتح لها أبواب المجد على مصراعيها، وكانت قصة حبهما حديث الأوساط الفنية كلها.

ظلا مخطوبين لمدة 4 سنوات دون زواج، ثم قرر الزواج في السنة الخامسة ولم يدم الزواج إلا ستة أشهر، ثم انفصلا وإن استمرا صديقين لفترة طويلة، وظل «لوسيان» على صلة وثيقة بـ«داليدا» رغم زواجه من أخرى، ولكن شدة تعلقه بها دفعته لإطلاق الرصاص على نفسه فمات.

الحب الثاني كان عام 1967 من شاب إيطالي هو لويجي تنكو الذي كان آنذاك في الـ27 من عمره وكانت أكبر منه بحوالي ست سنوات، ورغم ذلك أحبته حباً جنونياً وتبنته فنياً وقررت مساعدته في الوصول إلى العالمية.

كتب «لويجي» أغنية إيطالية عنوانها «وداعاً يا حبيبي»، وأرادت «داليدا» أن يشارك بها في مهرجان سان ريمو بإيطاليا، ولكي تساعده على النجاح قررت أن تغني الأغنية بنفسها في المهرجان على أمل أن تفوز الأغنية بالمركز الأول، لكن لجنة التحكيم رفضتها.

وعندما عادت «داليدا» إلى الفندق الذي تنزل فيه مع زوجها الشاب وجدت باب الغرفة مفتوحاً بينما الزوج غارق في دمائه فقد أطلق على نفسه الرصاص من مسدسه، وقررت «داليدا» أن تموت بجانبه فلم تجد رصاصاً في المسدس فتناولت كمية من الحبوب المنومة وتم إسعافها.

أما الحب الثالث فكان عام 1973، عندما أحبت شاباً فرنسياً أطلق على نفسه لقب «الكونت دي باري» واسمه ريتشارد شانفراي واستمرت علاقتهما 8 سنوات. حاولت «داليدا» الحفاظ على حياتها كزوجة وفنانة ونجمة عالمية، وتحملته طوال هذه السنوات رغم أنه كان مملاً حتى 1980 عندما بدأت الحياة تفتر بينهما، فطلبت الانفصال وتم بالفعل، لكن بعد أيام قليلة عرفت أنه انتحر بأن أطلق الرصاص على نفسه داخل سيارته.


حمل وإجهاض

قبل وفاتها أعلن شقيقها «أورلاندو» سراً لا يعرفه أحد عن أخته، وهي أنها حملت مرة واحدة في حياتها من تلميذ إيطالي اسمه «لوشيو»، ولكنها أجرت عملية إجهاض لأنها شعرت أن هذا التلميذ صغير جداً على تحمل مسئولية الأبوة، وأيضاً لأنها خشيت من أقلام النقاد في الصحف، وتسببت هذه العملية في إصابتها بالعقم فُحرمت من الإنجاب نهائياً وشعرت أن السماء تعاقبها.

نهاية الرحلة

طوال الفترة من عام 1982 حتى 1986، أكثرت «داليدا» رحلاتها إلى مصر، وكانت في كل زيارة تسجل أغنية جديدة باللغة العربية، لكن في السنوات الأخيرة من حياتها اختفت ابتسامتها، وأصابتها حالة من الحزن واليأس والاكتئاب، ولهذا ذهبت في الخفاء لوضع ترتيبات وفاتها مع الحانوتي.

وفي ليلة 3 مايو 1987 كانت على موعد مع صديقها الأخير رونالد ريبيه لمشاهدة فيلم «كباريه» بالسينما، واعتذرت متعللة بالصداع وأخفت عن سكرتيرتها ابنة خالتها «روزي» ما تنوي عمله، فقد دخلت حجرتها وابتعلت كمية كبيرة من الحبوب المنومة أذابتها في الخمر حتى تكون سريعة المفعول. وجدوا في يدها ورقة مكتوباُ فيها «سامحوني.. ربي سامحني فالحياة أصبحت غير محتملة». ماتت داليدا وعمرها 54 عاماً.

 

المصدر

  • كتاب «روائع النجوم».محمود معروف.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية