رئيس جامعة القاهرة: لم ننتصر في حرب 73 إلا بالتخطيط والرسول لم ينتصر بالدعم الإلهي فقط
طالب رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، الطلاب بضرورة تغيير المعتقدات الخاطئة لدى المجتمع المصري، مؤكدًا أن الجامعة تعد 600 طالبا وطالبة ليكونوا نواه وخير سفراء للجامعة مع زملائهم.
وأضاف الخشت أن مصر لم تنتصر في حرب 73 إلا بالتخطيط الاستراتيجي والإعداد الحربي الجيد، وعلى النقيض في 67 هُزمنا ولم ننتصر بالدعاء، قائلًا: «الرسول لم ينتصر بالدعم الإلهي وإنما بالأخذ بالأسباب واتباع الخطط الاستراتيجية القائمة على العقل».
وأطلقت جامعة القاهرة، اليوم الأحد، فعاليات معسكر إعداد قادة المستقبل بمشاركة أكثر من 600 طالبا وطالبة، ومن المقرر أن يستمر المعسكر حتى منتصف أغسطس المقبل، ويحمل المعسكر فكرة جديدة هذا العام، وهي «تطوير العقل المصري».
وقال الخشت، خلال المحاضرة التي ألقاها على الطلاب، إن الفكرة المعسكر تستهدف تطوير العقل المصري وافتتاح عصر جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمي وبناء مجتمع جديد، وتناولت المحاضرة محاور، أبرزها مايتعلق باستراتيجية بناء العقل باعتباره السبيل الأمثل لبناء المستقبل.
وذكر رئيس الجامعة، أنه للأسف مازال يسيطر على المجتمع المصري الكثير من الأفكار الرجعية، ومنها أن الكون يتحرك بالرغبات والأمنيات، وعدم التمييز بين المقدس والبشري، مغالطة اعتقاد الأغلبية.
وأكد الخشت أن الحق لا يعرف بكلام «المرشد والأمام»، وإنما بالحجة والعقل والبرهان، ومن يعتقد نفسه أنه يمتلك الحقيقة المطلقة فهو مخطئ ولابد من تغيير طريقة تفكيره، موضحًا أن تطوير العقل المصري، مسألة بالغة الأهمية لأن مصر لن تتقدم بالزراعة والصناعة والتقدم التنموي فقط، بل لابد من تغيير أفكار الناس.
وأعلن رئيس الجامعة: «طرحنا مشروعًا في جامعة القاهرة من أجل تطوير العقل المصري ليمكن توفير العقول اللازمة من أجل السير قدمًا في عملية التنمية الشاملة»، مضيفا أن الجامعة تعمل على ترسيخ مفاهيم تغيير طرق التفكير بين طلابها، وما تفرضه عملية تطوير العقل المصري من ضرورة تنمية قدرات الطلاب على التفكير النقدي والإبداع والابتكار، للمساهمة في بناء المجتمع.
وكشف أن تطوير العقل المصري لن يأتي إلا على أسس من الجدية، والعمق، والانتماء الوطن، والرقي بالمنظومة القيمية، واحترام القانون، هو أمر ضروري لتحقيق النهضة والتقدم.
يشار إلى أن معسكر إعداد قادة المستقبل لطلاب جامعة القاهرة، يتضمن سلسلة لقاءات بحضور عدد من الشخصيات العامة والإعلامية، ويشمل 6 أفواج يستوعب كل فوج منها 100 طالب وطالبة بغرض تخريج 600 قائد لديهم القدرة والعمل على تغيير طرق تفكير زملائهم من الطلاب من الفكر الأسطوري والخرافي والإتكالي إلى الفكر العلمي والواقعي الذي يأخذ بالأسباب.
