مدن تاريخية.. «طروادة» مدينة الحب والحرب
«طروادة» أشد المدن تحصنا في التاريخ، كانت تباد على أسوارها جيوش بمئات الألاف ولا تهتز ولم يخش سكانها ظلمة ليلة واحدة. كان ذلك قبل الميلاد.
رغم مناعتها ضد الغزو إلا أنها كانت مطلب كل الملوك والأباطرة، بسبب غناها وازدهار تجارتها وزراعتها. اختلف كثيرون في تحديد المكان الفعلي للمدينة، إلا أن غالب الأراء جاءت في صالح أسيا الصغرى وتحديداً تركيا.
داس التاريخ مدناً تفوق طروادة حجماً وازدهاراً، لكن حربها التى استمرت 10 سنوات ضد "الأسبرطيين" جعلها واحدة من أهم المدن في ماضي وذكريات الحاضر.
حرب راح ضحيتها ما يقارب 100 ألف مقاتل أو يزيدون، كانت بسبب حب امرأة هي الأميرة هيلين زوجة ميلانوس شقيق ملك اسبرطة لأمير طروادة باريس مما دفعهم للهرب معاً وجعل ميلانوس وشقيقه يجمعون كل الجيوش الإغريقية لشن حرب استرداد الكرامة والأميرة.
حاصر الإغريق المدينة لعشر سنوات دون أمل في دخولها، حتى وصل بهم اليأس وقرروا الرحيل والعودة لبلادهم، حتى أمرهم الملك "أبيوس" ببناء حصان خشبي ضخم مفرغ من الداخل، وكان له ما طلب بالفعل. تشيد أكبر الأحصنة الخشبية في التاريخ ويبلغ طوله 108 متر ومن الوزن 3 أطنان، ليكون أمتن حصان خشبي في العالم.
ملء الحصان بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، فأمر ملك طروادة بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
أقام الطرواديون احتفالات ضخمة بمناسبة رفع الحصار وشربوا كميات كبيرة من الخمور، وفي المساء بعد انتهاء الاحتفالات خرج جنود الإريق من داخل الحصان بينما لازال أهل طروادة في حالة سكر، واستطاعوا فتح البوابات للسماح لبقية الجيش بالدخول.
وكانت هذه هي نهاية المدينة المعروفة، حيث دخل الجيش الإغريقي وقام بقتل كل رجال المدينة وأخذ النساء والأطفال كعبيد، وهنا كانت طروادة أولى الخدع الحربية التي عرفها التاريخ.
