هكذا جسّدت السينما مطاردة السلطة للأبرياء.. ياما في الحبس مظاليم

هكذا جسّدت السينما مطاردة السلطة للأبرياء.. ياما في الحبس مظاليم

قد تخطئ السلطة ممثلة في أجهزة الأمن الطريق، فتطارد الأبرياء بتهم لم يرتكبوها بينما ينعم الجناة الحقيقيون بالحرية. هذا ما حاول صُناع السينما معالجته في عدد من الأفلام التي يستعرضها «شبابيك» في هذا التقرير.

سمك لبن تمر هندي

في هذا الفيلم الذي لعب بطولته محمود عبد العزيز ومعالي زايد وأخرجه رأفت الميهي عام 1988، تقوم السلطة ممثلة في الضابط «ملاك» بمطاردة كلاً من «أحمد» و«قدارة» بتهمة الإرهاب، وذلك على غير الحقيقة.

ملف في الآداب

تتكاتف مجموعة من العوامل، من بينها سوء نية المرشد الذي يرتكن ضابط المباحث الآداب إلى معلوماته المغلّفة بغرض التشفي والانتقام، مع خطأ المخبر بعدم دقة مراقبته وتحرياته، إضافة إلى سوء تصرف ضابط المباحث الذي يعاني جراء أخطاء رئاسته السابقة، مما يجعله يقوم بالعمل على إحكام الاتهام حول من تطوله الشبهات بوسائل غير قانونية، وعندما يصبحون محل اتهام في القضايا التي يقوم بالعمل على ضبطها.

هذه العوامل مجتمعة تتسبب في أن توجه النيابة العامة تهمة القيام بممارسة أفعال مخلة بالآداب العامة إلى ثلاث فتيات على غير الحقيقة، ليتم تقديمهن إلى المحاكمة بهذه التهمة المخلة بالشرف.

الفيلم إنتاج عام 1986، ومن بطولة فريد شوقي، وصلاح السعدني، ومديحة كامل، وإخراج عاطف الطيب.

درب الرهبة

تدبر السلطة ممثلة في الحزب السياسي الحاكم قضية فساد أخلاقي، تتمثل في ممارسة الدعارة لأحد معارضيها من رجال الصحافة، وذلك بهدف إجباره على عدم مناوئة الحزب الحاكم أو الانضمام إليه إذا أمكن، ويترتب علي هذه التدبيرات اتهام امرأة شريفة بنفس التهمة أي ممارسة الفسق نظراً لتصادف وجودها في مسكن صديقتها عشيقة هذا الصحفي، حيث تتم مداهمة المسكن بقصد إحراج هذا الصحفي والضغط المعنوي عليه.

ولأن المرأة الشريفة لا سند لها في مواجهة أية سلطة، لذلك تفشل في إثبات براءتها فتتعرض للحكم عليها بالحبس، فتسعى للهرب، وتحاول الاختفاء عن المطاردات الأمنية في جنوب الصعيد.

الفيلم إنتاج 1990، وبطولة نبيلة عبيد، وصلاح السعدني، وأحمد بدير، وإخراج علي عبد الخالق.

كتيبة الإعدام

يقضي المواطن المصري الشريف «حسن» 14 عاماً في السجن عن جريمة لم يرتكبها بالفعل، نتيجة اتهامه جنائياً بالاستيلاء على مرتبات رجال القوات المسلحة في غضون حرب أكتوبر 1973.

ولا تكتفي الأجهزة الأمنية بقضائه للعقوبة، بل تستمر في متابعته بعد الإفراج عنه، على أمل الوصول إلى مال الدولة المسروق، فيتم تضييق الخناق عليه استناداً إلى الاتهام السابق، رغم أنه لم يرتكب هذه الجريمة التي تصل في تصنيفها الفعلي إلى حد خيانة الوطن. في حين يوضح الفيلم أن الجاني الحقيقي الذي استولى على هذه الأموال قد أصبح واحداً من أصحاب النفوذ.

الفيلم إنتاج 1989، وبطولة نور الشريف، ومعالي زايد، وعبد الله مشرف، وممدوح عبد العليم، وإخراج عاطف الطيب.

3 على الطريق

يقوم شابان من أصحاب الاتجاهات السياسية المعارضة لنظام الحكم بدس منشورات سياسية خاصة بكل جهة من التيارين اللذين يتبعانهما في الشاحنة التي يستقلانها في الطريق البري في صعيد مصر، ويسرعان بالهرب من هذه الشاحنة عند استشعارهما بخطر اقتراب الشرطة من الشاحنة، لينتهي الأمر بالقبض على سائق الشاحنة عند ضبط هذه المنشورات بداخلها.

يعاني السائق كل متاعب احتجازه في مقر الشرطة للتحقق من صحة موقفه، وهو يصير متهماً بحيازة هذه المنشورات المناوئة لنظام الحكم، في الوقت الذي يكون فيه صاحبا المنشورات الأصليان مطلقي السراح، وبعيدين عن أي خطورة أو حتى مضايقة.

الفيلم إنتاج عام 1993، وبطولة محمود عبد العزيز، وعايدة رياض، وحسن الأسمر، وإخراج محمد كامل القليوبي.

البحث عن سيد مرزوق

يقدم الفيلم فكرة أن السلطة من الممكن أن تطارد الأبرياء وذلك من خلال قضية المواطن «يوسف»، الذي يجد نفسه طرفاً أساسياً رغم أنفه في مجموعة أحداث ليوم حاشد بالمفارقات، وينتهي الأمر بهذا المواطن البسيط المسالم إلى أن يكون مطارداً من رجال الشرطة بتهمة قتل خطأ لم يرتكبها فعلاً.

وتبدو المطاردة الملحة على أنها لا نهائية وتحمل دلالات للقضية الفكرية الملحة عن العلاقة بين الفرد والسلطة التي تخطئ الطريق وهو طريق «سيد مرزوق» الفاعل الحقيقي في قضية القتل الخطأ، وتطارد المواطن البرئ وهو «يوسف»، إلى حد أن الفيلم ينتهي بمشهد لقوات الشرطة الزاحفة على أن تملأ حيز الشاشة، باعتبار أن ذلك جزء من المطاردة التي تعرض لها «يوسف».

الفيلم إنتاج 1991، وبطولة نور الشريف، وعلي حسن، وآثار الحكيم، وشوقي شامخ، وإخراج داوود عبد السيد.

المصدر

  • كتاب «وقائع بوليسية في السينما (فك الاشتباك بين الأمن والإبداع)». ناجي فوزي.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية