دينا.. مصر بطعم التاريخ في كأس العالم للحلوى
كعكة لعيد ميلاد جعلت دينا دياب تنضم لمنتخب مصر للحلوى، وتمثيل بلادها في أكبر مسابقات الطعام بانتظار تتويج المنتخب بأفضل كعكة مجسمة في كأس العالم للحلوى.
الكعك المجسم فن من نوع خاص تعرفت عليه «دينا» وأتقنته بل تفننت فيه، ونفذت كعكات مجسمة تحمل طابع التراث المصري.
«دينا» تجيد صناعة الحلوى المنزلية كالكثير من ربات البيوت، ولكن صناعة «تورتة» كانت تجربة جديدة فقررت خوضها لترضي طفلتها التي رغبت في كعكة تقدمها لرفيقتها ليلة ميلادها. التجربة فشلت والنتيجة كانت غير مرضية، لكنها لم تيأس بل قررت التعمق والبحث لتعاود صناعة كعكة لذيذة في المرة القادمة.
وقعت «دينا» في غرام تلك الكعكات المجسمة التي شاهدتها على الإنترنت. جميلة الشكلك ويبدو أن الطعم كذلك. عاودت التجربة مرات بين النجاح والفشل، إلى أن التحقت بدورة تدريبة لتعليم صناعة الكعك والحلوى المجسمة، ودورات أخرى كثيرة عبر الإنترنت أو من خلال ورش العمل حتى أصبحت جاهزة للبدء، بعد أن استطاعت تنفيذ كعكة متماسكة ولذيذة بشكل احترافي بعد سنتين من التعلم.
قررت «دينا» أن يكون لها مكانها الخاص الذي تصنع فيه الكعكات، واستأجرت ورشة صغيرة بجانب منزلها أصبحت هي مصنعها الذي تعد فيه الطلبات بحرية، وجهزت المكان ليكون منفذها ومصدر إلهامها، وساعدها في ذلك ميولها الفنية واللوحات التي كانت ترسمها منذ أن كانت طالبة بكلية التجارة، ومساعدة ابنتيها.
تصنع «دينا» الحلوى وتصورها وتعرضها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». تقول: «عادة أنا بشتغل بالطلب.. والأوردر ممكن ياخد من يومين لعشرة أيام حسب التصميم والمكونات وعدد الأفراد». التفرد الذي استطاعت تحقيقه في ذلك المجال هو صناعة حلوى جميلة الشكل وحلوة المذاق.
الخامات التي تحتاجها في مهمتها كانت العائق الأول بالنسبة لها، فهي تحتاج أنواع معينة من عجينة السكر التي تستخدمها في صناعة الحلوى. في البداية كانت تشتري من الخارج لتحصل على أنواع جيدة، ولكن التكلفة المادية كانت مرهقة وخاصة أن العملاء لا يتفهمون أسعار منتجاتها المرتفعة بعض الشيء. تقول «السعر مختلف ومش ثابت ومتوقف على عدد الأفراد والخامة والحشو ونوعه وكمان المجهود».
نقلت «دينا» خبرتها في المجال التي تمتد لنحو 9 سنوات إلى الذين طلبوا منها أن تلقي محاضرات ودورات تدريبة. قامت بتدشين مركز لتعليم صناعة الحلوى بالقاهرة، وآخر في الإسكندرية تلقن فيه الدورات، بل وطافت في عدد من البلدان العربية تحاضر في فن صناعة الكعكات المجسمة.
بالبحث والتعمق في عالم صناعة الحلوى وخاصة الكعكات، جعلها ذلك تنضم لعدد من المسابقات العالمية في ذلك المجال وتشارك في المعارض التي يدشنها أشهر الطهاة حول العالم، وتفوز باستحقاق. ففي مسابقة «لاكوزين» العالمية حصلت على المركز الثاني وفي العام التالي اختارتها إدارة المسابقة أن تنضم للجنة الحكام من خلال خبرتها في المجال.
انجازها في تلك المسابقة سمح لها بالانضمام إلى منتخب مصر للحلوى، بعد أن برز اسمها في المجال خاصة بمشاركتها في إحدى المسابقات بكعكات مميزة تحمل طابع التراث المصري، ومن صفحات التاريخ اختارت أشكال ورموز فرعونية وتراثية ونحتها عبر عجينة السكر، وأنتجت كعكة بمذاق التاريخ.
تستعد «دينا» للمشاركة في كأس العالم للحلوى بإيطاليا في عام 2019 وتأمل في رفع اسم بلادها وسط 40 دولة مشاركة. لم تفز مصر في تلك البطولة التي تعقد كل عامين من قبل ولكن هل ستنجح «دينا» في إضافة إنجاز ذو مذاق حلو للتاريخ؟
بالرسم.. «سارة» تواجه العنف ضد الأطفال