عادل هيكل.. الذي رفض الاحتراف في أوروبا من أجل الشياطين الحمر
لم يكن عادل هيكل حارس مرمى النادي الأهلي الراحل يدرك أن بداية مشواره مع القلعة الحمراء سيقوده إلى التهديد بالقتل من أحد مشجعي فريقه.
التهديد جاء خلال مباراة الأهلي أمام فريق الترام، والتي جاءت بعد هزيمة الأول من الترسانة بسداسية نظيفة. قبل بداية الشوط الأول قال أحد مهووسي الفريق الأحمر لـ«هيكل» في نبرة حادة لا تقبل مجرد النقاش أو المساومة «لو الأهلى خسر هقتلك.. دى أول مرة الأهلى يدخل فيه 8 أجوال فى أسبوع». جاءت الرياح بما هوى حارس الأهلي وانتهت المباراة بالتعادل.
لحظات لن ينساها محمود الخطيب داخل المستطيل الأخضر
والغريب أن مباراة الترسانة هذه كانت أول مباراة لـ«هيكل» مع الفريق الأول، ورغم الأهداف التي أمُطرت بها شباكه، إلا أن المشرف على الكرة وقتها مختار التتش سارع إلى الحارس وقال له إنه سيكون أفضل حارس مرمى في مصر، وهو ما تحقق بالفعل في فترة الأربعينيات والخمسينيات.
بداية مأساوية
لم تكن بداية هيكل مع الفريق الأول هي البداية السيئة الأولى له خلال مشواره الكروي، ففور انضمامه لفريق الناشئين، وكان عمره 13 عاماً، واجه سوء حظ عندما أصيب بكسر مضاعف في ذراعه اليمنى، لكن مسئولي الأهلي في ذلك الوقت لم يتخلوا عنه وتولوا رعايته.
ولم يكد يتعافى من الكسر حتى أصيب بالتيفود، إلا أنه شُفي بعد أن حصل على الدواء الذي كان من المقرر أن يأخذه الفنان نجيب الريحانى قبل وفاته بعد تأخر وصول الدواء من أمريكا.
تجاوز حارس المرمى الناشئ بداياته غير الموفقة، ولعب مع فريقه لمدة عامين فتألق وزاد عن مرماه، حتى لفت أنظار المدرب العالمى بروشتش مدرب مصر وقتها، فاختاره لحراسة عرين المنتخب.
بعبع وإخطبوط
ومن المفارقات الغريبة في مشواره الكروي أن الزمالك لم يفز على غريمه التقليدي الأهلي طوال مشاركات هيكل أمام الفريق الأبيض، حتى حاز عن جدارة لقب «بعبع الزمالك». وكان أداؤه المتميز أمام إيطاليا وتركيا خلال منافسات دورة البحر المتوسط سببا في تلقيبه بـ«الإخطبوط».
وبلغة الأرقام التي لا تكذب، حقق هيكل خلال مشواره مع الأهلي 10 بطولات دوري، و 6 بطولات كأس مصر، ومع المنتخب حقق بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959 وتم اختياره كأفضل حارس مرمى في البطولة ذاتها.
الاعتزال والفن
تألق هيكل الملفت للنظر جذب مسئولي الأندية الأوروبية الذين سعوا للتعاقد معه، فطلب نادى بنفيكا البرتغالي ضمه مقابل 50 ألف دولار، وعرض عليه جالطة سراى التركى الحصول على الجنسية والانتقال إليه، لكن هيكل رفض، بسبب عشقه للشياطين الحمر.
وكما بدأ هيكل مشواره الكروي بكسر في ذراعه، فقد أنهاه بسبب خلع فى الكتف، لتكتب هذه الإصابة المشهد الأخير له داخل المستطيل الأخضر حيث أعلن اعتزاله عام 1969 .
لم تمنع حراسة مرمى النادي الأهلي والمنتخب الوطني الأخطبوط من إشباع رغبته الفنية وحبه للتمثيل، فشارك في ثلاثة أفلام هي «إشاعة حب» عام 1960 مع الفنانين يوسف وهبي وعمر الشريف وسعاد حسني، و«مذكرات تلميذة» عام 1962 مع الفنانين أحمد رمزي، ونادية لطفي، وحسن يوسف، و«حديث المدينة» عام 1964 مع الفنانتين سميرة أحمد، وشويكار.