شاعر الديوان الفائز بجائزة الفاجومي يحكي عن «طرق الانتحار الآمن»!
يحكي عن الإحباط والغربة، والتمرد والعودة والوقوف مجددًا، أو ربما العودة من الموت مجازًا، عبر ممرات الانتحار الآمن، أو طرقه كما سماها الشاعر أحمد عثمان، في ديوانه الجديد الذي فاز بجائزة أحمد فؤاد نجم لعام 2018، وحصل على المركز الأول من بين 10 أعمال وصلت للقائمة القصيرة للجائزة.
«عثمان» يقول إن ديوانه الجديد يحكي عن تجاربنا الحياتية، ويتكلم عن العذابات التي نتعرض لها كل يوم في مشوار الحياة القاسي، لكن العودة دائما كانت هدف عبر طرق الانتحار الآمن، أو ما يمكن تسميته بالنهوض بعد السقوط، والتمرد على الصعوبات.
«لحظة عظيمة كنت أجني مجهود 9 سنوات من العمل والمثابرة وتطوير الذات» هكذا يصف «عثمان» لحظة إعلان اسمه كفائز بجائزة الفاجومي، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع الفوز، إلا أنه علم عن طريق تسريب بعض الأخبار أنه ضمن القائمة القصيرة المرشحة للفوز بجائزة شعر العامية، التي تصدرها مؤسسة ساويرس الثقافية.
كواليس التقدم بالديوان للمسابقة يحكيها «عثمان»، في حديثه لـ«شبابيك»، مؤكدا أنه بالاتفاق مع دار «تويتة»، التي طبعت الكتاب، تقدم للمسابقة، مؤكدا أن خبر الفوز جائه صدفه، ولم يكن يتوقعه.
قبل الإعلان الرسمي بيومين نشرت إحدى الصحف الخاصة خبرا عن فوز «عثمان» بالجائزة الأولى بالمسابقة، فتواصل مع لجنة التحكيم ليستفسر عن الأمر إلا أنه أخبروه أن الأمر مجرد إشاعة، وأكدوا له أن ديوانه ضمن العشرة دواوين بالقائمة القصيرة.
يعتز «عثمان» بديوانه الفائز، قائلا: «أجمل ما فيه أنه صدر بإهداء للشاعر الشاب الراحل أحمد عفيفي».
في تقريرها عن الدواوين المشاركة قالت لجنة التحكيم إن ديوان «طرق الانتحار الآمن» هو الأكثر استحقاقا للجائزة، من بين الدواوين المشاركة.
وقالت اللجنة إن «عثمان» نجح في الدمج بين المعرفة العلمية بأصول الشعر العامي، والتراث، وأنه أظهر وعيا جماليا ونضجا معرفيا بالمجتمع.
وأشارت إلى أنه الديوان أظهر قدرة صاحبه على كتابة جملة شعرية غير صارخة أو تقريرية، كما أظهر الشاعر أيضا مهارته في صياغة مجازات حية وفاعلة، تخدم نصوصه كثيرا.
وبالعودة لـ«عثمان»، يقول إن شعر العامية عادة ما يكون عبارة عن تجارب ذاتية، وتعبير عن مواقف حياتية يومية، ناصحا شباب الشعراء بضرورة السعي نحو الرقي بالذوق العام، وتناول قضايا الناس في قصائدهم، والبساطة في العبارات.
«عثمان» يقول إن فؤاد حداد هو شاعره المفضل، والملهم بالنسبة لهم، فتجربته شاملة ومبدعة، لذا كان حريصا في قصائده على مجاراته في طريقته الساخرة المعبرة عن الواقع بشكل ضاحك، وغزل «الأفيه» المصري في عبارات القصيدة.
ويعكف «عثمان» حاليا على كتابة باقي روايته التي تأخذ طابع السيرة الشعبية، ويتناول فيها حكاية رجل هائم من المشردين، ويعيش في منطقة شعبية، يحكي من خلاله واقع المجتمع المصري.