«الحيوانات»...أبطال مجهولون في حروب الإنسان
على مر التاريخ؛ ساعدت الحيوانات الإنسان في الكثير من المجالات كالنقل والطعام وغيرها، وحينما بدأ الإنسان حروبه لم تقتصر الوسائل التي استخدمها على الأسلحة النارية المتطورة فقط، بل استخدم أيضا عددا كبيرا من الحيوانات في معاركه مستفيدا من قدراتها وحواسها الفطرية الفريدة لصالحه.
الخفافيش
بعد إجراء بعض التجارب على الحيوانات خلال الحرب العالمية الثانية، اقترح أحد الأطباء استخدام الخفافيش في حرق وتفجير اليابان، من خلال وضع قنابل بجسد الخفافيش وتمرينهم على الطيران إلى اليابان وحرقها.
ولكن الخفافيش لم تكن متعاونة مع المجهودات الأمريكية، والتمويل المالي كان 2 مليون دولار فقط، فبعض الخفافيش ألقت القنابل قبل وصولها إلى المكان المحدد لها بالتفجير، والبعض الآخر ذهب في اتجاهات أخرى دون رجعة.
الكلاب
بسبب حاسة شمها القوية استخدمت الكلاب بصورة كبيرة للبحث عن الألغام والقنابل، ففي حرب فيتنام استخدمت الولايات المتحدة أكثر من 4000 كلب مدرب.
الثعابين
أكد أحد علماء الحيوان أنه في الحروب اليونانية القديمة، كان المحاربون يستخدمون الثعابين كقذائف ويلقونها على العدو من أجل نشر الرعب والذعر في قلوبهم قبل أن يقوموا بالهجوم.
استخدام الثعابين عند اليونان لم يتوقف على إخافة العدو فقط، بل كان يتم استخدامها بعد إزالة السم منها في بعض الطقوس الدينية قبل الحرب.
وقام جنرال القرطاجيين «هانيبال باركا» في إحدى معاركه عام 190 قبل الميلاد، بملء الكثير من الصناديق بالثعابين السامة، وقبل التحام الجيوش، قام بكسر الصناديق بالقرب من جنود الأعداء، وحدثت فوضى عارمة ومات الكثير من جنود العدو بسبب لدغات الثعابين.
سرطان البحر
طورت الشركات التكنولوجية التي تعمل لصالح الجيش الأمريكي جهاز البحث عن الألغام في الأماكن القريبة من الأمواج والمياه، وقد تم تصميم هذا الجهاز بنفس التكوين الجسدي لـ سرطان البحر، وذلك لأن هذا التكوين الجسدي قادر على موازنة نفسه أمام الأمواج الهائجة دون أن يغرق
الفئران
هناك طريقة وحشية وفريدة لتعذيب أسرى الحروب والمساجين منذ الحروب الوسطى، وهي تعتمد على القدرة القوية لدى الفئران على مضغ اللحم والعظام، ويتم ذلك من خلال ربط الأسير على ظهره وتثبيته في الأرض، ثم يحضرون دلو ساخن، ويملأونه بالفئران ويضعونه على جسم الأسير، وخاصة منطقة المعدة والصدر، وبسبب السخونة تقوم الفئران بمضغ جسد الأسير حتى تتغلب على سخونة الماء، وتلك الطريقة تم استخدامها مع الأسرى في حرب فيتنام.
القطط
في ستينات القرن الماضي استخدمت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) القطط، كعملاء للتجسس على الاتحاد السوفيتي، وتم تجهيز القطط بكاميرات مراقبة وميكروفونات لتسجيل حوارات بعض الأشخاص المهمين في الحدائق العامة.
أسنان سمكة القرش
تم استخدام أسنان سمكة القرش لصناعة السيوف في تصنيع أسلحة العصور القديمة من أجل المعارك.
الأفيال
كثيرا ما شاهدنا في الكثير من الأعمال الدرامية التاريخية استخدام الخيول في الحروب، سواء كوسيلة نقل أو لشن هجوم أثناء الحرب، ولكن الغريب هنا هو استخدام الأفيال في وقت الحرب.
شاركت الأفيال في الحرب العالمية الأولى عن طريق نقل معدات حربية ضخمة، فنقل معدات ثقيلة لم تكن من المهام التي تستطيع الخيول أن تقوم بها، فهي كانت مفيدة في هذا الوقت الذي لم يكن هناك تطور تكنولوجي حينها أو وسائل نقل سريعة متطورة.
الدلافين في حرب الخليج
تمتلك الدلافين قدرة فطرية على تحديد المواقع من خلال صدى الصوت، وقد استغل الجيش الامريكي تلك الحاسة لدى الدلافين في العثور على أي أجسام غريبة تحت الماء، مثل الألغام والقنابل بهدف حماية البحرية الأمريكية من أي عدوان بحري من قِبل الأعداء في الحرب.
وخلال حرب الخليج الأولى والثانية، استخدمت القوات البحرية الأمريكية، ما يزيد عن 70 دولفين للمساهمة في الحرب؛ وهذا بسبب المهارات التي تمتلكها الدلافين بالإضافة إلى الذكاء الحاد.
بعد ذلك قامت البحرية الأمريكية بتخصيص حوالي 14 مليون دولار أمريكي سنويًا من أجل تدريبات أفضل للدلافين العسكرية، وتلك الميزانية مخصصة للمشروع حتى عام 2020.
معركة النحل
أثناء الحرب العالمية الأولى، قامت القوات الإنجليزية البريطانية بالهجوم على مدينة طنجة لهزيمة الألمان المتواجدين فيها، فقام السكان الأصليون للمدينة بزراعة الكثير من أعشاش النحل في ميدان للمعركة، وبمجرد أن بدأ الهجوم البريطاني، أصبح النحل في حالة من الهياج، وطار الكثير من النحل مستهدفًا كلا الطرفين باللدغات المؤلمة.
ولأن عدد الجيش البريطاني يفوق عدد الألمان كانت الضحايا من هذا الجيش أكثر من الآخر، ليفوز في هذه المعركة الجيش الألماني ولكن بشكل ظاهري، لأن الفائز الحقيقي هي مدينة طنجة التي حماها أهلها بالنحل انتقامًا من الطرفين في معركة تاريخية سميت بمعركة النحل.