معلومات عن البطريق.. يعيش في مستعمرات ويقدس الحياة العائلية
المعلومات عن البطريق قد تكون قليلة للبعض، وربما لا يعرف الكثيرون أن حياة البطريق تشبه الإنسان في كثير من الأمور، حيث أنه يقدس حياته العائلية، ويعيش في جو أسري يمتاز بالألفة يتوزع فيه الأدوار بين الذكر والأنثى، كما أنه يعيش في مجموعات عائلية تشبه المستعمرات البشرية.
ينتمي طائر البطريق لرتبة الطيور وحيدة العائلة، وهو ما يعني أنه يقدس عائلته، ولا يغيرها، في مواسم التزاوج كما تفعل بعض الكائنات الأخرى.
يقضي البطريق طول حياته في المحيطات، ورغم أنه يمشي بطريقة غير رشيقة، ومتثاقلة إلا أن البطاريق قادرة على المشي بسرعة الإنسان، وتتسلق المرتفعات والمنحدرات الصخرية، كما يمكنها التزحلق على الجليد بسرعة فائقة، عن طريق النوم على بطنه فوق المرتفعات الجليدية.
ويعد طائر البطريق بطل سباحة من طراز خاص، حيث أن بعض المراجع العملية تقول إنه طائر فقد القدرة على الطيران منذ آلاف السنين، لذا يسبح في الماء بنفس طريقة الطيران، وبسبب ثقل جسده تحولت أجنحته إلى ما يشبه الزعانف.
يستطيع البطريق السباحة لمدة 10 ساعات متواصلة، يقطع 3 كليو متر في الساعة، إلا أنه يحتاج للخروج للسطح كل دقيقة لأخذ النفس.
يشكل جسد البطاريق معطف ثقيل يحميه من الماء المتجمد في حالة السباحة فيه، كما أن بعض أنواعه تمتلك طبقتين من الريش أحدهما عازلة للماء تمام عن الجسد، كما أنه يتمتع بطبقة دهنية سمكية تحميه من برودة الطقس.
تتشكل البطاريق حول العالم من 17 نوع يتركزون في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ويعد بطريق الإمبراطور أو الملك هو أكبر الأنواع من حيث الحجم، حيث يصل طوله إلى متر وثلاثة أرباع المتر، ويزن 45 كيلو تقريبا، بينما أصغر نوع يبلغ طوله حوالي 30 سنتيمتر، ويبلغ حوالي 3 كيلو.
تبحث البطاريق عن فريستها في البحر، ونظرا لكونها تستهلك كميات كبيرة من الطعام، تسبح في أماكن التجمعات السمكية، وتراعى دوما أن تكون منطقة الإبحار أمنة فهي هدف سهل لأسود وعجول البحر والحيتان القاتلة.
تعيش 8 أنواع من البطاريق في الجزر القريبة من نيوزيلاندا وأستراليا، وتعيش 3 أنواع في جنوب أمريكا، بينما يوجد نوع وحيد في جنوب أفريقيا، و6 أنواع تعيش في القطب الجنوبي المتجمد.
مساكن البطاريق تكون عباره عن بيوت صغيرة تبنيها بالقرب من الأشجار، أو على حافة الصخور القريبة من الماء، تضع فيها الأنثى بيضها، ويتولى الذكر بعدها مهمة رعاية البيض لمدة أسبوعين يقضيها صائما عن الطعام، حتى يفقس بيضه، فتتولى الأم مهمة رعاية الصغار.
ويتميز بطريق الإمبراطور عن غيره من الأنواع الأخرى في أنه لا يبني عش، لكنه يتمتع بخاصية ربانية تمكنه من حفظ بيضه داخل جسده، وتتولى الأنثى هذه المهمة، إلا أن الذكر يشاركها بعض الأوقات في حمل البيض عنها لتستريح.
الغريب في حياة البطريق أم من يعيش في لمنطقة الجنوبية المتجمدة لا يهاجر في موسم التزاوج كما يحدث مع الذين يعيشون في باقي المناطق، الذي يسافرون مئات الأميال لقضاء موسم التزاوج في المناطق الشمالية من العالم.
ويستطيع البطريق التعرف على أفراد عائلته بكل سهولة من خلال الصوت الذي يصدره الأب والأم، حين العودة لمكان الصغار، ولا يمكن أن يختلط عليه الأمر، خاصة الإناث الذين يغيبون عشرات الشهور في مهمة جمع الطعام.
في مستعمرات البطاريق يحرص الأباء على تجميع الصغار متجاورين لحمايتهم من الطقس السيء.