«الملكة فكتوريا».. حكاية أهم ملكة في تاريخ  بريطانيا

«الملكة فكتوريا».. حكاية أهم ملكة في تاريخ بريطانيا

في صباها كانت فتاة منفلتة تحب التنزه، وتعشق اللعب، غير أن كل الأمور تغيرت في بمجرد أن نما لعلمها أنها ستكون ملكة الإنجليز، وستحكم المملكة المتحدة بكل ما فيها من خيرات، وتقلبات، لتجسد الملكة فكتوريا نقطة فاصلة في تاريخ ملوك بريطانيا عبر العصور.

في كتابها أشهر ملكات التاريخ تقول الكاتبة، ليدا هويت فارما، إن الملكة فكتوريا، وإليزابيت هما أشهر ملكتين حكمتا إنجلترا في التاريخ، رغم أنهما كانا متناقضتا الطباع، فإليزابيت غير متزوجة متسلطة ومغرورة فخورة متطرفة، بينما فكتوريا كانت أم رءوم، شديدة العطف على أسرتها.

في عام 1819 ولدت الملكة فكتوريا وهي حفيدة جورج الثالث ملك إنجلترا، ووالدها ادواردوا دوق كنت رابع أولاد الملك، وكانت أمها سلسلة أشهر عائلات المملكة المتحدة، إلا أن والدها لم يعش معها طويلا.

أب مديون

شاءت الأقدار أن ترى الملكة الصغيرة والدها، وعاشت حياتها في كنف أمها وعائلتها، حيث توفى والدها وهي في الشهر الثامن من عمرها، وكان رقيق الحال كثير الديون، ولم يكن مرتبه يتجاوز 7 آلاف جنيه، وهو رقم زهيد جدا لرجل من الأسرة الحاكمة تعيش عائلته حياة في ترف، وتوفي إثر التهاب الرئتين.

بعض الكتاب يعتبرون الملكة فكتوريا أهم حاكم تولى مسؤولية المملكة المتحدة حيث استطاعت أن تنهى حربا دموية وتنهى خلاف دام لعصور بين مملكتها وفرنسا، وكان ذلك في العام 1870 حيث وقعت الحرب الشهيرة بين الفرنسيين والجرمانيين، وفاز الألمان بالحرب وهو ما أسفر عن تقهقر قيادات فرنسا.

بحنكة غير معهودة من ملوك بريطانيا حاولت فكتوريا استغلال هذا الحدث واستقبلت نابليون الثالث وأسرته فأوته وأكرمته في بلادها، حتى عاد للحكم مرة أخرى وانتصرت بلاده وانتهى بذلك الصراع بين الفرنسيين والبريطانيين للأبد.

فتاة مرحة

شبت فكتوريا في حياة مرحة وكانت تعشق التنزه واللعب مع شقيقتها، وركوب الخيل، ولم تكن تعلم أنها مؤهلة للحكم يوما ما، وكانت بعيدة عن أسرة والدها، حتى أنها لم تزر الملك جورج الرابع، عمها إلا وهي ابنة 17 عاما، وكان ملكا جاف الطباع مكروه من شعبه.

 ظلت فكتوريا تتلقى العلوم والموسيقى حتى عام 1830 فتوفي جورج الرابع وتولى العرش أخوه وليم الرابع، وكان رجل ذكيا أصلح ما أفسده أخوه، وحاول التقرب من عائلته التي نحاها شقيقه عن أمور الحكم، وقرب ابنة أخيه من مجلسه، وفي هذه الأثناء عرفت فكتوريا أنها هي المرشحة لولاية العهد وحكم البلاد.

قبل ذلك لم تكن فكتوريا تعلم بذلك رغم أن البرلمان كان قد أعلنها وريثة للحكم، إلا أن أمها أخفت عنها ذلك، ولما علمت قالت «سأكون ملكة صالحة».

 بعد عامين فقط من صولها للحكم لم تعد فكتوريا تلك الفتاة الساذجة، لذلك أقلقها رغبة ابن خالها البرت في زيارة القصر، وتعاملت معه بحذر في البداية حتى أنه خشى أن يكون حبها القديم لها قد انتهى، وكان قد أتم دراسة الجامعية وطاف أوروبا مع البارون، وبعد فترة طلبت منه الزواج، وتزوجا في حفل ملكي صاخب.

أم رحيمة

بلغ عدد أبنائها الملكة فكتوريا من زوجها ألبرت، 9 أبناء غالبيتهم تزوجوا من حكام أوروبا لتكون بهم وحدة أوروبية واسعة، وعرف عنها أنها كانت أم رحيمة وصالحة.

كانت فكتوريا تحتفظ دائما بدفتر يوميات مُفَصَّل، وهي العادة التي بدأتها عام 1832 وهي لا تزال في سن الـ 13 عاماً إلى أن وصل عدد صفحاته إلى 43 ألف صفحة عند وفاتها عام 1901. وكانت تدون في ذلك الدفتر أفكارها ومشاعرها تجاه مواضيع متنوعة مثل رؤساء وزرائها، آرائها السياسية وأفكارها الحميمة عن زوجها الأمير ألبرت.

 

المصدر

  • كتاب أشهر ملكات التاريخ، للكاتبة، ليدا هويت فارما

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية