رئيس التحرير أحمد متولي
 سخانات المياه تقتل طالبا في جامعة الأزهر.. وتحذير لزملائه: «محدش يتكلم عن الموضوع»

سخانات المياه تقتل طالبا في جامعة الأزهر.. وتحذير لزملائه: «محدش يتكلم عن الموضوع»

اضطر الطالب أسامة إبراهيم السير على قدميه أكثر من 200 متر في البرد الشديد من أجل الاستحمام بماء ساخن في أحد مباني مدينة جامعة الأزهر بمدينة نصر، مما عرضه للإصابه بالتهاب رئوي حاد أدى إلى وفاته وسط ذهول الأصدقاء جراء ما وصفوه بالإهمال الشديد من الإدراة الطبية والتحذير من التحدث حول الواقعة.

معاناة طالب الفرقة الثانية بكلية اللغات والترجمة استمرت 5 أيام من السبت 5 يناير وحتى ساعات متأخرة من يوم الأربعاء 9 يناير.

يسكن أسامة إبراهيم القادم من محافظة أسيوط في مبنى عمر بن عبد العزيز بالمدينة «أ»، ويشتكي طلاب هذا المبنى من عدم وجود سخانات مياه وتعرضهم للإصابة بالبرد المستمر بسبب المياه شديدة البرودة.

عاد أسامة من امتحان يوم السبت، وقرر الذهاب لمبنى «الإمارات» في مدينة «ب» للاستحمام، نظرا لأن هذا المبنى به سخانات مياه.

يقول طلاب مقربين من أسامة في حديثهم لـ«شبابيك» إن المسافة ما بين المبنيين كبيرة، وبسبب سوء الأحوال الجوية تعرض الطالب أسامة للإصابة بالبرد الشديد.

بمرور الأيام تزداد حالة طالب اللغات والترجمة سوءا رغم شراء زملاءه بعض الأدوية من الصيدلية لكنها لم تجد نفعا.

حضر ابن محافظة أسيوط الامتحان المقرر عليه يوم الثلاثاء، لكن حالته الصحية أصبحت أكثر سوءا، يقول أحد الطلاب: «بدأ يرجع ويرتعش وظهرت عليه أعراض غير طبيعية، والحالة ساءت على العصر وبقى بيتنفس بصعوبة».

لجأ زملاء أسامة إلى المشرفين في المبنى، وذلك قبل العشاء، فوجههم المشرفون بالذهاب بالمريض إلى طبيب المدينة، لكن الطلاب لم يتمكنوا من نقل أسامة، ومن ناحية أخرى رفض الطبيب الحضور إلى غرفة المريض، حسب رواية بعض طلاب مقيمين في نفس المبنى لـ«شبابيك».

بعد فشل محاولات إحضار الطبيب إلى غرفة طالب كلية اللغات والترجمة، اتصل المشرفون بسيارة إسعاف لنقل الطالب إلى مستشفى الزهراء، يؤكد من رافقوا أسامة «الإسعاف نزلونا في الشارع، ومرضيوش ينزلونا جوة المستشفى».

حضر عدد من أفراد عائلة أسامة إبراهيم إلى المستشفى، وأُخبروا أن التشخيص يؤكد إصابته بالتهاب رئوي حاد.

قرر أهالي الطالب نقله إلى مستشفى الصدر لكنهم لم يجدوا مكانا وكذلك في مستشفى رابعة، حسب تصريحات عدد من الطلاب لـ«شبابيك» وانتقلوا به إلى مستشفى المقطم.

تواصل زملاء أسامة مع أٌقاربه الأربعاء الساعة 11 مساء لمناقشة إجراءات تأجيل الامتحان في اليوم التالي، ومع صباح الخميس 10 يناير تفاجأوا بخبر وفاته.

قررت إدارة المدينة الجامعية نقل الطلاب المرافقين لأسامة خشية إصابتهم بفيروس غريب تسبب في وفاة زميلهم، وأحضروا لهم أطباء من الإدارة المركزية لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية التي أكدت سلامتهم.

المشرفون أكدوا للطلاب أن زميلهم توفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوي، وشددوا عليهم بعدم الحديث عن هذه الواقعة.

ردود فعل الطلاب

 

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.