القذافي في مذكرات المخابرات الأمريكية.. متهم باغتيال السادات ومباراة منعته من إعلان حدث مهم

القذافي في مذكرات المخابرات الأمريكية.. متهم باغتيال السادات ومباراة منعته من إعلان حدث مهم

لم يُثر حاكم عربي الجدل مثلما أثار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لذا احتل مساحة من مذكرات رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ومديري الـ «سي آى إيه» بعد إحالتهم للتقاعد.

اغتيال السادات

وصف الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان في مذكراته التي كتبها بخط يده خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض بين العامين 1981 و1989 الزعيم الليبي معمر القذافي بأنه «رجل ثائر»، ووجه له اتهامات بأنه يقف وراء اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وقال ريجان في مذكراته التي منحها عنوان «حياة أمريكية. سيرة ذاتية» وصدرت عن دار هاربر كولنز  «أحاول ألا أحمل ضغينة للذين اغتالوه لكني لا أقدر، لقد ظهر القذافي مرتاحاً على شاشة التلفزيون فيما سار شعبه محتفلاً في شوارع ليبيا بموت السادات، وأذاع بياناً من الإذاعة الليبية دعا فيه لقيام حرب جهادية قبل تأكيد نبأ مقتل السادات. لابد أن هذا البيان أُعد سلفاً. بكلمات أخرى كان يعلم أن الاغتيال سيقع بسبب الاضطرابات التي شهدتها الساحة المصرية في أيام السادات الأخيرة».

مباراة كرة قدم

وفي مذكراته الصادرة عام 2007 ومنحها عنوان «في قلب العاصفة.. سنوات في الـ سي. آي . إيه»، تناول جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية جانباً من علاقة بلاده بليبيا خلال فترة وجوده في منصبه.

تناول تينيت ذكرياته عن القذافي في سياق حديثه عن تفكيك البرنامج النووي الليبي، وفي هذا الحديث يروي أموراً مهمة بعضها لا يخلو من الإشارة إلى خفة الظل وروح الدعابة، التي يتميز بها الرئيس الليبي، وأيضاً تعامله مع القضايا على طريقته الخاصة جداً بغض النظر عن الطرف الآخر.

ويروي أنه تم الاتفاق مع القذافي في ديسمبر 2003 على أن يتخلى عن برامج أسلحة الدمار الشامل، وتم الاتفاق على أن يعلن الزعيم الليبي أولاً لشعبه ذلك، ثم يأتي دور رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يرحب بهذا الإعلان، ثم يقوم بعد ذلك الرئيس الأمريكي جورج بوش بالتعقيب على ذلك.

لكن الصدمة الكبرى حدثت عندما قام القذافي بتأجيل الإعلان في الليلة المتفق عليها، وعندما استفسر المسئولون البريطانيون والأمريكيون من نظرائهم الليبيين عن السبب، أخبروهم أنه الزعيم الليبي سيكون منشغلاً بمشاهدة مباراة لمنتخب بلاده التي سينقلها التلفزيون، كما أنه لا يريد إفساد تركيز جماهير الكرة الليبية على متابعة منتخبهم في مباراة مهمة بالإعلان عن أشياء لا تهمهم كأسلحة الدمار الشامل.

التجسس الفرويدي

وقد استخدمت المخابرات الأمريكية علماء النفس وأخصائيين نفسيين لتحليل المعلومات الخام وتحليلها لمعرفة الحالة النفسية لرؤساء العرب، وكان من بينهم العقيد معمر القذافي التي كانت حالته النفسية أهم ما يشغل أجهزة الـ«سي أي إيه» خاصة أثناء توتر العلاقات الليبية الأمريكية وهو ما يُعرف في أوساط المخابرات باسم «التجسس الفرويدي».

وتوصلت المخابرات إلى أن القذافي امتص بشكل مبالغ فيه الخصائص البدوية، كالتعصب الديني، والإحساس الحاد بالكرامة، والتقشف، وكراهية الأجانب، والحساسية تجاه الإهانات، وكل ذلك كان بسبب الظروف التي تعرض لها في بداية حياته خلال سنوات دراسته الأولى من اضطهاد أهل المدينة بسبب الحالة التي عاشوا فيها في العهد الملكي.

المصدر

  • كتاب «الحكام العرب في مذكرات زعماء وقادة ورجال مخابرات العالم». مجدي كامل.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية