في وقائع عض كلاب أولاد الذوات.. «القانون لا يحمي الفقراء»؟

حوادث متكررة بطلها في الغالب كلاب شرسة، يخرج أصحابها رفقتها للتنزه ليعود وفي مخالب كلبه وأسنانه جزء من لحوم الفقراء، أو الأطفال العائدون من مدارسهم، وبعد ساعات من التحقيقات المطولة ينتهي الأمر بحفظ القضية غالبا والتصالح بين الطرفين، وفي بعض الأحيان تؤول الأمور لما هو أسوأ من ذلك.

كلب الست

في أوائل ستينيات القرن الماضي، كتب أحمد فؤاد نجم قصيدته الشهيرة، «كلب الست» والتي هاجم فيها السيدة أم كلثوم بعد عقر كلبها أحد المارة بمنطقة الزمالك.

الفاجومي كتب قصيدته بعدما طالع في جريدة الأهرام عنوان عريض يقول «حفظ التحقيقات في قضية كلب أم كلثوم» العنوان أثار حفيظة نجم ليبدأ في ترديد مقولته إلى أن يصل لقلب القضية «قصره يعني هي كلمة.. ليها كلمة ف الحكومة.. بس ربك لجل حكمة.. قام حرمها م الأمومة، إلى أن يصل.. تعمل ايه الست جابت .. فوكس رومي وله ودان»

كلب السيدة الأشهر في مصر والوطن العربي لم يتسبب فقط في عض أحد المارة لكنه ألقي بأحمد فؤاد نجم في السجن، فكما يقول في إحدى حفلاته «هذه القصيدة خربت بيتي وكانت السبب في نهاية فرقة عكاشة المسرحية التي كان نجم أحد أفرادها.

قصة كلاب أبناء الذوات مع الفقراء لم تقف عند آم كلثوم، لكنها امتدت لعشرات الحوادث، كان أخرها ما حدث في فبراير 2019 بمنطقة التجمع، حيث هاجم كلبين أحد الأطفال بالشارع، وتسببوا في إصابته بجروح قطعية، إلا أن مالكي الكلاب في كل الوقائع لم يجرموا، أو يمنعوا من تربيتها.

كلب الهرم.. أغلى من ابنكم

في مايو 2015، عقر كلب مملوك لأحد المواطنين بمنطقة نزلة السمان، طفل يدعى محمد مصطفي 6 سنوات، الغريب في هذه القضية أن صاحب الكلب لم يعتذر لأسرة الطفل كما معتاد.

ووفقا لما نشر وقتها نقلا عن أسرة الطفل قال صاحب الكلب إن كلبه «مرخّص وثمنه 100 ألف جنيه وأغلي من ابنكم» رغم تشويه وجه الطفل بسبب الإصابة، وانتهى هذا الأمر بتعهّد صاحب الكلب، بتحمّل نفقات علاج الابن شريطة عدم تحرير محضر.

الأمر نفسه تكرر بعد عدة أشهر في عام 2015، عندما هاجم كلب بمنطقة الهرم طفلة أثناء مرورها بالقرب من منزل صاحب الكلب، ما أدى لإصابتها بجروح بمناطق متفرقة بالجسد.

والدة الطفلة حررت محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة وانتهت القضية بتصالح الطرفين مقابل تحمل صاحب الكلب علاج الصغيرة.

كلب مصر الجديدة

الأمر كان أكثر عنفا في أكتوبر 2018، حينما هاجم كلب أحد السيدات بمحيط مدرسة الشهيد نبيل الوقاد بمصر الجديدة، أحد التلاميذ بتحريض من مالكته ردا على اعتداء التلميذ على ابنتها داخل المدرسة.

وقتها أضطر والد الطفل المصاب للتنازل عن المحضر قائلا «أنه على قد حالي ومش عايز مشاكل»ووقتها قررت النيابة الجزئية، إخلاء سبيل صاحبة الكلب عقب تصالح الطرفين .

كلاب مدينتي

الواقعة نفسها حدث في منطقة مدينتي بالقاهرة الجديدة وكان الضحية هذه المرة طفل هاجمه كلبين أثناء لعبه بحديقة منزله، وأحدثوا إصابات بالغة له، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على نطاق واسع يظهر فيه إصابات الطفل.

ويظهر في الفيديو الطفل محمد إيهاب وهو يُحاول الإفلات من كلبين أصرّا على مهاجمته، وكادا يفتكان به.

وكتبت والدة الطفل عبر حسابها على فيسبوك «ابني بيلعب في الجاردن يتهجم عليه كلبين شرسين يقطعوا لحمه ويأكلون رأسه أنا ما قادرة أتمالك أعصابي من منظر ابني واللى حصل له إبني محتاج علاج نفسي أكتر من العلاج الجسدي».

اللافت في الواقعة أن النيابة العامة قررت احتجاز الكلبين 15 يوما، وأمرت بإيداعهما الحجر البيطري، وتشكيل لجنة من مديرية الطب البيطري لفحصهما وبيان نوعهما وجنسهما ولونهما وما إذا كان أي منهما يعاني مرضا من عدمه، وعما إذا كان صادر بشأنهما تراخيص أم لا.

قبل قرار النيابة بساعات ظهر والد الطفل المعتدى عليه على قناة أم بي سي يناشد رئيس الجمهورية ووزير العدل بالوقوف بجواره قائلا: «بتعامل مع قاضي ورئيس محكمة وشخصية معها حصانة»، مشيرًا إلى أن المستشار يربي الكلاب ويجب أن يلبسها كمامة.

بعدها بساعات استقبل وزير العدل المستشار حسام عبد الرحيم، الطفل المصاب محمد إيهاب سماحة، ووالده وفقا لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الحكومة المستشار إيهاب يونس.

وبالعودة للقوانين المصرية لا يوجد نصوص صريحة تعاقب على مثل هذه الاعتداءات، لكن المادة ‏176‏ من القانون المدني تنظم هذه الأمور بتحميل المسئولية لحارس الحيوان، إذا كان مالكا له أو لا إذا ما حدث أي ضرر للغير بسببه.