تخلى عن 60% من الكبد لينقذ صديقه.. تفاصيل ما حدث لطالب جامعة الإسكندرية
تربط الطالب بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، عبدالله أبو المجد، صداقة قوية مع زميله محمود عبدالله الذي تخرج حديثا من نفس الكلية، هذه العلاقة وصلت لأن يتنازل أحدهما للآخر بـ60% من كبده لينقذ صديق العمر.
يؤكد كريم، وهو شقيق محمود عبدالله الذي تبرع بكبده، أن حالتهما الصحية مستقرة بعد إجراء العملية.
ويضيف في تصريح خاص لـ«شبابيك» أن الإثنين محجوزان في المستشفى للملاحظة وتلقي الخدمات الطبية والعناية المطلوبة.
كيف ظهر المرض؟
يحكي عمرو إبراهيم –صديق عبدالله الذي يعاني من مرض نادر- تفاصيل إصابة عبدالله أبو المجد بمرض نادر دفعه للبحث عن متبرع بالكبد، قبل أن يقرر زميله محمود عبدالله الإقدام على هذه الخطوة.
يقول عمر: «منتصف صيف 2018 عبدالله تعب شوية وبعد ما عمل تحاليل في المستشفى الدكتور سأل مين صاحب التحاليل دي، يا مسكين تلاقيه مش قادر يتحرك، قالوله إزاي دا لسه جاي من التمرين، فالدكتور قال مستحيل، وعاد التحاليل من تاني واتأكد إن عبدالله مصاب بمرض نادر».
واستكمل عمرو كواليس إصابة صديقه عبر منشور له على صفحته الشخصية: «قرروا يحجزوا عبدالله في المستشفى، ولما روحتله لقيته هو اللي بيطمني ويقولي مفيش حاجة، ودخل في دوامة سحب عينات كل شوية وتحاليل ولسه الحالة مش متوصفة طبيا هو عنده إيه».
طبيعة المرض
بعد شهرين من التحاليل والفحص تبين أن عبدالله مصاب بمرض وراثي نادر يجعل الجهاز المناعي يهاجم الكبد على أنه جسم غريب، وليس هناك علاج سوى أن يتبرع له شخص بالكبد في فترة أقل من 6 أشهر.
تتدهورت حالة طالب كلية العلوم يوما بعد الآخر، وما زال البحث جاريا عن متبرع يقبل بالتنازل عن 60% من كبده لصالح المريض.
صديق العمر يتنازل عن الكبد
اشترط الأطباء أن يكون المتبرع من نفس فصيلة دم المريض ونفس الوزن والطول وحجم الكبد حتى يقبل الجسم الكبد الجديد، وهنا قرر محمود عبدالله أن ينقذ زميله ويتبرع له.
يقول رئيس اتحاد طلاب كلية العلوم جامعة الإسكندرية في تصريح لـ«شبابيك» إن هذا الأمر لم يعلم به سوى عدد قليل فقط من الدائرة المحيطة بالشخصين، نظرا لأن المتبرع لم يفضل أن يعلم أحدا بأنه سيتنازل عن 60% من الكبد لصديقه.
اتخذ محمود القرار، واتجه الاثنان إلى المستشفى لإجراء العملية، وقبل دقائق معدودة كتب عبدالله أبو المجد رسالة إلى صديقه الذي أنقذه، جاء نصها كالتالي:
بعد العملية.. شكرا على كل الحب
بعدما أفاق محمود من العملية نشر على صفحته الشخصية منشرا ليطمئن محبيه وكل من تابع قصته، وأكد «أنا بخير وبدأت أتحرك».
وقال «شكرا على كل كمية الحب دي والله، أنا كانت بتوصلي أخبار ان الدنيا مقلوبة علينا أنا وعبدالله، بس مكنتش متخيل ربع اللي بيحصل ده أصلا، فشكرا لكل واحد قال كلمة تشجيع أو فرحتني، كان نفسي والله أرد على كل المكالمات و الناس تنورني في الزيارة، لكن للأسف بس الدكاترة مأجلين موضوع الزيارة لفترة بسيطة».
وأضاف: «أنا بخير الحمد لله وبدأت أتحرك، دعواتكم لعبدالله يقوم بالسلامة بقى في أقرب وقت و نرجع ننزل سوا تاني، نلقاكم على خير».
وتفاعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية مع قصة تبرع أحد الأشخاص لصديقه الذي يدرس بكلية العلوم جمعة الإسكندرية بأكثر من نصف الكبد.