فض اعتصام الخرطوم.. ماذا حدث في السودان اليوم؟
استيقظ معتصمو الخرطوم «لمطالبة الجيش بتسليم السلطة للمدنيين» في الساعات الأولى من صباح الإثنين على اقتحام قوات أمنية محيط تواجدهم ليتحول المشهد إلى فوضى عارمة خلفت ورائها دماء قتلى ومصابين.
ما قبل الفض
منذ سقوط الرئيس السابق للسودان عمر البشير لم يغادر الثوار الشارع للضغط على المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين.
وتعقّدت المفاوضات بين القوى السياسية والمجلس العسكري في الفترة الأخيرة ما دفع المتظاهرين للاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم.
وأشارت تقارير مؤخرا إلى أن الجيش قد يستخدم العنف لتفريق المتظاهرين وفض الاعتصام «في ظل رغبة للاحتفاظ بالسلطة لنفسه».
فض اعتصام الخرطوم
اتجهت قوات أمن سودانية بصحبة قوات تابعة للمجلس العسكري الانتقالي إلى محيط الاعتصام في الساعات الأولى من الصباح، وقال شهود عيان لوكالات صحفية إنه تم استخدام العصيّ والرصاص الحي لقمع المتظاهرين.
وأعلنت لجنة الأطباء السودانيين المركزية مقتل 16 شخصا وإصابة ما يقارب 120 آخرون، بينما هناك العديد من القتلى لم يتم حصرهم بعد.
ونقلت وسائل إعلام ووكالات أنباء مقاطع فيديو وصور حية لإضرام النيران في الخيام التي كان يبيت بها المعتصمون.
عصيان مدني وإسقاط للمجلس العسكري
ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس برئاسة عبدالفتاح البرهان، كما دعت قوى الحرية والتغيير إلى العمل على إسقاط المجلس العسكري عبر مجموعة من الخطوات الثورية.
ودعا تجمع المهنيين -وهو أحد مكونات تحالف الحرية والتغيير الذي ينظم الحركة الاحتجاجية في السودان- المواطنين إلى الخروج للشوارع وتسيير المواكب وإغلاق الشوارع والجسور والمنافذ؛ لإسقاط ما وصفه بالمجلس العسكري الغادر القاتل واستكمال الثورة.
كما وجّه التجمع في بيان له ما أسماهم الشرفاء في القوات المسلحة إلى «الاضطلاع بمهامهم بالتصدي لمليشيات المجلس العسكري وحماية الثوار والمواطنين».
وقال حزب المؤتمر السوداني إن «المجلس الانقلابي قام باستباحة ساحة القيادة العامة بواسطة قوات الدعم السريع والأمن والشرطة، وارتكاب مجزرة بحق المعتصمين السلميين أدت إلى مقتل وإصابة عدد غير معلوم حتى الآن، وإلى فض الاعتصام السلمي بالقوة المسلحة والعنف المفرط، بعد أن أرسل إشارات متواترة خلال الأيام الماضية حول نيته فض الاعتصام».
وأضاف أن ما أقدم عليه المجلس العسكري يؤكد أنه لم ينحاز إلى إرادة الشعب، وأنه أراد اختطاف السلطة، وقطع الطريق أمام تحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
المجلس العسكري: كنا نستهدف كولومبيا
نفى المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق ركن شمس الدين كباشي، استهداف القوات التابعة للمجلس فض اعتصام المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش.
وقال كباشي إن ما حدث اليوم الاثنين ليس فضا للاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، وإنما هو عمل قامت به القوات الأمنية المشتركة لولاية الخرطوم استهدف منطقة كولومبيا المجاورة لمنطقة الاعتصام.
وأوضح كباشي أن هذه المنطقة عُرفت بأنها بؤرة للكثير من المظاهر السالبة التي تهدد أمن وسلامة المواطنين في الخرطوم، والجميع كان يرى أنه لا بد من فض التجمع الذي كان موجودا في هذه المنطقة وتنظيفها من هذه المظاهر.