الرحالة اختلفوا حول السبب.. لماذا سُميت البحرين بهذا الاسم؟

الرحالة اختلفوا حول السبب.. لماذا سُميت البحرين بهذا الاسم؟

تحتل أسماء بعض البلاد والدول مساحة من الجدل بين المؤرخين والجغرافيين والرحالة، الذين يرجعون الاسم إلى أسباب مختلفة قد ترتبط بموقع أو واقعة أو تاريخ له دلالة.

وتعد البحرين من هذه الدول التي يثار جدل حول أسباب تسميتها، وهذا ما أشار له الدكتور طارق نافع الحمداني في كتابه «البحرين في كتابات الرحالة الأوربيين 1507 – 1914».

المالح والحلو

وردت البحرين في كتابات الرحالة البرتغاليين في مطلع القرن السادس عشر، لتعني مجموعة جزر سمّيت نسبة إلى الجزيرة الرئيسية فيها المعروفة بـ«البحرين».

أما الرحالة البرتغالي بيدرو تكسيرا، فله شأن مع البحرين يختلف عن بقية الرحالين في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إذ حاول أن يتحرى سبب تسمية البحرين، التي كانت مصدر خلاف أيضاً بين السكان العرب، فهو وإن كتب الاسم مُحرّفاً وخطأ لقوله «أظن بأن الجزيرة قد اتخذت اسمها Barhen، الذي يعني بالعربية مثنى بحر، من بر bar وبين hen وتعني اثنين، أي المالح والحلو».

إلا أنه من جهة أخرى حاول الوقوف عند سبب تسمية البحرين، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون مقتبساً من مصدرين أساسيين للماء الغزير، يجريان عبر الجزيرة ولكنه رجّح احتمالية المصدر الأول.

اقرأ المزيد:

معلومات عن البحرين

الجغرافيون العرب

أما الرحالة الدنماركي الشهير نيبور في القرن الثامن عشر، فذكر اسم البحرين كما جاءت عند الجغرافيين العرب. فهو يقول: «وفي الجانب الغربي للخليج توجد جزيرة، أو بالأحرى مجموعة من الجزر تعرف لدى الأوربيين باسم البحرين، ويطلق العرب على أكبر هذه الجزر اسم (اوال)، ولكل من الجزر الصغرى اسمها الخاص».

وبذلك يكون نيبور قد استعمل كلمة (اوال) للدلالة على جزيرة البحرين نفسها، وعلى الجزر الصغيرة الأخرى التابعة لها، أما الأراضي الواقعة في شرق جزيرة العرب فقد ظلت تحمل اسم البحرين، قبل أن يقيم آل خليفة سيادتهم على البحرين كلها عام 1783.

القرن التاسع عشر

وإذا استعرضنا ما كتبه الرحالة الأوربيون في القرن التاسع عشر وجدنا أنهم يشيرون إلى اسم البحرين، دون (اوال)، فالكاتب سادلير وهو أول أوروبي يعبر الجزيرة العربية عام 1819، أشار إلى اسم البحرين Bahrein، لكنه أطلق اسم «البحران» على البر الرئيسي، مخالفاً بذلك القاعدة المتبعة في تسمية البحرين، وقد تابعه في ذلك رحالة القرن التاسع عشر الآخرين.

وبذلك أصبحت تسمية البحرين وحدودها تأخذ شكلاً واضحاً في كتابات الرحالة الأوربيين، خاصة أولئك الذين مكثوا فيها لفترات طويلة، وتعرفوا على أوضاعها عن كثب، فهذا الرحالة ويليام غيفورد بلجريف يذكر في كتابه «شاهد عيان للجزيرة العربية والبحرين» أن جزر البحرين «قد سميت نسبة إلى الجزيرة الجنوبية التي هي أكبر حجماً، لا باسم الجزيرة الشمالية التي تحمل اسم المحرق. وتقع على أرضها العاصمة».

أما صموئيل مارينوس زويمر وهو أحد المبشرين الأمريكيين الذي أتيحت له فرصة الانتقال كثيراً في الخليج العربي، فقد حدد ما كان يردده الرحالة الأوربيون بشأن تسمية البحرين وما استقر عليه الأمر في نهاية القرن التاسع عشر حيث يقول: «كان اسم البحرين يُستخدم في السابق على كل النتوء المثلثي الواقع على الساحل ما بين البحر المالح للخليج والماء العذب الذي يتدفق من الفرات، ومنه جاءت تسمية البحرين، التي تعني حرفياً ازدواج بحر بآخر، ولكن منذ أن نُشرت خارطة الرحالة السويسري بوركهارت فقد أصبح الاسم محصوراً بمجموعة الجزر».

وعلى كلٍ، اتخذت البحرين في القرن العشرين اسمها وحدودها المعروفة، بل إن بعض من زارها في الربع الأول من القرن العشرين وبالذات جوزيف بارفيت قد وسمها بـ«جزر اللؤلؤ»، لما أخذت تنتجه هذه البلاد وتصدره في اللؤلؤ.

المصدر

  • كتاب «الرحالة في كتابات الرحالة الأوربيين 1507 – 1914». الدكتور طارق نافع الحمداني.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية