بعد الأمازون.. نشوب حرائق في غابات حوض الكونغو «رئة الأرض الثانية»
أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية الخاصة بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» اشتعال حرائق أكبر في وسط أفريقيا، في غابات حوض الكونغو المعروفة باسم «الرئة الخضراء الثانية للأرض».
غابات الكونغو هي ثاني أكبر الغابات المطيرة في العالم بعد غابات الأمازون، التي أثارت حرائقها أزمة عالمية فرضت نفسها على قمة الدول الصناعية السبع الكبرى في فرنسا، وتمتد عبر عدة دول، حيث يوجد الثلث منها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والباقي في الجابون والكونغو والكاميرون ووسط إفريقيا.
ويغطي حوض الكونغو مساحة 3.3 مليون كلم مربع، ويمر من خلاله نهر الكونغو، وهو النهر الأطول في القارة القارة بعد نهر النيل، ويسكنها قبائل البيجمي باكا، وتمتص غابات الكونغو كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الأشجار والمستنقعات التي تعتبر وسيلة أساسية لمكافحة تغير المناخ، كما أنها تعتبر ملجأ لأنواع مهددة بالانقراض من الحيوانات.
ولعل أشهر حيوانات غابات الكونغو القرد الأزرق وقرد البونوبو، الذي يتشارك بنسبة 98% من الحمض النووي مع البشر، ويتغذى على الفواكه، أوراق الشجر، الزهور والبذور بشكل أساسي وإذا أتيحت لهم الفرصة فإنها تتغذى أيضا على العسل، البيض، الحشرات، الثدييات الصغيرة والزواحف.
وعلى مدار يومين من الأسبوع الماضي، تعرضت أنجولا لحرائق أكبر بثلاث مرات من حرائق البرازيل، حسب بيانات موقع Weather Source، حيث كشفت البيانات عن وقوع 9090 حريقا في أنجولا و 3395 حريقا في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، مقارنة بنحو 2200 حريقا مسجلا في البرازيل.
الحكومات المحلية قللت من خطورة الأمر بالنسبة لحرائق غابات الكونغو، حيث حذرت أنجولا من المقارنة بينها وبين حريق غابات الأمازون، واصفة المقارنة أنها تضليل كبير، وأكدت وزارة البيئة الأنجولية في بيان رسمي أن هذه الحرائق عادية في نهاية موسم الجفاف، يشعل المزارعون الأراضي بهدف إعدادها قبل حلول موسم الأمطار.
توسي مبانو مبانو، سفير ومفاوض في مسألة المناخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكد حدوث الحرائق في غابات حوض الكونغو، إلا أنه استطرد أن الأسباب ليست نفسها التي أدت لحرائق الأمازون، مرجعًا السبب الرئيسي إلى التقنيات الزراعية التقليدية، فالعديد من المزارعين يلجأون إلى تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات، حسبما نقلت روسيا اليوم.
