قبل 21 عاما.. «كمسري» دفع راكبا من القطار فسقط قتيلا وكان هذا العقاب
أعاد حادث مقتل الشاب محمد عيد تحت عجلات «قطار 934 الإسكندرية الأقصر» بعد إجباره من قبل مشرف القطار المتحرك على القفز من العربة لامتناعه عن دفع ثمن التذكرة، سلسلة طويلة من الوقائع الأليمة، إلا أن أكثرها ارتباطا بتلك الأخيرة واقعة تعود لتسعينيات القرن الماضي حينما دفع «كمسري» راكبا من الباب ليسقط جثة هامدة، ولم يعاقب على فعلته بالحبس يوم واحد.
تعود الحادثة التي تروي تفاصيلها شيقية الضحية لـ«شبابيك» إلى العام 1998، داخل قطار تحرك من الزقازيق بالشرقية تجاه محافظة الدقهلية، وأوصل جميع الركاب بسلام عدا واحد.
فرحة أفضت إلى موت
تحكي مدرسة مادة الأحياء للمرحلة الثانوية، فيفي فريد القصبي، أن شقيقها المتوفى هاني كان عائد إلى محل إقامتهم بمركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية بعد الحصول على شهادة الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية برفقة مجموعة من أصدقائه.
أثار هاني الذي كان يبلغ من العمر 23 عاما حينها والشباب برفقته ضجيجا داخل عربة القطار بصوت الغناء العالي فرحا بالإعفاء، ما دفع الكمسري للدخول في مشاجرة معهم، قبل أن يتدخل البعض لينتهي الخلاف، بحسب رواية شقيقة الضحية.
تقول الشقيقة الكبرى للضحية إن الكمسري تربص بأخيها، وعندما تهيأ للنزول ووقف على باب القطار قبل محطة «سندوب»، اصطدم به الكمسري قاصدا رميه فوقع جثة هامدة على القضبان في الحال.
تتذكر الشقيقة الكبرى من الحادث مشهد استقبال جثة أخيها الذي ربته يتيم الأم منذ عمر الثالثة، والدماء لا تزال تسيل من الكفن.
«وجع ما بعده وجع» هكذا تذكرت مدرسة المرحلة الثانوية ما حدث لأخيها عند علمها قضية محمد عيد، التي يؤلمها حتى الآن عدم محاسبة الكمسري حينها والاكتفاء بنقله من خط الزقازيق إلى خط الصعيد.
مسلسل الكومسري والراكب
خلّفت الحادثة خوفا شديدا عند أهل الضحية فتقول فيفي القصبي إنها تدخل في مشادات شبه يومية مع محصَلي الرسوم بالقطارات انتقادا لتعاملهم مع الركاب خوفا لتكرار ما حدث مع أخيها.
تحكي شقيقة الضحية واقعة شهدتها خلال استقلالها القطار إلى المنصورة لعملها، هدّد فيها طالب بإلقاء نفسه خارج القطار إذا أقدمت على سداد قيمة التذكرة عنه، بعد مشادة بينه وبين الكمسري الذي أصر على تحميله ثمن التذكرة ورفض إعفاءه من الدفع بسبب مرور يوم على موعد انتهاء اشتراكه.
خوفها أن يتكرر ما حدث مع شقيقها للطالب دفعها للإسراع نحو أمن القطار لحل الأزمة والتخفيف عن الطالب قبل وقوع حادث لا تتمناه.
