الأزهر يصدر بيانا بشأن زيادة حالات الانتحار في مصر
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى، بيانا بالتزامن مع زيادة حالات الانتحار في مصر أكد فيه أن الإسلام أمر بالحفاظ على النفس البشرية؛ بل جعلها من الضروريات الخمس التي تجب رعايتها، وهي: الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وبذل الوسع في حفظ النفس مطلوب، ولو وصل الأمر في حالة الاضطرار إلى ارتكاب محرم ليبقى المرء على نفسه، ويحفظها من الهلاك.
وأضاف المركز، في البيان أنه من العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهي حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهي معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولا يخفى على كل ذي عقل أن هذا الظن خاطئ بين الخطأ؛ فالله سبحانه وتعالى خلقنا واستعمرنا في الأرض، وأعلمنا أن الدنيا دار عناء وابتلاء، حيث قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، وقال عز من قائل: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم }.
انتحار ممرضة شابة داخل مستشفى حكومي في كفر الشيخ
وأكد البيان، أن المؤمن يعلم هذه الحقيقة؛ ولذلك يستقبل المصائب بالصبر والاحتساب، وقد ساق الحق سبحانه وتعالى البشرى لمن صبر على البلاء ولم يجزع؛ فقال سبحانه: {وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}، وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له».
وأوضح المركز أن المُقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية، فهذا ليس مبررا للانتحار، فقتل النفس من أكبر الكبائر؛ وقد توعد الله سبحانه وتعالى المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}، وقال رسول الله: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة».
ونصح المركز، في تقرير له المقدم على الانتحار:"قد لا تنجيك أعمالك الصالحة في الدنيا حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب - {إلا من رحم ربك}، وختم المركز: "نوضح أن المسلم مبتلى، والمؤمن الصادق يعلم أن هذه الدار ليست دار راحة، بل هي دار عناء وتعب، ومواجهة هذه المتاعب لا بد لها من إيمان ويقين، كما قال تعالى: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}.