الـ«كايزن».. فلسفة يابانية تقودك للنجاح

الـ«كايزن».. فلسفة يابانية تقودك للنجاح

كم مرة أردت أن تحقق هدفا كبيرا وعظيما بالنسبة لك، ولكنك لم تهتم بوضع خطة أو ربما وضعت خطة غير واضحة ولم تقم بتطبيقها ؟ كم مرة تكاسلت عن إنجاز شيء ما لانك فكرت في مدي المجهود الشاق الذي سيتطلبه الأمر ؟

اليابانيون شعب يهتم بالتحسين المستمر والتغيير للأفضل. تعرف علي إحدى فلسفاتهم الخاصة بالتطوير والتي تسمي "كايزن"

ما هو "الكايزن" ؟

Kaizen

"الكايزن" فلسفة يابانية مبنية علي الاعتقاد الراسخ بأن كل شيء في العالم من الممكن تطويره أو تحسينه، فليس هناك شيء كامل لا يحتاج للتحسين. أبتكر اليابانيون تلك الفلسفة بعد الحرب العالمية الثانية لتحقيق التنمية والتطوير في إنتاجية المؤسسات أو الصناعات والدراسة والتعلم وكل نواحي الحياة.

كلمة "كايزن" اليابانية تنقسم الي قسمين : "كاي" والتي تعني التغيير و"زين" والتي تعني الأفضل أو الأحسن، وبذلك يعني مفهوم "الكايزن" التغيير للأفضل.

وتقوم فلسفة "الكايزن" علي فكرة القيام بخطوات صغيرة يوميا لتحقيق أهداف كبيرة علي المدي البعيد مع تقليل الفاقد أو الهدر (مودا-باليابانية) قدر الامكان و هذا الفقد قد يكون من وقتك أو مجهودك أونقودك، بمعني أنه لا يهدف لإحداث تغييرات فورية أو جذرية في اللحظة الراهنة وإنما خطوات بسيطة مجمعة مع بعضها لتكوين تغيير ملاحظ بعد فترة ويمكن تطبيقها في أي مجال سواء كان للدراسة أو للتعلم أو للعمل.

لا تستخف بالخطوات الصغيرة ،فهي بالاستمرار وبالكفاءة يمكنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا للغاية ، الحائط الكبير يتكون من أحجار صغيرة وضعت الي جوار بعضها البعض بطريقة منظمة و وضعت بينهم المادة التي تحافظ علي تماسكهم .

يصف جون وودن أحد أنجح المدربين في تاريخ لعبة كرة السلة استراتيجية الكايزن بقوله :

  • "الكايزن هو عندما تضيف تحسينا صغيرا كل يوم باستمرار ستحقق كبرى المهام فى نهاية الأمر، وعندما تحسن من الظروف المحيطة شيئاً قليلا كل يوم ستحقق تحسن ضخم فى نهاية الأمر".
  • "المكسب العظيم لن يأتى غدا ولا بعد غد ـ لكنه سيأتى فى نهاية الأمر،لا تنشد تحسيناً هائلاً وسريعاً بل أسع لتحسين ضئيل واحد لكل يوم وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق التحسين وعندما يتحقق فإنه يدوم ويبقى "

قالو عن الكايزن

" ليس هناك عمل يتصف بالصعوبة الشديدة اذا ما قمت بتقسيمه الي مهام صغيرة" ⇐ هنري فورد

"لا يتحرك العالم بدفعات الأبطال الجبابرة فحسب، بل من خلال اجمالي الدفعات الصغيرة لكل عامل مخلص" ⇐ هيلين كيلر

كيف يمكن تطبيق "الكايزن" ؟

تطبيق "الكايزن" لن يحتاج منك مجهودا شاقا، فكل ما عليك القيام به أن تطبق يوميا جزءا بسيطاً من خطتك

1- حدد ما تريد تطويره أو تحسينه قدر الامكان. اجعل هدفك محددا ، وواضحا لأقصى درجة، لأن هذا سيساعدك على تحديد المهام المطلوبة للتحسين، ذلك أن تحديد الهدف يعد جزءا هاما من أي مهمة تريد انجازها.

2- قم بتقسيم هدفك الكبير إلى خطوات أو مهام صغيرة يمكن إنجازها في وقت قصير من اليوم، و حدد مواعيد البدء والانتهاء من تلك المهام اليومية.

3-  قِس مدي نجاحك في تطبيق تلك الخطوات البسيطة بشكل يومي، ثم بشكل أسبوعي وشهري ونصف سنوي وسنوي، مثلا : اذا كنت تتعلم لغة جديدة، وحددت سنة لاتقان تلك اللغة، قم بتقييم إنجازك اسبوعيا في زيادة محصلتك اللغوية من كلمات تلك اللغة وقارنه بماحددته ثم حسن من ادائك في الاسبوع المقبل وهكذا.

4- دائما ابحث عن طرق جديدة لتطوير عملك وتحسين ما تقوم به، وامنح نفسك مكافآت على انجازاتك الصغيرة لتشجيع نفسك علي مزيد من الانجازات.

أخيرا.. نرشح لك: حلقة من برنامج خواطر "أحمد الشقيري" عن مفهوم واستراتيجيات "الكايزن"

ههههههههههه هه

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية