خطبة الجمعة 22 مارس 2020.. تعرف على نصها
طرحت وزارة الأوقاف المصرية عبر موقعها الرسمي على الإنترنت خطبة الجمعة 22 مارس 2020 ميلاديا والموافقة 15 من شهر رجب لسنة 1441 هجريا، وتتزامن خطبة الجمعة القادمة مع ذكرى الإسراء والمعراج، ومن المنتظر أن تحمل عنوان في رحاب سورة الإسراء.
خطبة الجمعة 22 مارس 2020.. تعليمات وزارة الأوقاف
شددت وزارة الأوقاف على أئمة المساجد بضرورة الإلتزام بنص خطبة الجمعة، مؤكدة على ضرورة أن تكون مدة الخطبة ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، مع التأكيد على عدم الابتعاد عن جوهر الخطبة.
وأكدت الوزارة على ثقتها في سعة أفق أئمة المساجد العلمي والفكري وفهمهم المستنير للدين، بما يتماشى مع طبيعة المرحلة الحالية التي تطلب ضرورة ضبط الخطاب الديني، محذرة من عدم خروج أي إمام على نص الخطبة المقترح.
خطبة الجمعة 13 مارس.. تعرف على العنوان والنص الكامل
خطبة الجمعة 22 مارس 2020..النص
ويأتي نص الخطبة فيما يلي:"
الحمد لله الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى المسجد الأقصى، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمّدًا عَبدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أيَّد رسله (عليهم السلام) بالمعجزات ، ومن هذه المعجزات: معجزة الإسراء والمعراج بنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. والمتأمل في هذه المعجزة الإلهية يجد أنها تحمل الكثير من الدروس والعبر، منها: بيان قدرة الله تعالى المطلقة، فإرادته سبحانه لا تخضع لقوانين الأسباب، يقول سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
ومنها: اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة:
فبعد أن تحمَّل النبي (صلى الله عليه وسلم) ألوانًا من الإيذاء من المشركين في سبيل إبلاغ رسالة ربه سبحانه، جاءت معجزة الإسراء والمعراج تكريمًا وتأييدًا له، ومثالاً للفرج بعد الشدة ، يقول تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
ومنها: عظم مقام العبودية، يقول تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، فعبودية الله تعالى تشريف وتكريم، وهي غاية الله تعالى من خلقه، ورسالة الأنبياء جميعًا. ومنها: بيان مكانة المسجد الأقصى، فإليه كان مسرى رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) ومنه كان معراجه إلى السموات العلا ، وهو أولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، نسأل الله العلي العظيم أن يثبت المرابطين حوله ، وأن يرده إلى المسلمين ردًّا جميلاً.
ومنها : عظم منزلة الصلاة، وبيان فضلها، وخصوصيتها، فلما أُسْرِيَ برسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، انْتُهِيَ به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهى؛ وهي في السماءِ السادسةِ … فأُعْطِيَ ثلاثًا: الصلواتُ الخمسُ، وخواتيمُ سورةِ البقرةِ، ويُغْفَرُ لمَن مات مِن أمتِه لا يُشْرِكُ باللهِ شيئًا.
ومنها : بيان الروابط المشتركة بين الأديان:
يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (… الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ)، وقد اجتمع الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، وصلى بهم نبينا (صلى الله عليه وسلم) إمامًا، ورحبوا به، ودعوا له. ومنها: الأخذ بالأسباب، فعندما وصل (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت المقدس ربط البراق، يقول (صلى الله عليه وسلم): (…فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ). ومنها: تمييز صادقي الإيمان من غيرهم ، فحين قالوا لسيدنا أبي بكر (رضي الله عنه):
هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ : أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ ، قَالُوا : أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ ، إِنِّي لأُصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ ؛ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ ، أَوْ رَوْحَةٍ ، فَلِذَلِكَ سُمَيَّ الصِّدِّيقَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ .
* * *
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ سيدنا محمد ، وآله ، وصحبه ، والتابعين.
إخوة الإسلام:
كما تحدثت سورة الإسراء عن هذه الرحلة المباركة، تحدثت عن الإحسان إلى الوالدين، يقول تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وخص الله تعالى الأم بمزيد من الاهتمام لما تبذله وتتحمله في الحمل والرضاع والتربية، يقول تعالى: {وَوَصَّيْنَا الانسَـانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّه وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}، وحين سأل رجل النبي (صلى الله عليه وسلم):
مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ). وجعل الشرع الشريف بر الأم من أهم أسباب رضوان الله تعالى ، فقد جاء رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستأذنه في الجهاد، سأله: (أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟)، قال: نَعَمْ، قَالَ: (ارْجِعْ فَبَرَّهَا)، فلما ألح عليه في السؤال، قال له: (وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ).
ويكون برها بإكرامها وردّ جميلها ، وإدخال السرور عليها ، ويستمر برها بعد وفاتها بالدعاء والاستغفار لها، والصدقة عنها، وبر أهل ودّها، يقول (صلّى الله عليه وسلّم): (إنّ أبرَّ البرّ صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه).
اللهم ثبتنا على دينك، واحفظ آباءنا وأمهاتنا، ومصرنا، وسائر بلاد العالمين.
خطبة الجمعة 22 مارس 2020.. رابطها
وللراغبين في تحميل نص الخطبة من موقعها الرسمي الدخول على الرابط التالي خطبة الجمعة 22 مارس2020