هل يمكن صلاة الجمعة في البيت خشية فيروس كورونا؟ دار الإفتاء تجيب

هل يمكن صلاة الجمعة في البيت خشية فيروس كورونا؟ دار الإفتاء تجيب

تطرأ على المسلمين في سائر بقاع الأرض مستجدات ترتبط بشكل غير مباشر بالعقيدة، مثل الأوبئة والتقلبات الجوية، وحينها هل يمكن صلاة الجمعة في البيت خشية فيروس كورونا؟

جاوبت دار الإفتاء المصرية على رد العديد من المسلمين، الذين طرحوا تساؤلات تتعلق بعقيدتهم، والشعائر المرتبطة بها، من الحالات التي يمكن في حال حدوثها أداء صلاة الجمعة في المنازل.

حكم صلاة الجمعة في المسجد

وصلاة الجمعة هي سنة مؤكدة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- ولكن بعض العلماء رأى أنها فرض عين، يأثم المسلم بتركها وإن صحت صلاته لوحده، وفي رأي آخر هي فرض كفاية، يأثم كل أفراد المجتمع بتركها.

وأضاف موقع دار الإفتاء المصرية أنه في كل الأحوال فإن ثواب أداء صلاة الجمعة في المسجد عظيم جدًا، يعادل ثواب صلاة المنفرد 27 مرة، ولا يتهاون فيها إلا من حرم  نفسه أجرها وثوابها.

وأضافت دار الإفتاء المصرية في الفتوى رقم 2179 أنه في حال كان المسلم مريض أو في عمل يخشى إن تركه لأداء صلاة الجماعة، حدوث ضرر محقق، ففي هذه الحالة لا بأس من صلاته منفردًا، وتصح الصلاة في غير المسجد، لكن الأفضل أن تؤدى به، ولم لم يتسن له الذهاب إليه، فليحاول أن يصلي في جماعة، ولو مع شخص واحد.

هل يمكن صلاة الجمعة في البيت بسبب كورونا؟

وذكرت دار الإفتاء المصرية الفئات التي تسقط عنها صلاة الجمعة في ظل انتشار فيروس كورونا، بقولها أن صلاة الجمعة تسقط عن:

  • الصبيان الذين لم يبلغوا أربعة عشر عامًا، ولم يبلغوا الحلم، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:» رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ، عَنِ الْمُبْتَلَى أَوْ قَالَ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ أَوْ يَعْقِلَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ «رواه النسائي، فينبغي للأهل الحرص على عدم اصطحاب الأطفال إلى صلاة الجمعة في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية دفعًا للضرر عنهم، وحفاظًا على صحتهم وحياتهم، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: »كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُول« رواه النسائي.
  • النساء، ولا يُطالبن بحضورها، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم: »تَجِبُ الْجُمُعَةُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا امْرَأَةً، أَوْ صَبِيًّا، أَوْ مَمْلُوكًا« السنن الكبرى للبيهقي.
  • أصحاب الأمراض المزمنة الذين يخشى على حياتهم إن أصابهم المرض، وخاصة من يعاني من أمراض القلب أو السرطان أو الكلى، أو الأمراض الرئوية والتنفسية، أو مرض السكري أو الضغط، أو السمنة المفرطة، لأنهم الأكثر عرضة للضرر من وباء كورونا، وفق الدراسات التي أجرتها الجهات الطبية العالمية المختصة بهذا الشأن، وقد قال الله تعالى: »لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا« الفتح: 17، وقال تعالى: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ« الحج: 78.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الفئات المذكورة معذورة في عدم حضورها صلاة الجمعة، ولأن في حضورهم في هذا الزمان خطر على حياتهم وصحتهم، وقد قال تعالى: »وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ« البقرة: 195.

  • من كان عمله يقتضي العناية بالمرضى والقيام برعايتهم فإنه معذور بتركه صلاة الجمعة، وقيامه بحفظ النفس الإنسانية مقدم على حضور صلاة الجمعة، مستندًا في ذلك إلى ما رواه البخاري في صحيحه أن ابن عمر- رضي الله عنهما، ذكر له: أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وكان بدريًا، مرض في يوم جمعة، فركب إليه بعد أن تعالى النهار، واقتربت الجمعة، وترك الجمعة.
  • كل من بلغ سنًا يخشى عليه عند إصابته بالمرض من مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، حيث تشير الدراسات الطبية التي أجريت على المرضى أن نسبة الوفاة لمن زادت أعمارهم عن 50 عامًا أكثر من غيرهم، وقد نص بعض الفقهاء على أن خوف المرض مُسقط لصلاة الجمعة.
  • يحرم على من أصيب بمرضٍ معدٍ أو اشتبه بإصابته به أن يحضر صلاة الجماعة، إن كان سينقل المرض للآخرين من خلال مُخالطتهم، ويجب عليه أن يأخذ بالاحتياطات الصحية اللازمة، كالحجر الصّحي، ويحرم عليه إخفاء إصابته بالمرض حتى لا يؤذي الآخرين.

 

 

 

 

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011