حوار غدامس.. هل فشل قبل انطلاقه؟
لا تزال آليات ترشيح شاغلي مناصب السلطة الجديدة عقدة الحل الليبي، على الرغم من انتهاء المهلة التي حددتها البعثة لأعضاء الملتقى لتقديم اقتراحات لآليات الترشيح، في الوقت الذي ينتظر وفدا مجلسي الدولة والنواب الأيام القليلة المقبلة، لبحث عدة ملفات، في المغرب، تتعلق بالوضع السياسي المقبل، وهاهو لقاء جديد على الأبواب في غدامس الليبية، الذي لا يعد بالكثير وربما يعزف المواطنين عن متابعته.
لقاءات في تونس، حوارات في المغرب، ملتقى في سويسرا.. لكن دون جدوى. أمر لم يفهمه الليبيون الذين لحد الآن لم يجدوا أي تفسير لهذه اللقاءات والتي تضيع وقتهم بلا معنى، في وقت يتأجج فيه الصراع في البلاد وتدخل قوات أجنبية كتركيا لنهب وإغراق ليبيا بالمرتزقة من دول مختلفة ومنها سوريا.
وانتهى قبل يومين مجلس النواب من لقاءات ضمت أكثر من 110 نواب، احتضنتها مدينة طنجة المغربية خلال الاسبوع الماضي حيث لم يخرج بنتائج مرضية كان ينتظرها الليبيون، فكالعادة يتم الإفصاح عن بعض القرارات العامة التي فقط تعطي وقتا إضافيا للجانب التركي وحكومة طرابلس لتوسيع صلاحياتهم.
وعلى ذكر اللقاءات، فإن بعض الخبراء تحدثوا عن سبب فشل الحوارات واللقاءات السابقة سببه الخلافات الموجودة بين أعضاء الحوار، فمن جهة، لا يريد البعض من أعضائها استمرار الوجوه الحالية في المشهد الليبي كما كان عليه الحال في ملتقى الحوار السياسي في تونس، ويدفع آخرون باستمرار الوضع الحالي والاستفراد بالمشهد، في حين يرى آخرون ضرورة التوصل إلى تسوية تفرض حالة من التوازن وتفتح الطريق لإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات وتمهيد الطريق إلى انتخابات.
وأوضح بعض الخبراء أن التدخلات الخارجية الداعمة والمعرقلة للحوار سيكون أثرها في الآلية المختارة للسلطة الجديدة، حيث إن الحاضرين لجلسات الحوار لهم توجهات مختلفة.
ولن يختلف حوار غدامس المقبل عن الحوارات التي سبقته، ففي تصريح له، أعلن عضو مجلس النواب (طبرق) زياد دغيم ، في حديث لـ''الساعة 24 ''، رفضه لنتائج اجتماعات المندوبين بطنجة، واصفا إياها بأنها معادية للثورة: «مجلس النواب في طرابلس يستعد لجلسة في غدامس، والتي ستنعقد تحت رعاية الميليشاوي أسامة الجويلي، وليس لجنة 5+5. نتائج المشاورات التي عقدت في طنجة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الحالية ، وسيستمر كل مجلس في ممارسة نشاطاته لوحده، كل بقواعده الخاصة"
وسيحاول الإخوان من خلال هذه المناسبة الانتقام من فشل الملتقى السابق، حيث سيكون "الصديق" المنتخب في هذا الحدث مؤقتًا، ومن ثم سينقل السلطة إلى المشري بطبيعة الحال.
ويتهم البعض المنتدى بالفاشل قبل البداية، فبعض النواب حاضرون بالوكالة، المنتدى تشرف عليه المخابرات المغربية، ستيفاني باستخدام تلاعبات المنتدى، ستحاول إغراق صالح عقيلة، فهي بالطبع تريد أن ترى شخصيتها فتحي باشاغا في السلطة، حيث يتذكر الجميع اقتراحه إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا بتفويض شخصي منه.
كثير من الليبيين لا يريدون حوارات وملتقيات في دول أخرى أو تحت رعاية الأمم المتحدة ولا غيرها، كذلك يرفضون قطعا تواجد الوجود الفاسدة القديمة التي قد يجري فرضها غصبا في ملتقى غدامس.