رئيس التحرير أحمد متولي
 شرح نهاية فيلم TENET بعيدا عن النظريات المعقدة

شرح نهاية فيلم TENET بعيدا عن النظريات المعقدة

أطل المخرج البريطاني الأمريكي كريستوفر نولان في أواخر العام 2020 بعمل يحتوي على الكثير من الإبهام كعادته، فأثار فيلمه الجديد «TENET» «عقيدة» جدلا واسعا حول مدى ترابط أحداثه والمغزى منه، وما الذي تعنيه نهايته حتى؟

وطرحت شركة «وارنر برذرز» فيلم «TENET» في دور العرض لأول مرة في 26 أغسطس، ليبدأ مع هذا التاريخ اللغط الذي ينتجه نولان كلما قدم للشاشة طرحا جديدا.

شرح نهاية فيلم TENET

لفهم نهاية فيلم TENET دون التطرق إلى النظريات العلمية المعقدة بالنسبة لغير المتخصصين عليك أن تعلم أن القصة التي كتبها كريستوفر بنفسه وما يشابهها تتعامل مع الزمن فرضا على أنه بعد مادي يمكن التحكم به والتنقل بين مفرداته، وإذا شاهدت أكثر من عمل ستكتشف سريعا أن الغموض الذي يحيط بالوقت وصعوبة تطويعه من قبل الإنسان يجعل الكثيرين يعاملونه بإجلال قد يصل إلى ما يشبه التأليه، كما حدث في المسلسل الألماني «DARK».

ولع نولان بالوقت والفيزياء الذي جعله يقدم لنا رائعة «INTERSTELLAR» في العام 2014، دفعه للتعمق أكثر في النظريات المتعلقة بالزمن وصياغتها سينمائيا بطريقة جديدة قد تكون الأكثر تعقيدا في تاريخ هوليوود.

ربما سمعت خلال مشاهدتك للفيلم كلمات مثل إنتروبيا ومفارقة الجد ووهم الرؤية المسبق، وغيرها من المصطلحات التي تبدو من ظاهرها فقط أنها تتعلق بعلوم قد تتطلب الكثير من الوقت لفهمها، إذا فكيف تفهم نهاية فيلم Tenet؟

لنستعرض أحداث الفيلم باختصار وبساطة دون استغراق في التفاصيل. شخصية بطل الرواية أو عميل المخابرات المركزية يجد نفسه بعد فشله في إحدى العمليات المكلف بها مصنف كعائد من الموت بعد أن انتحر عقب القبض عليه وتم إنقاذه، وسرعان ما يكلف بمهمة جديدة تتمحور باختصار حول منع شخص من تدمير العالم بأسره عن طريق عرقلة تجميعة للخوارزمية التي سينفذ بها مهمته.

قصة الفيلم تتخيل أن البشر في المستقبل يعيشون في كوكب مدمر بفعل عوامل كثيرة، ووجدوا حلا مفاده أن إرسال طريقة لتدمير من على الكوكب في الماضي «حاضرنا» سيحافظ على سلامته إلى عصرهم، واستخدموا في ذلك «ساتور» رجل يحتضر بفعل السرطان ويرى أن العالم يجب أن ينتهي معه لذا لن يجد مشكلة في تنفيذ المخطط.

بطل الرواية والعميل نيل يتعاونان لإيقاف تجميع الخوارزمية ويفعلان ذلك بحيل في أغلبها تتعلق بالسفر عبر الزمن لتغيير الأحداث، وفي النهاية ينجحون بالفعل بمساعدة زوجة ساتور، ولكن هناك إشارات غريبة في المشاهد الأخيرة تخبرك المعنى الحقيقي والذي لن تحصل عليه إن نظرت للأحداث مجردة.

عندما يفارق نيل بطل الرواية بعد تقسيم أجزاء الخوارزمية يقول نيل إنه يعرفه منذ وقت طويل وأن بينهم ذكريات طويلة ولكن في المستقبل، ويدرك بطل الرواية أنه مؤسس منظمة «TENET» ومحرك الأحداث الأول، وأنه من كلف نيل للعودة للوراء في الزمن ومساعدة نسخته في الإطار الزمني للفيلم على تعطيل تدمير العالم.

إذا فإن الأحداث ستتكرر مجددا وبطل الرواية سيبدأ في تأسيس المنظمة وسيتعرف على نيل الذي يجب أن يكون صغيرا في السن في المسار الزمني الأساسي للفيلم، ومن ثم سيعيده للوراء مرة أخرى ولن يفشلوا أبدا في إيقاف ساتور، لأنه وببساطة تلك الدائرة مغلقة.

اعتاد نيل أن يقول في الفيلم «ما حدث قد حدث»، ترى ماذا يعني هذا؟ للإجابة على هذا السؤال دعنا نسأل أنفسنا، ماذا لو نجح ساتور؟ هل كان العالم سيصبح على حالته السيئة في المستقبل؟ كيف هذا وهم سيبيدون أسلافهم ولن يكونوا موجودين أصلا، وكون عالمهم أصبح على تلك الحالة فإنه فشل بالطبع وسيتحول إلى ما هو عليه لا محالة.

تقودنا المسألة السابقة إلى ما يعرف بمفارقة الجد، وهي باختصار فرضية متعلقة بالسفر عبر الزمن، وشرحها في أبسط صورة يكون من خلال تخيل أنك استطعت السفر للماضي لقتل جدك قبل إنجاب أحد أبويك، هل سيموت حقا؟، كيف ذلك وهو لم يلد من أنجبك أصلا وأنت لست موجود، وانعدم سبب السفر من الأساس.

نظرة شخصية بالكامل: إصرار الفيزيائيين وصناع السينما والدراما من بعدهم على التعمق في تناول مسألة السفر عبر الزمن نابع من شعور بقوة الزمن في وقت نستطيع فيه السيطرة على الكثير من الوسائط والمواد الموجودة حولنا، ويسألون في أنفسهم لم لا نطوعه كغيره؟ وينظرون إليه كإله حقيقي، ولكن الحقيقة الجلية أنهم كلما فعلوا ذلك دحضوا طرحهم بأنفسهم بالوصول إلى نتيجة أن تلك الدائرة مغلقة وأنه لا بد من قوة أكبر للتحكم فيما سيظلوا عاجزين عن التحكم به.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة