صورة أرشيفية
ردود أفعال الشارع الليبي بعد إعلان بعثة الأمم المتحدة أسماء مرشحي المناصب القيادية
نجح ملتقى الحوار الوطني الليبي بالوصول إلى مراحل متقدمة من المفاوضات، وذلك بعد أن حدّد أعضاء الملتقى آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة، الذي تُبع باتفاق بين مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، على توزيع المناصب السيادية للسلطة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا قدأعلنت يوم السبت، 30 من يناير، عن قائمة المرشحين للمجلس الرئاسي ومنصب رئيس الوزراء، وذلك بعد أسبوع من تلقيها الترشيحات. بعض الأسماء لا تمت للسياسة بصلة، بينما ارتبطت أخرى بقيادات تربطها علاقات بالجماعات الإرهابية ، مما سبب غضبا و سخطا كبيرين وسط الليبيين، مع تطورات متسارعة لملتقى الحوار، ولا تخلو من تجدد أعمال فرض للأجندات الغربية على مجريات الأحداث فيها، حيث أعرب العديد من المحللين السياسيين عن تخوفهم من حصول عمليات تزوير في ملتقى الحوار، وترشيح شخصيات لن تساهم إلا في تدهور الوضع في ليبيا، ولا يخفى على أحد أن جلسات الملتقى أصبحت تُعقد عبر الانترنت، وعمليات التصويت أيضاً، الأمر الذي أثار السخط من مدى مصداقية هذه الجلسات، بالمقارنة مع جلسات تونس التي تمت بشكل مباشر، ومع ذلك حدثت عمليات بيع وشراء للاصوات فيها.
مراقبون للوضع السياسي أشاروا إلى أن ملتقى الحوار ومخرجاته لاتفي بتطلعات الشعب الليبي، بسبب ما وصفوه بأنه صفقة سياسية، وخصوصاً كونه لا يستبعد القيادة الحالية من المناصب المقبلة، الأمر الذي يعتبره العديد هاماً، كون القيادة الحالية معظمها تابعة لجماعات إرهابية فاقدة للحاضنة الشعبية، والذين يصفهم الشارع الليبي بعملاء الغرب.
و استنكر الشعب الليبي تغلغل العناصر الإرهابية في الحوار والمنتديات التي تشرف عليها بعثة الأمم المتحدة، حيث أفادت العديد من التقارير بأن جماعة الإخوان تُمارس ضغوطاً لفرض شخصيات سياسية تابعة لها لحكم الفترة الاتقالية، علاوة على توظيفها للمال السياسي، وشراء الأصوات، الأمر الذي قد يقوض العملية السياسية، ويدفع بشخصيات تابعة إلى الحكم لتمرير أجندات الغرب والبقاء في السلطة سواء كانت جديدة أم حالية، بالتالي إبقاء الوضع على ماهو عليه في ليبيا.
ورغم كل الجهود المبذولة و الآمال التي عُقدت على ملتقى الحوار السياسي الليبي، إلا أنه لم يحقق انجازا مهمًّا في الملف الليبي، ولذا فقد كان الملتقى دون سقف التوقعات المرتفع، وفي حال ظلت النقاشات المحتدمة نابعة بالأساس من الدفاع عن مصالح شخصية ومناطقية، واستمرت هيمنة جماعة الإخوان عليه، فإن ذلك سيعقّد من النجاح في وضع خارطة طريق واضحة المعالم تنقذ البلاد من عقد كامل من التدهور السياسي والأمني.