من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور؟
من أهوال يوم القيامة النفخ في الصور الذي معه تبعث الخلائق للقاء ربها يوم الحساب، وقد خلق الله عز وجل قرنا ينفخ فيه ملك من الملائكة، وهذا القرن يسمى بالصور، وجعل الله المولى سبحانه نفخ الملك في الصور علامة على انتهاء حياة الناس في أرضهم التي يعمرونها.
النفخ في الصور
قال الله تعالى في كتابه الكريم: «يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا»، وقال أيضا «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا»، وقال سبحانه «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ».
هذه الآيات تدل على أن هذا اليوم يبدأ بهذه النفخة، فإذا نفخ في الصور للقيام من القبور، وجمع الله الخلائق للبعث والنشور فذلك يومئذ يوم عسير لكثرة أهواله وشدائده، غير يسير على الكافرين؛ لأنهم يأسوا من الخير، وأيقنوا بالهلاك والبوار، أما أهل الإيمان فإن الله ييسره عليهم.
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال الطويل لما تأتي النفخة الأولى نفخة الصعق: ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً، الليت: جانب العنق وصفحة العنق، إذا نفخ نفخة الصعق على الجيل الموجود من الناس في الأرض، آخر جيل في البشرية الذين سيسمعونها في الأرض، ما في واحد إذا نفخ في الصور في الصعق إلا وهو يصغي ليتاً ويرفع ليتاً، يصغي يعني: يميل.
روى الإمام أحمد والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي فقال: ما الصور؟ قال: قرن ينفخ فيه.
من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور؟
الملك الذي ينفخ في الصور وهو صاحب القرن ورد اسمه في الأحاديث، مثل: حديث أبي هريرة ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان.
قال ابن حجر رحمه الله: اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري، وأبو يعلى في الكبير، والطبراني في الطوالات، وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية، والبيهقي في البعث من حديث أبي هريرة.