المبدأ الاقتصادي الذي دعا له أبو ذر الغفاري
كان أبو ذر الغفاري رضي االله عنه، من بين كبار الصحابة، الذين كانت لهم آراء اقتصادية واضحة وأفكار مالية فريدة، أثرت في الفكر الاقتصادي والمالي الإسلامي في عصوره الأولى.
المبدأ الاقتصادي الذي دعا له أبو ذر الغفاري
كان أبو ذر صاحب رأي فريد في الاكتناز والكنز، وكان شديد الضرر منه، ودعاء إلى الإنفاق، وحذر المسلمين من عكسه لاسيما في خلافة عثمان عندما كثرت الأموال، وتزايدت.
لقد روي عنه أن كان يقول «بشر الكانزين بكي في الجباه وكي في الجنوب وكي في الظهور حتى يلتقي الحر في أجوافهم».
أين مات أبو ذر الغفاري وأين ولد؟
نجده يؤكد على رأيه بوضوح في رفضه للاكتناز، ومناداته للإنفـاق، مـا رواه البخاري عن زيد بن وهب قال : «مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت له، مـا أنزلـك منزلك هذا؟، قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في قوله تعالى: «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله..» قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلي عثمان أن أقدم إلى المدينة، فقدمتها فكثر علي الناس، حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت.
الرواية السابقة يتضح لنا موقفه الواضح والصارم من عملية الاكتناز، حيث كان يجاهد ويدعو لمحاربتها، حتى لا تنعكس سلبا على الاقتصاد القومي مـن خلال تقليص عملية الإنفاق، ومن ثم فإن السياسة المالية لأبي ذر هي سياسة توسعية بضوابط محددة تحارب الاكتناز، وتدعو إلى المزيد من الإنفاق الذي يؤثر إيجابيا على عمليتـي الاستهلاك والاستثمار، ومن ثم يحدث الرواج الاقتصادي وتقل حدة الفقر، ويتقلص التفاوت بين فئات المجتمع في توزيع الدخل.